خبر

هل عاشت القديسة بربارة في بعلبك؟ الأطفال يحتفلون بعيدها: احتفالات تنكرية وحلوى وقمح

"هاشلة بربارة مع بنات الحارة..." أغنية ستصدح مساء اليوم، حيث سيتجول الأطفال بين البيوت، جامعين ما لذّ وطاب، ومتنكرين بوجوه عديدة، للإحتفال بهذا العيد. هذه التقاليد المتوارثة من اكثر من عشرة أجيال، تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر.

فمن هي القديسة بربارة؟
تتعدد الروايات عن القديسة بربارة وسيرة حياتها، فمن الناحية الكنسية، يشير خادم رعايا بسابا والشويفات ودير قوبل الأب الياس كرم، إلى أن التاريخ الكنسي، لا يحدد تماماً تاريخ استشهاد القديسة بربارة أو مكان استشهادها، إذ تشير بعض المصادر إلى أنها عاشت في مصر أو روما أو توسكانا (إيطاليا) أو آسيا الصغرى أو سواها، وذلك في فترةٍ زمنية ما بين بين العامين 235 – 313 للميلاد، في حين تعتبر مصادر أخرى أنها عاشت واستشهدت في بعلبك.

ويتابع الأب كرم في حديث عبر "لبنان 24": "الرواية التي تناقلتها الأجيال عنها، تفيد بأنها كانت إبنة رجل وثني متعصّب ذي ثروة ومجد وجاه، يدعى ديوسفوروس. وإذ كانت بربارة جميلة الطلعة، فقد غار عليها أبوها من العيون، فأقفل عليها في قصره وجعل لها كل ما تحتاج إليه وما يسليها. إلاّ أن الله اختارها، فآمنت بربارة بالمسيح، ونذرت له بتولية نفسها لكي لا تلهو عنه بعريس أرضي أو تُفرض عليها الوثنية فرضاً تحت ستر الزواج. فلما اكتشف أبوها أنها قد صارت مسيحية، جنّ جنونه وأسلمها إلى مرقيانوس الحاكم، الذي حاول اعادتها الى الوثنية، إلاّ أنه فشل فأسلمها إلى عذابات مرّة، جلداً وتمزيقاً بالحديد وسجناً فلم يلق غير الفشل نصيباً. إذ ذاك أسلمها إلى الموت فما كان من والدها إلاّ أن قطع رأسها بالسيف.

 

ماذا يقول التاريخ؟
هذا في الديانة المسيحية، أمّا من الناحية التاريخية، فيشير الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانيّة، عماد مراد، إلى أنه وعلى الرغم من تعدد الروايات حول حياة القديسة بربارة، إلاّ أن هناك اجماعاً على أنها شهيدة الكنيسة ومثال للعديد من الوثنيين الذين اعتنقوا الديانة المسيحية.

وعن التقاليد التي ترافق هذا العيد، ومنها تنكّر الأطفال، يشير مراد في حديث عبر "لبنان 24" إلى أن تنكّر الأطفال، هو مثال على طفولة هذه القديسة وبراءتها، وسعي الأطفال للتمثل بها، وللتذكير بأن هذه القديسة كانت تسعى للتخفّي بأزياء تنكرّية خوفاً من كشف هويتها.

وعن تقليد القمح المسلوق في عيد البربارة، والذي يُعتبراً من رموز العيد، لفت مراد إلى أن هذا دليل على أن حبة القمح يجب أن تموت لكي تنبت من جديد، ولكي تعطي السنابل الجديدة، كحياة القديسة بربارة التي ماتت واعتنق بعدها الآلاف من الأشخاص، الديانة المسيحية.

 أمّا عن حلويات العيد، والتي عند وضعها بالزيت، تنتثر نقاط الزيت خارج المقلاة، فهي دلالة على انتشار دم القديسة بربارة، والذي أدى إلى زيادة الإيمان لدى غير المؤمنين.