خبر

الـ'MTV' تواكب الفصح في زمن 'الكورونا'.. بو هدير: نعطي الرّجاء ونأخذ العبر

ينتظر المسيحيون في العالم حلول عيد الفصح هذا العام بكثير من الرّجاء من الإيمان والخشوع والتضرّع، إذ تحلّ "القيامة" والعالم في خضمّ جلجلة وباء فيروس "كورونا" المستجدّ الذي يفتك بالكون من مشرقه إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه.

وكما في بلدان العالم كذلك في لبنان، يستعدّ المؤمنون من كافة الطوائف المسيحية لاستقبال القيامة بإيمان متجدّد على رجاء الخلاص، طالبين الرّحمة والسلام من الله وأن تزول هذه "العاصفة التي كشفت ضعفنا"، كما قال البابا فرنسيس يوم صلّى وحيداً على نيّة زوال "الكوونا" في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

وعلى وقع الإجراءات المتّخذة من قبل الحكومات للوقاية من تفشّي الوباء، ولا سيما ضرورة تجنّب التجمّعات، سلكت السلطات الكنسية طريق الوقاية كذلك، طالبة من المؤمنين أن يحتفلوا بقيامة السيّد المسيح في بيوتهم ويتابعوا وسائل الإعلام التي تبثّ البرامج الروحية والقداديس والتراتيل في زمن الآلام والجلجلة، فبات على الإعلام خوض الدور الأبرز لناحية التنشئة الروحية، ليكون البديل الموقّت في هذه الظروف من خلال نقل القداديس والصلوات والإحتفالات والبرامج الروحية.

"نعطي الرّجاء ونأخذ العبر"
وكعادتها لا تغيب الـ"MTV" عن أيّ مناسبة روحية، فهي تواكب كلّ الأعياد والاحتفالات الطقسية، لا سيّما زمن الصوم الكبير منذ البداية وصولاً إلى يوم الفصح المجيد، انطلاقاً من "إيمان القناة تؤمن برسالة أن يكون الإعلام هادفاً يطال كلّ الناس من دون استثناء، وذلك في إطار الفرادة التي تميّز لبنان من خلال طوائفه المتعدّدة والمتعايشة والمتنوّعة"، على ما يقول الإعلامي في القناة ماجد بو هدير.

وفي حديث لـ"لبنان 24"، يؤكّد بو هدير أنّ الــ"MTV"  ستواكب العيد هذه السنة مع الكنيستَيْن الغربية التي تحتفل بالفصح الأحد المقبل، والشرقية التي تحتفل يوم الأحد الذي يليه، "لنعطي الناس الرّجاء في هذه الظروف العصيبة، ولكي نأخذ العبر من التجربة الكبيرة التي نمرّ بها"، وفق تعبيره.

 

ويشير إلى أنّ "القناة حاولت عبر مواكبتها لهذا الزّمن أن تجعل المشاهد يلتحم مع الكنيسة على الرّغم من وجوده في المنزل، من خلال الإضاءة على تقاليد كلّ كنيسة وطقوسها واحتفالاها".

برامج يومية وحلقات خاصّة
وتُخصّص الـ"MTV" برامج يومية يتمّ إعدادها خصيصاً للإضاءة على حياة عدد من القديسين والتقاليد الطقسية واحتفالات الكنائس المتنوّعة والمتعدّدة، كما تتمّ استضافة شخصيات روحية ضمن البرامج السياسية أو نشرات الأخبار للإحاطة بكلّ جوانب هذه الأيام المقدّسة.

ولمناسبة يوم الجمعة العظيمة لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي، سيطلّ بو هدير في حلقة خاصّة عبر برنامج "بيروت اليوم" الذي يكون عادة مخصّصاً للحوار السياسي، ليستضيف رئيس جامعة "سيّدة اللويزة"، الأب بيار نجم، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الجمعة، كذلك سيطلّ لمناسبة الجمعة العظيمة لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في البرنامج عينه لإجراء حوار مع شخصية روحية من الطوائف الشرقية.

وخلال أسبوع العيد لدى الطوائف الشرقية، سيقدّم بو هدير حلقة خاصّة على الـ"MTV" بالتعاون مع "الجمعية الثقافية الرومية"، تتناول التقاليد الشعبية والطقوس الدينية في زمن العيد لدى الطوائف الشرقية.

"بعدٌ آخر"
ويلفت بو هدير إلى أنّ "الحوار خلال البرامج هذه السنة سيأخذ بعداً آخر، إذ أنّه لن يقتصر على الإضاءة الليتورجية على معنى العيد، بل سيلامس آلام الناس في هذه الظروف الدقيقة، والهدف الأكبر منه سيكون إعطاء الناس الرجاء والتشجيع في هذه المحنة".

ويشدّد في هذا السياق على أهمية استخلاص العبر ممّا يحدث، وضرورة إعادة نظر الإنسان بعلاقته مع الله، فـ"الحياة عزيزة على كلّ إنسان، ولا شكّ أنّ هذه الفترة جعلتنا أقرب إلى الله أكثر من أيّ وقت، لأنّ الإنسان عندما يعيش بنعمة وسلام وصحّة ورفاه ينسى الله، وعندما يصبح معرّضاً للخطر فإنّه يلتجئ إليه، وبالتالي فإنّ ما قبل هذه التّجربة لا يجب أن يكون كما بعدها".

ويرى أنّ "الله أراد أن نأخذ العبر من هذه التّجربة والتي بشكل أو بآخر يتحمّل مسؤوليّتها الإنسان وهي تجربة وسنتخطّاها بكلّ تأكيد، ولكن إذا تخطّيناها لنعود كما كنّا فهناك مشكلة وبالتالي يجب أن نخلط أوراقنا الشخصية لا سيما بعلاقتنا مع الله من جديد ونأخذ الرجاء من المصاعب لأنّنا نعيش جلجلة دائمة بحياتنا".

 

ويخلص بو هدير إلى أنّ "تزامن هذا الوباء مع زمن القيامة والآلام ليس من باب الصدفة، وعلى وسائل الإعلام مسؤولية أساسية في أن تروي ظمأ المؤمن المتعطّش إلى الله في أزمة ضعفه هذه، لذلك تحوّلت الـ"MTV" إلى "كنيسة منزلية" تعطي شُحنات الرّجاء لكلّ اللبنانيين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم ومناطقهم".