خبر

3 رصاصات في رأس 'صابر' وظهره.. هو الفلسطيني الذي حمى الأبرياء ليلة العيد

ما زالت أثار عملية "الذئاب المنفردة" التي شهدتها طرابلس ليل العيد، مخيمّة على الأجواء، هي العملية الدموية التي نفذها "إرهابي" قرّر أن ينتقم من المدينة وأهلها، وأن يحملها وزر الدماء الأمنية التي اختلط مسكها بعطر الفيحاء، ثمناً لحماية المدنيين من كارثة كادت تحل بهم.

4 شهداء من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وإصابات عدّة، سجّلتها معركة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، فيما الإرهابي سقط قتيلاً بعدما فجّر نفسه بحزام ناسف، بحسب ما أكّد وزير الدفاع الياس بو صعب.


48 ساعة مرّت على تلك الليلة المشؤومة، وشوارع طرابلس ما زالت خالية، فثوب العيد أتى هذا العام أحمرَ، فيما القلوب ارتدت الأسود حداداً على الأبرياء.

عبد الرحمن مبسوط، الإرهابي، الذي حوّل ليل العيد إلى دموي، ينتمي إلى جماعة "أسامة منصور" التي قاتلت الجيش اللبناني إلى جانب شادي المولوي، مبسوط  ألقي القبض عليه في العام 2016، حيث قضى سنة ونصف في سجن رومية، أما ظروف تخلية سبيله فهي ما تزال حتى اللحظة "ضبابية".

الفلسطيني الذي عرقل الإرهابي
في تلك الليلة التي اختارها "الإنغماسي" ملعباً لإجرامه، هناك من قرر أن يفدي المدينة وأهلها بدمائه، وهو الآن قابع في غرفته في المستشفى الإسلامي الخاص، الطابق الثالث، فالشاب الفلسطيني صابر مراد (33 عاماً) المتزوج والأب لطفلين، صودف مروره في محيط الإرهابي، وما إن رآه وهو يتوجه إلى منطقة دار التوليد، حتى عرقله بسيارته محاولاً إفساح المجال للمدنيين للهروب وإعطاء الوقت للقوى الأمنية للتمركز.

مراد لم يسلم من نيران مبسوط، فأصابته 3 رصاصات، الأولى في الرأس من الخلف والثانية والثالثة في الظهرـ على ما يقوله والده لـ"لبنان 24".
في غرفته في المستشفى يستلقي مراد في سريره، بعدما غادر العناية المشددة، زوجة خاله رشا بربر، تؤكد لنا أنّ وضعه مستقر، وأنّ الأطباء قد طمأنوا العائلة، إلّا أنّه الآن ممنوع من كثرة الكلام، وهو نائم معظم الوقت.

الغرفة المجاورة لمراد، تزدحم بالمحبين، الوالد يتابع ما يقال عن ابنه على "السوشيل ميديا" وفي الإعلام، والأشخاص الذي يطالبون بمنحه الجنسية لاسيما وأنّ والدته لبنانية، ليخبرنا في هذا السياق أنّ أحد العمداء في قوى الأمن الداخلي قد تواصل معهم لوضع اسم صابر على ملحق قانون الجنسية.

صابر الذي هاجر من لبنان، وعاد مؤخراً ليستقر، لم يتردد لحظة في الدفاع عن هذه المدينة، صابر هو "لبناني" أكثر من العديد منّا، الذين وقفوا موقف المتفرج، بل وفي بعض الأحيان أعاقوا بفضولهم عمل القوى الأمنية.