خبر

بعد شائعات وفاتها.. تعرف على أيقونة التمثيل السوداني

عاد اسم فائزة عمسيب "أيقونة" التمثيل في السودان مجدداً إلى الواجهة قبل أيام، بعد تناقل شائعات عن وفاتها.

فمن هي تلك الممثلة السودانية التي لقبها البعض بأم المسرح السوداني؟

قدمت فائزة كماً لا يحصى من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، حيث لا يكاد بيت سوداني إلا ويعرف تلك السيدة المولودة عام 1935 بمدينة رفاعة جنوب الخرطوم على النيل الأزرق.

كان والدها مزارعاً يعمل في مشروع الجزيرة الشهير بإنتاج القطن منذ أيام الإنجليز، وتربت في بيت خالتها وانتقلت معها إلى عدة مدن إلى أن استقروا في أمدرمان في بيت للعساكر، لأن زوج خالتها كان عسكرياً.

بدأت تعليماً مبكراً، ثم توقفت وواصلت تعليمها في الستينات إلى أن عملت معلمة وتنقلت بين العديد من المدارس.

الحرس الوطني والتمثيل

لم يكن لديها أي خبرة في بداية حياتها، غير أنها كانت تشرف على النشاط المسرحي المدرسي خلال فترة عملها كمعلمة، كما كانت ترتاد السينما منذ صغرها.

تعتبر من جيل – بحسب ما ذكرت بنفسها في أحد الحوارات الصحافية، من كانوا يطلقون على الثياب عناوين روايات لكبار الكتاب كنجيب محفوظ وآخرين، كذلك أسماء أغانٍ وأفلام، حيث درجت النساء السودانيات على إطلاق اسم على أي ثوب جديد يظهر في الأسواق.

انضمت في السبعينات إلى الحرس الوطني، وكانت بوابتها إلى التمثيل حيث مثلت مع فرقة تابعة للحرس، ومن ثم تعرفت وانطلقت إلى عالم المسرح، مقدمة العديد من المسرحيات الشهيرة مثل "عنبر المجنونات" و"ضريح ود النور" وغيرهما.

إلى ذلك، درست في المعهد العالي للموسيقى والمسرح، حيث صقلت تجربتها من ناحية أكاديمية.

من "البياحة" إلى "عرق البلح"

أول مسرحية قدمتها على المسرح كانت "حصان البياحة"، تأليف الدكتور يوسف عايدابي وإخراج محمد شريف، مع فرقة أضواء المسرح.
وقد شاركت فائزة عمسيب في الفيلم المصري "عرق البلح" عام 1999 للمخرج الراحل رضوان الكاشف، حيث أدت دور زوجة الجد بجوار شريهان وعبلة كامل.

سبق لها أن شاركت في الفيلم الشهير "عرس الزين" عام 1976 المأخوذ من رواية الطيب صالح، من إخراج الكويتي خالد الصديق، كذلك فيلم "تاجوج" من إخراج جاد الله جبارة.

وقد شقت طريقها إلى النجومية في رحلة لم تكن سهلة، وأمضت قرابة نصف قرن من الزمان، وهي تخترق التقاليد وتحقق مكانة المرأة في عالم الفن والتمثيل تحديداً.

أتاح لها تنقلها المبكر في عدد من مدن البلاد أن تكتسب معرفة بالمجتمع السوداني، انعكست في أدائها الفني واقترابها من الجمهور ورؤيتها في تطوير فن المسرح.

حياة الكفاف والمرض

رغم شهرتها الكبيرة لم تعش إلا على الكفاف، فقد تعرضت في عام 2013 لحادثة شهيرة نشرت عنها الصحف، وهي طردها من منزلها بالقوة الجبرية بواسطة الشرطة، تنفيذاً لأمر إخلاء أصدرته المحكمة.

تم تكريمها في الشارقة في 2013 بواسطة الهيئة العربية للمسرح ضمن مبادرات الشيخ القاسمي، مع عدد من الرموز والمتميزات من البلدان العربية.

في سنواتها الأخيرة، ظلت تصارع المرض، وظهرت على كرسي متحرك في أحد مهرجانات الخرطوم، حيث قام الفنان المصري فاروق الفيشاوي بحركة وفاء بتقبيل يدها في إشارة إلى دورها الفني.

على الرغم من مرضها، ظلت تؤكد أنها قادرة على تقديم الجديد.

ومع حصار المرض، راحت تتنقل ما بين الخرطوم والقاهرة للعلاج، في الوقت الذي لاحقتها شائعات وفاتها عدة مرات كان آخرها قبل أيام، لتبقى اسماً بارزاً وأيقونة لفن التمثيل السوداني الحديث.