بعد يوم إنتخابيّ طويل، خاضته القوّات اللبنانيّة في كلّ من رابطتي التعليم المهنيّ والتقني، والتعليم الثانويّ الرسميّ، فاز فيه مرشّحو القوّات اللبنانيّة، جورج نصر، لولو كفروني، شربل سعاده، فادي سمعان، (تعليم مهنيّ وتقني)، والرفيقان سليمان جوهر وإبتسام غانم، (تعليم ثانويّ رسميّ)، وبعد ما نتج عن التيّار الوطنيّ الحرّ من بيانات مغايرة للواقع، عبر شاشة الـOTV حول إخلال القوّات اللبنانيّة بالميثاقيّة في انتخابات التعليم المهنيّ والتقني، يهمّ مصلحة المعلّمين في القوّات اللبنانيّة إيضاح ما يلي.
أوّلاً: ذكرت المحطّة، وعلى لسان المسؤول التربويّ في التيّار الوطنيّ الحرّ روك مهنّا، أنّ حركة أمل رشّحت ثلاثة أعضاء مسيحيّين، كذلك رشّحت القوّات اللبنانيّة ثلاثة أعضاء مسيحيّين آخرين، ليكون المرشّح السابع مستقلاًّ. وهنا، يهمّنا التأكيد على أنّ مرشّحينا هم أربعة، وهم بالتالي منتسبون إلى حزب القوّات اللبنانيّة، وانضمّ إليهم الزميل جوزيف شديد، وهو عضوٌ سابق للتيّار الوطنيّ الحرّ، وكان قد قدّم استقالته من التيّار قبل الإنتخابات، إضافةً إلى مرشّح الشمال وهو من تيّار المردة، وكان فوزه بالتزكية معلَنًا منذ اليوم الأوّل للمفاوضات التي كان التيّار الوطنيّ الحرّ رأس حربة فيها.
أمّا المرشّح السابع الذي اختارتْه حركة أمل في النبطيّة، فإنّ التيّار الوطنيّ الحرّ، ودائمًا بشخص مسؤولها التربويّ الأستاذ روك مهنّا، كان موافقًا عليه، منذ اليوم الأوّل من المفاوضات وحتّى قبل انسحابه من الإنتخابات.
ثانيًا: ذكرت المحطّة المذكورة أعلاه، وأيضَا على لسان المسؤول التربويّ الأستاذ روك مهنّا، أنّ القوّات اللبنانيّة أطاحت بالميثاقيّة. وهنا أيضًا، يهمّنا أن نوضح للرأي العام أنّ رابطة التعليم المهنيّ والتقنيّ، كانت ولا تزال تتضمّن تسعة أعضاء مسلمين وسبعة أعضاء مسيحيّين، علمًا أنّ رئاسة الرابطة كانت للتيّار الوطنيّ الحرّ، ولم يكن آنذاك أيّ مشكلة في ما يتعلّق بموضوع الميثاقيّة، وحينها كان يتفاوض مع الأحزاب كافةً ومنها حركة أمل. من هنا، يطرح السؤال هل يجوز للتيّار الوطنيّ الحرّ المفاوضات والتحالفات مع حركة أمل، ولا يجوز لغيرها؟ أم إنّ تبدّل الأمور والنتائج، وإصرار الأحزاب على عدم إقصاء القوّات اللبنانيّة من الإنتخابات، فرض الإعتراض؟ والجدير ذكره هنا، أنّ التيّار الوطنيّ الحرّ، حاول مرارًا وتكرارًا الضغط على المكاتب التربويّة مهدّدًا بالإنسحاب، معتبرًا أنّ بهذه الطريقة ينجح في إقصاء القوّات اللبنانيّة وتحجيمها، على حدِّ قوله، والحصول على المقاعد كلّها، إلاّ أنّ تخطيطه لم يبدِ نجاحًا.
ثالثًا: في سياق حديثه عن انتخابات الرابطة في التعليم المهنيّ والتقنيّ، أتى الأستاذ روك مهنّا على ذكر تحالف القوّات اللبنانيّة مع حركة أمل، للتصويب على الميثاقيّة، متناسيًا بذلك تحالفاته مع حركة أمل، وتحديدًا في انتخابات رابطة التعليم الثانويّ الرسميّ، بحيث كان عدد الأعضاء ۱۱ للمسلمين، و۷ للمسيحيّين، والتي كانت تجري يوم الأحد ٢٧/١/٢٠١٩، أي تزامنًا مع انتخابات التعليم المهني والتقني. أضف إلى ذلك أيضًا وعلى سبيل المثال لا الحصر، التحالف في انتخابات نقابة المحامين، إضافةً إلى الإنتخابات الطلّابيّة في جامعة “أوفلان ” وجامعة “الحكمة” حيث كان حليفهم الأوّل، حركة أمل، كما وفي غيرها من النقابات، فضلاً عن التحالفات الحاليّة في انتخابات التعليم الثانويّ الرسميّ. فأين أنتم من الميثاقيّة أمام هذا الوضع؟
في الختام، وإذ تأسف مصلحة المعلّمين في القوّات اللبنانيّة العمل المنافي للأخلاق التربويّة والإتجار بمسيحيّينا وباستحضار الميثاقيّة، لمجرّد عدم المشاركة في الإنتخابات، تتمنّى من شركائها في المواطنيّة توخّي الدقّة في نشر المعلومات خاصةً أنّنا كنّا ولا نزال مسؤولين عن تربية الأجيال والغارسين الأوّلين في نفوسهم قول الحقيقة مهما كانت صعبة.