من المقرر أن توجه غدا الاثنين الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء منتصف الاسبوع لمناقشة ملف الكهرباء وملفات طارئة، فيما من غير المتوقع ان تشهد الجلسة النيابية الخميس اي خروج عن دائرة المراوحة والفشل في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وفيما بات مؤكّداً حضور سائر الاطراف ومن بينهم وزراء «حزب الله»، تبدو الاجواء في المقلب الحكومي متجاوزة ما وصفتها مصادر حكومية عبر «الجمهورية» بـ»النرجسية السياسية التي تتحكّم بفريق التعطيل، حيث انّ هذا الفريق يريد ان يملي إرادته على الجميع، ولا يصدّق انّه اصبح خارج دائرة التحكّم والقرار التي عانى منها اللبنانيون اسوأ معاناة خلال ست سنوات». وقالت لـ»الجمهورية»: «لقد اعتدنا على محاولات التهويل، من قبل فريق يصرّ على نهج التعطيل الذي كلّف البلد اثماناً باهظة.. هذا النهج اثبت فشله، ولا يمكن في اي شكل من الاشكال مماشاته، او الرضوخ لمشيئته».
وكتبت" الديار" : لم يصدر موقف رسمي من التيار تجاه الجلسة بانتظار الدعوة اليها، لكن المعلومات المؤكدة انه مستمر على موقفه الرافض بشدة لانعقاد حكومة تصريف الاعمال، على حد مصدر نيابي بارز في التيار، والذي سيترجم مرة اخرى بغياب وعدم مشاركة وزرائه في الجلسة.
وبرأي المصدر ان الاحتجاج تارة بموضوع الصحة وطورا بالكهرباء هو عبارة عن ستار للقيام بمثل هذه الخطوة غير الدستورية، لافتا الى «اننا لسنا ضد معالجة مثل هذه الملفات الحيوية والمهمة، لكن يمكن تحقيق ذلك من خلال مسار آخر، مثل المرسوم الجوال، كما حصل سابقا بتوقيع الـ 24 وزيرا».
وفي شأن الاستحقاق الرئاسي، نقلت مصادر مطلعة لـ «الديار» عن مرجع بارز امس قوله «انه لم يستجد اي تطور في شأن الاستحقاق الرائسي، وان الامور ما زالت تراوح مكانها في غياب الحوارات الجدية والناشطة حول هذا للملف، وفي ظل عدم صدور اشارات جديدة لتغير مواقف الاطراف».
وبناء عليه، فان جلسة الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية لن تشهد تغيرا عن اجواء سابقاتها، وستنضم الجلسة الحادية عشرة الى سابقاتها من دون انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ووفقا للمعلومات، فان المعارضة صرفت النظر في الوقت الحاضر عن استبدال مرشحها ميشال معوض بمرشح آخر، مع العلم ان هذا الامر قد جرى التداول فيه في الاسبوعين الماضيين وبرز خلاف حول طرح الفكرة قبل انقشاع الاجواء الداخلية والخارجية. ولذلك فان نواب هذا الفريق يتجهون الى التصويت مجددا لمعوض في الجلسة المقبلة.
اما الفريق الاخر، فانه لن يبدل بدوره موقفه وسيصوت بالورقة البيضاء، مشددا على الحوار كوسيلة ناجحة للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال مصدر نيابي في هذا الفريق لـ «الديار» امس ان المعطيات الحالية لا تدفعنا الى تغيير موقفنا في غياب التوافق وفي ظل عبثية التصويت لاسم معين، مشيرا الى ان ترشيح سليمان فرنجية لن يكون ترشيحا استهلاكيا، وهو مرشح جدي، وحين يأتي الوقت والظرف المناسبين سنقدم على هذه الخطوة.
ونفى المصدر ان يكون لدى الثنائي الشيعي وحلفائه «خطة ب»، لافتا الى ان احدا لم يناقش معنا في الاسماء لا في الداخل ولا من الخارج، مشددا على ان هذا الكلام لا يزال مجرد تكهنات اعلامية، ولا يرتكز على الحقيقة.
وعلى صعيد الاجواء الخارجية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، قال مصدر مطلع لـ «الديار» امس ان شيئا لم يطرأ على هذه الاجواء، لافتا الى ان باريس لم تباشر القيام بتحرك جديد في هذا الصدد كما كان اعلن الرئيس ماكرون في مؤتمر بغداد في نهاية العام المنصرم.
وفي جولة له على عدد من المراجع الروحية في المتن الاعلى، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى الصبر والحكمة، لافتا الى «ان البعض في الداخل يظن ان العالم مهتم بنا، لكن الحقيقة ان لا احد يهتم بلبنان، فنحن نعيش فوضى عالمية بعد الحرب في اوكرانيا، ولبنان ليس موجودا على الخارطة».
واشار الى «ان المنظمات الدولية جاءت بعد انفجار مرفأ بيروت وصرفت اموالا، وبعضها تبخر كالعادة، اما اليوم فلا شيء باستثناء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يهتم بلبنان ولديه عطف خاص على البلد».