خبر

خط أحمر من ترامب لنتنياهو: لا حرب مفتوحة في لبنان

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ المواجهة مع حزب الله باتت تُقدَّم في إسرائيل على أنّها حتمية، انطلاقًا من قناعة بأن الحزب يتعافى. ولفتت إلى أنّ قادة إسرائيليين يقرّون بمصداقية إرادة الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، لكنهم في المقابل مقتنعون بأن الحكومة غير قادرة على تنفيذ ما تريده في هذا الإطار.

ونقلت الصحيفة عن تقديرات أمنية إسرائيلية أنّ أي عملية عسكرية واسعة في لبنان لن تُنفّذ قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نهاية الشهر. فما احتمال ان تشن اسرائيل حرباً موسعة على لبنان؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـ”المركزية”: “أصبح واضحًا ان ترامب يريد أن “يجني ثمارها” للفوز بجائزة نوبل للسلام التي يثابر للحصول عليها، ولديه اوكرانيا والشرق الاوسط لتحقيق غايته، والباقي لا قيمة له ونعني حديثه عن إنهاء ثمانية حروب”، مشيرًا إلى ان “الولايات المتحدة الاميركية لا تريد حربًا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل المنظور، لأن من شأن ذلك أن يعرقل حصوله على جائزة نوبل”.

ويضيف: في المقابل، يعتبر نتنياهو وجماعته ان هذه فرصة العمر لتحقيق على الاقل أول خطوة في إسرائيل الكبرى والتي هي فلسطين وشريط حدودي في لبنان وسوريا لحمايتها، وهو أيضا يتفانى من أجل هذه القضية. لذلك هناك مواجهة بين الرجلين. واعتقد ان نتنياهو من الصعب ان يتنازل عن موقفه، خاصة وأن جماعته أمثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وغيره، يدعمونه ويطلبون منه الصمود وعدم الرضوخ للضغط الاميركي”.

ويؤكد طبارة ان “هذه المواجهة لم تحصل من قبل، لأن اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة كان قويًا جدًا في السابق لكنه اليوم تضعضع لأن الرأي العام الاميركي بشكل عام تغيّر من جهة تجاه اسرائيل، ومن جهة أخرى انقسم يهود أميركا، حيث ان الشباب بمعظمهم غير موافقين على ما تقوم به اسرائيل في غزة، بينما كبار السن يؤيدونها. هذا الانقسام أدّى الى غياب الدعم المطلق الذي كان يحصل عليه نتنياهو”.

ويتابع: “نلاحظ اليوم ان ترامب يستدعي نتنياهو الى واشنطن مرة تلو الأخرى بينما في السابق في عهد الرئيس باراك اوباما، عندما حصلت المواجهة، توجّه نتنياهو الى الولايات المتحدة وعقد اجتماعا مع الكونغرس وخطب في الحضور وترك اوباما في البيت الابيض. الولايات المتحدة تغيّرت من هذه الناحية، واعتقد ان التغيير الذي حصل يؤثر ايجابًا على لبنان، إذ أصبح باستطاعة الرئيس الاميركي ان يضغط على اسرائيل. وهذا الرئيس يضغط، لأن هدفه معاكس لما يريده نتنياهو الذي كان في السابق هو يستدعي رئيس الولايات المتحدة. اليوم تبدلت الامور”.

ويشير طبارة الى ان “ترامب يستدعي نتنياهو الى واشنطن ويدلي بتصريحات معاكسة. سألوه مرات عدة عما ستفعله اسرائيل في الضفة الغربية فأجاب بأنها لن تقوم بأي عمل. المنطقة التي تعتبر اليوم فلسطينية لن يحصل فيها اي تبدّل. ترامب يواجه نتنياهو وجماعته مواجهة مباشرة. حتى في غزة قال ترامب ان لا تغيير في الحدود”.

ويكشف طبارة ان “لا حرب مفتوحة في لبنان، لأن من غير المسموح بذلك. اسرائيل مرتاحة على وضعها بشكل مؤقت، ويمكنها ان تضرب وتخترق لإضعاف حزب الله ساعة تشاء لكن ممنوع أن تصل الى حرب مفتوحة. هذا هو الخط الاحمر الذي يضعه ترامب لنتنياهو، واعتقد انه جدي في هذا الموضوع، ويتحدث عنه علنًا. حتى أنه، قبل اجتماعه بنتنياهو، يُسرِّب أمورًا من هذا النوع لكن بشكل قاس، لم نَعتَد عليه في العلاقات الاميركية -الاسرائيلية. ترامب يضع خطوطا حمرا لنتنياهو، ولذلك في المستقبل المنظور لا حرب مفتوحة لكن بعد ستة أشهر او أكثر لا نعلم. يُحكى ان الممانعة ضَعُفت هذه المرة. صحيح لكنها أيضا قويت لأن ترامب يضع الخطوط الحمر، واسرائيل غير مسموح لها القيام بحرب مفتوحة في غزة أو لبنان، في حين ان نتنياهو يتمنى فتح جبهة وضبط حدوده. اسرائيل مرتاحة لناحية التصرف لإضعاف اعدائها لكن ليس لحل المشكلة لصالحها، لأن هذا الامر يحتاج الى حرب، وهذا غير مسموح”.

ويختم: “ترامب وضع الخطوط الحمر لنتنياهو، وبالتالي ممنوع عليه ضم أجزاء أخرى من غزة أو ضمّ الضفة الغربية، وفي لبنان يمكنهم ضرب حزب الله شرط ألا تصل العملية الى حرب مفتوحة. واعتقد ان ترامب استدعى نتنياهو الى واشنطن ليؤكد له على الخطوط الحمر”.

أخبار متعلقة :