خبر

الأب بشارة الخوري خلال ريسيتال الـNDU: الجامعة هي حيث يلتقي العلمُ بالفن

أقامت جامعة سيّدة اللويزة وكعادتها في كل عام، الريسيتال الميلادي السنوي، بعنوان: “إنسجامٌ مقدَّسُ واحتفالي”، أحيته جوقة الجامعة بقيادة الأب خليل رحمة، وذلك مساء الأحد 21 كانون الأول 2025 الساعة السابعة مساء، في قاعة بشارة الراعي، حرم الجامعة – ذوق مصبح.

تمثّل صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبي بصاحب السيادة المطران حنا علوان السامي الإحترام النائب البطريركي العام، وحضر كلّ من قدس الأباتي إدمون رزق السامي الإحترام الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية ورئيس المجلس الأعلى لجامعة سيدة اللويزة، الأب الدكتور بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة ونوابه، معالي وزير الدفاع ميشال منسى ممثلاً بالعميد فضل الله أمهز رئيس الفرع الأول في موسيقى الجيش اللبناني، رئيسَ التيار الوطنيّ الحر النائب جبران باسيل ممثلاُ بالنائبة ندى البستاني، رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة الشيخ سامي الجميّل ممثلاً بالنائب سليم الصايغ، دولة الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالسيدة سنتيا غريب، الأستاذ رفيق شلالا الاعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية، النائب طوني فرنجيه ممثلاً بالدكتور أنطوني نعمه، الدكتور نبيل أسطا أمين عام المدارس الإنجيليّة، السيد ميشال متى رئيس المجلس العام الماروني، المونسنيور عبدو أبو كسم، نقيب المحررين الأستاذ جوزيف القصيفي، سعادة سفير بلغاريا لاسين توموف، السيدة ماغي مخلوف رئيسة UCIP Liban، المهندس شوقي فتفت ممثلاً بالمهندس ميشال فغالي، وأفراد الهيئة التعليمية بالإضافة الى أسرة جامعة سيدة اللويزة.

افتُتحت الأمسية الموسيقية بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ ماجد بوهدير، مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة، حيث قال: ” قبل ألفين وخمسة وعشرين عاماً أضاء النجم في سماء بيت لحم، فوق مغارة تواضعٍ تجسد فيها ابن الله فادياً مخلصاً، ومثالاً، فكان الكلمة التي كانت منذ البدء، والكلمة عمادها الأحرف، وها نحن اليوم في جامعة سيدة اللويزة نكتب بأحرف الألق على صفحات إيماننا بأزلية وطن الرسالة، الذي صدر من على شواطئه الحرف منذ أكثر من ثمانية آلاف عام، نأتي اليوم لنضيء شجرةً، زينةً أضواء، نعم، ولكنها بالأكثر تضيء شمعات رجاء، أمل، وثقة في قلوب الجميع أن لبنان بألف خير”.

وأكمل بو هدير: ” نلتقي اليوم في خضم عيشنا لزمن الميلاد وذلك لكيما نرتقي على الدوام مع جوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة الذي وفي كل مرة ومن خلال اللحن الكلمة الحناجر، التميز، الفرادة، والإستثنائية ينقلنا مع هذه الجوقة التي تحولت إلى جزء أساسي من صورة لبنان الثقافية الراقية. جوقة تحمل اسم الجامعة التي تسير بموازاة دفع رهبانية مارونيّة مريمية تخوض مشوار الشهادة الإيمانية الصلبة والثابتة منذ ثلاثمئة وثلاثين عاماً”.

وأنهى بوهدير:” الولادة الجديدة والمتجدّدة هي قرار، أمانة ورسالة جامعة سيدة اللويزة التي تشبه المغارة الميلادية التي تشير إليها نجمة التميز على الدوام، وفي كلّ مرّة تُعلّق نجمة اعتماد عالمي، على صدرها يتسع قلبها بطاقة حب الوطن من خلال تجسيدها له. أيضا وفي كل مرة تُعلق نجمة إنجاز على كتفها، يتحوّل إلى جسر عبور متين لكلِّ سالك على درب الإستنارة بضياء العلم، عمق الثقافة، وطاقة الإبداع”.

ثم افتتح الحفل الأباتي رزق بكلمة جاء فيها: ” إنَّ الأجيالَ الّتي انتظرَتْ فرحَ ولادةِ الـمُخلّص، تدعونا بلسانِ النبي آشعيا إلى الابتهاجِ والتهليلِ والتعبيرِ عن فرحتِنا العظيمةِ، لأنّ من نحتفلُ بذكرى ميلادِهِ هو المسيحُ المنتظر. فميلادُهُ يخلقُ في كلِّ الأجيالِ سرَّ فرحٍ يدومُ: من عهدٍ إلى عهد، ومن جيلٍ إلى جيل، ويتحوّلُ إلى دعوةٍ كونيّة، دعوةٍ للسماءِ والأرض، للملائكةِ والبشر، لكلِّ خليقةٍ تنتظرُ الخلاص، كي تدخُلَ معًا في نشيدِ الفرح وفي دعوةِ الرجاءِ المتجدِّدِ أبدًا”.

وتابع: ” هذا المساء، يأخذُنا الأبُ المارونيّ المريميّ الخلاّق والـمُبتكِر، الأب خليل رحمة مع جوقتِهِ، لنلمسَ صدى صوتَ الملائكة، ونقتربَ في كلّ لحنٍ، من مغارةِ بيتَ لحم. معهم، تتحوّلُ الترانيمُ إلى صلاةٍ، والموسيقى إلى إعلانِ إيمان.لأنّ كلَّ لحنٍ هو صدىً لتلك البشارةِ الأولى للرعيان: “لا تخافوا”. وكلُّ صوتٍ يرتفعُ، هو مشاركةٌ في نشيدِ الملائكة: “المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام”.

وأنهى الرئيس العام كلمته: ” فلنفتحْ قلوبَنا معًا لهذا الفرحِ الذي لا يزول، ولنحملْ معنا من هذه الأمسية بهجةَ الميلاد، ونشهدَ لسرِّ التجسُّدِ، في بيتِنا ومجتمِنا والعالمِ أجمع!”

بعد كلمة الأب العام، ألقى الأب الرئيس بشارة الخوري كلمة قال فيها:” إنّ الموسيقى، ليست مجرّدَ فنٍّ للمتعة، بل هي فعلُ ثقافةٍ ومقاومةٍ للفراغ. فالإنسانُ، في لبنان كما في سائر الثقافات، واجه القلقَ والوجعَ بالإنشاد، وحمى ذاكرتَه بالصوتِ والجمال. فالغناءُ هنا ليس ترفاً، بل فعلُ بقاء، وحراسةٌ للمعنى في زمنِ التصدّع. والميلادُ، في جوهرِه، ولادةٌ ورجاءٌ وسط الهشاشة، وهو ما عبّر عنه جبران خليل جبران حين رأى في الفن نافذةً يُطلّ منها القلبُ على الحقيقة.
والإحتفالُ في ثقافتِنا اللبنانيّة ليس إنكاراً للألم، بل قدرةً على تجاوزِه بالجمال. والموسيقى، حين ترتقي، تتحوّلُ إلى لغةِ سلام، وإلى احتفالٍ بكرامةِ الإنسان”.

وأكمل الأب الخوري: ” إنّ أمسيَتنا الليلة، تحت عنوان “انسجام مقدَّسُ واحتفالي، ” تُذكّرنا بأنّ الإنسان منذ فجرِ الحضارة عبّرَ عن دهشتِه أمام الوجود بالصوتِ والإنشاد، وجعل من الموسيقى جسراً بين الأرضيِّ والمتعالِي.

وجوقةُ جامعتِنا، بقيادةِ أخينا المايسترو الأب خليل رحمة، تأخذنا هذا المساء في رحلةٍ تتلاقى فيها التقاليد، وتتحاور الأصواتُ في تناغمٍ يشبه ما سمّاه الفيلسوفُ بول ريكور “العيشَ معاً رغم الاختلاف”.
وهذا التناغم هو ما تسعى إليه جامعتُنا في رسالتِها: بناءُ إنسانٍ منفتحٍ، ناقدٍ، متذوّقٍ للجمال. فالجامعةُ ليست فضاءً للمعرفةِ وحدها، بل هي مختبرٌ للمعنى، حيث يلتقي العقلُ بالوجدان، والعلمُ بالفن.

وختم الأب الرئيس قائلاً: ” إنّ هذا الريسيتال موقفٌ ثقافيٌّ بقدر ما هو حدثٌ فنّي، يؤكّد أن الجمال ما زال قادراً على جمعِنا، رغم كلّ الانقسامات.
ولا يفوتني ختاماً أن أذكّر بأنّ الميلاد، في جوهرِه، ليس ذكرى دينيةً فحسب، بل هو حدثٌ إنسانيٌّ يعيد التذكير بقيمةِ النور في وجه العتمة، وبقيمةِ التقارب في عالمٍ يميل إلى العزلة.
من هنا، يصبح الإحتفالُ تعبيراً عن الأمل، ويغدو المقدَّس مساحةً مفتوحةً لكلّ من يبحث عن السلام الداخلي وكرامة الإنسان”.

 

ثم اختُتمت الأمسية الموسيقية بتمنيات جسّدت روح الميلاد، حاملةً معها رسائل السلام والفرح.

أخبار متعلقة :