حلّت أزمة النفايات على طاولة السراي الحكومي خلال اجتماع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بوفد بلديات الضاحية الجنوبية والشويفات في حضور وزراء المال علي حسن خليل وشؤون مجلس النواب محمود قماطي والبيئة فادي جريصاتي ورئيس إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام، وعدد من رؤساء البلديات المعنيّة.
قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، إن خريطة الطريق التي طُرحت خلال الاجتماع في السراي الحكومي، تلحظ تنفيذ حل مرحلي وآخر جذري، وفق روزنامة محددة. واشارت الى انّ الحل الجذري يتضمن اعتماد محارق مركزية تتوزع على دير عمار في الشمال، والزهراني في الجنوب، ومكان لم يتمّ تحديده بعد في بيروت، موضحة انّ انجاز المحارق يحتاج الى اربع سنوات.
واشارت المصادر، الى انّه لا بدّ خلال هذه المدة من ايجاد مطامر اضافية لأنّ مطمر "الكوستا برافا" لا يكفي وحده لاحتواء النفايات على امتداد اربع سنوات. وقالت، انّ الخطة المقترحة تلحظ إحداث مطمر لنفايات الشوف وعاليه، علماً انّ القرار بإيجاد هذا المطمر كان متخذاً من قبل مجلس الوزراء في السابق لكن لم يتم تطبيقه، والمقترح الآن ان يكون مكانه في الناعمة أو ضهر المغارة.
واوضحت المصادر، انّ الخطة تشمل تسديد دفعة من المستحقات المجمّدة عن عامي 2017 و2018 والتي تعود الى اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، كاشفة انّه تقرّر البدء في تسديد جزء من المبالغ المتراكمة خلال اسبوع.
وكشفت انّ هناك اتجاهاً نحو الحزم في تنفيذ الخطة الانقاذية بعد اقرارها، «حتى لو اضطررنا الى ان نرفق القرارات التي ستصدرلاحقاً باستخدام هيبة الدولة من اجل ضمان تطبيقها بمعزل عمّن يقبل بها أو لا يقبل، وذلك على قاعدة: كفى دلعاً. واكّدت المصادر انّ اتحاد بلديات الضاحية والشويفات سيتخذ اليوم قراره في شأن وضع "الكوستا برافا"، بعد التدقيق في جدّية خريطة الطريق، ليبنى على الشيء مقتضاه.
واعتبرت المصادر، انّ هناك حاجة الى مهلة شهرين، ليتخذ مجلس الوزراء القرارات المطلوبة للمعالجة والانطلاق نحو تنفيذها، وبالتالي ينبغي ان يستمر مطمر "الكوستا برافا" في استقبال النفايات خلال هذه الفترة. واكدت ان هناك جدّية لدى الحريري ووزير البيئة وحزب الله وحركة "امل" في التعاطي مع هذا الملف.
الى ذلك، اعتبرت اوساط قريبة من حزب الله، "انّ اتحاد بلديات الضاحية انما دقّ جرس الانذار تجنباً لإنفجار ازمة النفايات على نطاق واسع، معتبرة أنّ اعلانه عن عدم قدرة الكوستا برافا على تحمّل كميات اضافية من نفايات المناطق هو الذي دفع في اتجاه البحث في الحلول النهائية."
وجزمت الاوساط، "أنّ ما من ابعاد سياسية بتاتاً لموقف الاتحاد، واي استنتاجات سياسية هي مجرد سخافات".