أعربت مصادر أمنية لبنانية عن دهشتها من القدرات التي باتت تمتلكها أجهزة المخابرات الاجنبية، في كل ما يتعلق بطرق جمع المعلومات وتنفيذ العمليات الأمنية بالاستناد بشكل مطلق على المعلومات المتاحة للجميع وبدون أية منظومة مراقبة.
وأضافت المصادر لـ”السياسة” أن الاجهزة الامنية اللبنانية اطلعت من خلال الاجتماعات التي اجرتها مع نظيرتها في الدول الغربية، على منظمات هائلة لجمع المعلومات التي تستخدمها أجهزة المخابرات والشرطة في هذه الدول، والتي تستطيع بواسطتها جمع معلومات غزيرة جداً من وسائط متعددة مرتبطة بشبكة الانترنت، مشيرة الى أن تحليل المعلومات يتم بواسطة برامج متطورة جداً، ونتيجة ذلك يتم استخلاص معلومات استخباراتية غزيرة تقوم على أثرها اجهزة المخابرات والشرطة في هذه الدول بعمليات ميدانية وأمنية مختلفة.
ونقلت المصادر عن جهات مطلعة تقديرها بأن أجهزة المخابرات الاسرائيلية تمتلك هي الاخرى منظومات جمع معلومات مماثلة لتلك التي اطلعوا عليها في اوروبا، تقوم بجمع وتحليل المعلومات حول كل ما يجري في لبنان بشكل عام وفي صفوف “حزب الله” بشكل خاص، مشيرة الى ان ذلك الامر يتطلب العمل بسرعة على إغلاق هذه الثغرة والبدء باتخاذ اجراءات وسن قوانين لحماية المعلومات وبلورة قواعد تصرف صحيحة في شبكة الانترنت.
وقالت إن الاجهزة المختصة تعمل الان على مسح الوسائط التي قد يستطيع العدو جمع المعلومات من خلالها، وأهمها معلومات من شبكات التواصل الاجتماعي، ومعلومات على شبكة الانترنت، وتحليل بوابات الانترنت والمواقع الاخبارية، وتحليل مواقع مثل “google scholar” و”google dataset” وغيرها، والمواقع التي تجري استطلاعات، والمواقع التي تدفع لقاء ملء معلومات بغرض الاستطلاع، واستخدام الاضافات لمواقع التصفح التي تسرق المعلومات عن المتصفحين، واستخدام الشبكة المظلمة المعروفة باسم “darknet” لتنزيل وشراء القواعد والمعلومات التي تم اختراقها من قبل بعض الناشطين.
وختمت القول بأن الجهات الامنية المختصة تنوي ان تنشر بشكل منتظم لسائر المواطنين اللبنانيين، دليلاً حول قواعد العمل على شبكة الانترنت في كل المجالات المذكورة، بغية منع العدو من جمع المعلومات الاستخباراتية.