خبر

ميقاتي في الرياض لإعادة الحرارة مع السعودية وحجز دور لبنان في المنطقة

انطلاقا من المسؤولية لا بد لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ان يغادر حلبة الجنون والردح السياسي على خلفية عقد جلسة حكومية طارئة لتسيير أمور الناس والاتجاه إلى قوس قزح عالمي يمتد من بكين إلى الرياض.


يؤكد سياسي لبناني ضرورة مشاركة الطموح اللبناني في شق طريق الحرير الجديدة بين التنين الاقتصادي من أقصى قارة اسيا حتى شواطئ المحيط الهندي عند بحر الخليج العربي، وهذا ما يتطلب بذل جهود مضاعفة لإعادة العلاقة مع السعودية إلى سابق عهدها.

هنا، تكمن أهمية المهمة الوطنية الملقاة على ميقاتي بكل ما تحمل من آمال وتعقيدات، فالمرء محكوم بالأمل حكما ولا يمكن الركون لحالة الفوضى الحاصلة في لبنان وكأنها قدر محتوم، وينبغي على الطبقة الحاكمة ان تدرك سريعا ان خلاص لبنان يكمن بكيفية مغادرة الحالة الراهنة بدل السؤال عن مكاسب او تحصيل طموحات.

لعل النكد السياسي، تجلى بأبشع صوره بالاصرار على التعطيل وخوض معارك لا طائل منها واصدار بيانات مزيفة، بينما الحل هو بالذهاب إلى انتخابات رئاسية من دون شروط مسبقة.

لا يمكن للواقع اللبناني، ان يشهد تحسنا في ظل الشروط المسبقة واحتجاز الاستحقاق وتعطيله، مع ما يعني ذلك من ابتزاز سياسي فاضح ينبغي أن يتوقف حالا، معطوفا على دور خارجي يشكل رافعة طبيعية تساهم في تعافي لبنان واستعادة دوره المتألق في هذا الشرق.
لذلك ، تبرز أهمية عودة الحرارة إلى قناة الاتصال مع السعودية، وهذا لا يتم الا ضمن خطوات جدية لاستعادة الثقة، فليس تفضيلا ان ينطلق عهد عون العام 2016 بزيارة المملكة والتي  كانت ايذانا بعودة العلاقة إلى سابق عهدها لتتدهور الأمور في ما بعد لأكثر من سبب وتصب في نتيجة واحدة هي خسارة  لبنان السند السياسي والاقتصادي وفقدان التوازن في علاقات لبنان الخارجية.

مهمة ميقاتي في الرياض، عصيبة كونه يرأس حكومة تصريف أعمال في ظل شغور رئاسي قد يمتد لشهور، وفي ظل تأزم في العلاقات مع السعودية لم يشهد له تاريخ لبنان مثيلا، لكن مهمة ميقاتي محكومة بالأمل لكونها تفتح ثغرة عبر التواصل المباشر مع المسؤولين السعوديين، فضلا، عن أهمية المنتدى الصيني التي تسضيفه السعودية والذي يتطلب حضورا لبنانيا فاعلا ، خصوصا في ظل تأسيس رؤية اقتصادية قوامها لقاء العمالقة في عملية تنمية واسعة على طول العالم العربي حتى أطراف أفريقيا، فلطالما كان لبنان همزة وصل بين الشرق والغرب ما جعله اسطورة وحلما ينبغي استعادة مجده يوما ما.