خبر

من المسؤول عن إهمال العاصمة بيروت؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

تعاني العاصمة بيروت، الاهمال والفوضى المنظمة،وكأنها لم تنفض عنها تبعات حرب «الاسناد» والتهجير. معظم شوارعها وازقتها تشهد على الاستهانة بها، تحت اعين الحكومة التي بات عمرها يقارب العام ، ومجلس المدينة البلدي التوافقي المنتخب، لم يخطُ خطوة الى الامام بعد والمحافظ يتصدر المشهد في الاحتفالات، فيما نوابها وفاعلياتها منشغلون عنها بالوجاهة والشكليات، فيما يتحمل سكانها اعباء الفوضى وتداعياتها وحرمانهم من ابسط الخدمات ومتطلبات الحياة الضرورية.

لا يكفي اختناق اجواء العاصمة بتلوث دخان المولدات المنتشرة بكثافة في كل مكان، مع تلاشي الامل بتوفير بدائل لتزويد سكانها بالتيار من مصادر بديلة تؤمنها الدولة، ولا بدخان صهاريج مياه الشفه التي تعوض النقص الفادح في حاجتها للمياه،ناهيك عن التلوث القاتل لباصات النقل العام والخاصة الفوضوية ، التي تجتاح شوارعها، وتحتل زواياها بلاحسيب او رقيب.

بامكان اي كان ملاحظة الاهمال والفوضى العارمة في كل النواحي،حتى في الشوارع الرئيسية والمهمة منها،اجتياح السيارات للارصفة، الحفر المنتشرة في الشوارع ، ايقاف الدراجات النارية الفوضوي في معظم الامكنة، الاشارات المحطمة، احتلال العديد من الارصفة واقامة المقاهي والبسطات العشوائية، وتثبيت العوائق ، ووضع الحواجز المخالفة للقانون ، وكأن الدولة ومؤسساتها ليست موجودة .

الاخطر من كل ذلك، فوضى ازمة السير عموما، والتي باتت تضغط بقوة على سكان العاصمة، تجاوزات السرعة ، وتخطي اشارات السير ، الوقوف المزدوج في معظم الشوارع، وحتى الرئيسية منها، ركن السيارات على زوايا الطرق والمنعطفات والارصفة، وتنقُّل «التيك توك» بلا ضوابط، فيما تتصدر ازمة الدراجات النارية كل المخاطر، وباتت بما يمكن تسميته بـ «مقتلة» تهدد امن المواطنين من المشاة، ليس على الطرق والازقة فحسب ، بل على الارصفة وعلى السيارات ايضاً ، وحتى على راكبي هذه الدراجات انفسهم . بعضهم يحضن طفله بيديه، بشكل مفزع ، وينطلق عكس السير، ومعظم سائقيها يعرضون انفسهم لمخاطر غيرمحمودة، نظراً للتجاوزات الفوضوية التي يرتكبوها و مخالفتهم لابسط متطلبات السير وسلامتهم وسلامة المشاة على حدٍ سواء.

اذا كان من الصعوبة بمكان معالجة الاهمال والفوضى المستشرية بالعاصمة دفعة واحدة، لانعدام القدرة او الامكانيات المتوفرة، بامكان المسؤول، اياً كان ان يبدأ بخطوة وراء خطوة، لحل المشاكل التي تعاني منها بيروت، لان تراكم المشاكل ،يزيد من صعوبة ايجاد الحلول المطلوبة ومعها يراكم معاناة سكان المدينة واهمالها، وهذا الفشل ينتقل الى كل لبنان في ما بعد.

أخبار متعلقة :