خبر

في ذكرى وفاته.. كيف شارك محمد رضا بتفجير حفار إسرائيل

اليوم 12 فبراير تحل الذكرى الـ 24 لوفاة الفنان المصري الراحل محمد رضا الذي اشتهر بأدوار المعلم وابن البلد في كافة أعماله الفنية.

ولد محمد رضا أحمد عباس في 21 ديسمبر من العام 1921 بمدينة أسيوط جنوب مصر، وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا في العام 1938، وعمل في بداية حياته مهندس بترول قبل أن يجتذبه الفن في نهاية الأربعينيات.

التحق رضا بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه في العام 1953، وأثناء دراسته قام بأدوار صغيرة في عدة أعمال، ونجح في أداء شخصية المعلم في مسرحية" زقاق المدق" للأديب الكبير نجيب محفوظ، وبعدها توالت أعماله التي وصلت إلى أكثر من 70 عملا، من أشهرها مسلسلات "ساكن قصادي"، والزنكلونى، و من أفلامه "رضا بوند" و"فتوات الحسينية" و"30 يوم في السجن" و"بابا آخر من يعلم"، و"العتبة جزاز" و"البحث عن فضيحة" و"زوج تحت الطلب" و"البيه البواب" .

شارك رضا في فيلم "عماشة في الأدغال" والذي كان له دور مهم في توجيه المخابرات المصرية ضربة قاصمة لإسرائيل عقب حرب يونيو من العام 1967 .

في نهاية الستينيات وعقب نكسة يونيو أعلنت إسرائيل عن نيتها البحث عن البترول في خليج السويس بسيناء من أجل تكريس احتلالها، وتعاقدت مع حفار بترول أطلقت عليه اسم "كنتينج " تديره شركة إيطالية لتقوم بالمهمة، وكان مقررا أن يخرج الحفار من كندا متوجها إلى مصر عبر ساحل العاج في أفريقيا ثم إلى ساحل البحر الأحمر ومنه إلى خليج السويس.

طلب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بمنع وصول الحفار بأي ثمن، وأعدت المخابرات المصرية خطتها بضربه وتفجيره لحظة وصوله ساحل العاج ونجحت في ذلك في 8 مارس 1970، على يد مجموعة من ضباط المخابرات قادها الضابط الشهير محمد نسيم الذي عرف باسم قلب نديم قلب الأسد.

استعانت المخابرات المصرية بمجموعة من الضفادع البشرية للقيام بالعملية وتفجير الحفار، ولمنع اكتشاف أمر سفرهم ومعهم فريق العملية، قررت المخابرات أن يكون السفر يوم 6 مارس في العام 1970 إلى أبيدجان، حيث كان يقام في هذا اليوم مهرجان لاستقبال رواد الفضاء الأميركيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة، وهو ما سيؤدي لانشغال أجهزة الأمن هناك في تأمين ومرافقة الوفود المشاركة.

قررت المخابرات أن يسافر أعضاء الفريق ومعداتهم ضمن الوفد الفني الذي كان سيسافر لتصوير فيلم "عماشة في الأدغال" وقام ببطولته فؤاد المهندس ومحمد رضا وصفاء أبو السعود وجرى تصويره في ساحل العاج.

تحقق ما خططت له المخابرات المصرية ووصل الفريق الكامل للعملية إلى ساحل العاج ونجح في تفجير الحفار وغادر ساحل العاج دون أن ينتبه له أحد، وبعدها أرسل قائد الفريق محمد نسيم رسالة مشفرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال له فيها "مبروك الحج" لتزامن وقتها مع موسم الحج.

أدى محمد رضا في الفيلم دور عماشة المعلم الأمي خفيف الظل وسافر إلى أفريقيا للبحث عن كنز كان قد تركه له عمه، واصطحب معه عالم الآثار محروس وصبيانه وهناك جرت مواقف كوميدية وطريفة.

أذيع الفيلم لأول مرة في العام 1972، وحقق إيرادات عالية، ونال الفنان الراحل شعبية وجماهيرية كبيرة عقب عرضه وتوالت بعدها أعماله الناجحة حتى توفي في مثل هذا اليوم قبل 24 عاما.