خبر

سياسة ضرب العزائم… الحزب باق!

جاء في المركزية:

قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إنّ “لدى البعض مشروعاً لضرب المقاومة في لبنان، وعلى رأسها حزب الله”. وتوقف في حديث تلفزيوني مساء الاثنين، عند استحقاق الانتخابات النيابية. ففيما أكد أنها “ستتم في موعدها، ولا يوجد أي مبرر لتأجيلها”، أشار إلى أنّ “السفارة الأميركية وصلت إلى نتيجة مفادها أنّ الانتخابات المقبلة لن تؤدي إلى قلب الطاولة واستبدال الواقع القائم”. واضاف “هناك شبه استحالة في أن يفوز الفريق الآخر بالأكثرية في البلد”، موضحاً أنّ “حزب الله لا يسعى للفوز بالأكثرية، بل يهمنا أن نحصل على حضور وازن لنتمكن من إحداث التأثير المطلوب”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هذا الكلام ليس جديدا على “حزب الله”. فالاخير يعمل منذ اشهر، على تثبيط عزائم اللبنانيين وضرب حماستهم للمشاركة في الانتخابات، تارة عبر تعميم اجواء مفادها ان الانتخابات لن تأتي بأي تغيير على صعيد التوازنات السياسية، وطورا عبر التأكيد ان طريقة حكم البلاد في مرحلة ما بعد الانتخابات ستبقى هي ذاتها اي “توافقية”، في موقف يجوّف الانتخابات ويفرغها سلفا من مضمونها، اذ يقول فيه حزب الله إنه لن يرضى الا بالابقاء على نموذج حكومات الوحدة الوطنية التي تجمع الاضداد على الطاولة ذاتها، والذي أثبت مدى فشله في السنوات الماضية، اذ حوّل مجلس الوزراء عربة يقودها اكثر من حصان في اتجاهات متعاكسة، بما يمنعه من الانتاج.

بالعودة الى كلام قاسم، فإنه يدل على استمرار الحزب في نهج “تدمير” معنويات اللبنانيين عشية الانتخابات، فلا يشاركون فيها، بما ان الاقبال الضعيف على الاقتراع هو الاكثر افادة للحزب خاصة في مناطق نفوذه جنوبا وبقاعا.

على اي حال، هو لا يكتفي بهذا الاسلوب لتحقيق هدفه، بل يلجأ ايضا الى طرق اخرى “عنفية”، رأيناها في الصرفند عبر “الاعتداء الجسدي”، وفي البقاع عبر الترهيب بالسلاح. فالاثنين الماضي، تعرض رئيس لائحة بناء الدولة الشيخ عباس الجوهري وأثناء جولة انتخابية له في بلدة الخضر البقاعية الى ترهيب، حيث تم اطلاق نار كثيف وقذائف في الهواء، أثناء لقاء كان يقيمه مع اهالي البلدة، كان يتحدث خلاله عن أهمية الاقتراع بحرية ويحث فيه المواطنين على تجاهل ضغوطات قوى الأمر الواقع على المرشحين والناخبين في المنطقة، خاصة وانه، الى هذه الوسائل، يخوّن حزب الله اللوائح الشيعية المعارضة والمرشحين الشيعة المعارضين للثنائي في كافة المناطق اللبنانية.

مما لا شك فيه ان هذه الخطوات كلّها التي يلجأ فيها الحزب الى النبرة الفوقية والى فائض القوة، ستساعد الضاحية في احكام سيطرتها مجددا على النواب الشيعة، الا ان الرهان كبير على الشعب اللبناني لينتخب كما يجب في المناطق كافة، في ردّ على قاسم والحزب. فوحدها الصناديق، ووحدهم اللبنانيون يحددون مَن سيفوز بالاكثرية الجديدة، و”المستحيل” الذي تحدّث عنه الرجل الثاني في الحزب، يمكن للبنانيين ان يجعلوه امرا واقعا…