"لم يعد في الميدان سوى سليم عيّاش، لاتهامه بكل الأحداث الأمنية في لبنان منذ العام 2005 حتى اليوم"، تقول مصادر قيادية في فريق 8 آذار، مشيرة الى أن المحكمة الخاصة بلبنان أثبتت من خلال هذا القرار الاتهامي "سخافتها" و"تسييسها"، خصوصا اذا ما عدنا بالذاكرة الى الماضي يوم وقعت جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي تحدّث عنها القرار، حيث كانت الاتهامات توجّه لسوريا، بينما هي اليوم توجّه لشخص يُقال انه ينتمي لحزب الله، تماما كما حصل بالتدرج في الاتهامات بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بحسب "المصلحة".
ينتظر العالم منذ شهر حزيران الماضي صدور قرار المحكمة الدولية إلا أنه لم يصدر حينها دون معرفة سبب ذلك، ولكن بحسب المصادر فإن القرار ظلّ منتظرا اللحظة المناسبة أميركيا لإعلانه، ومع ازدياد نسبة التوتر بين حزب الله واسرائيل، والضغط الاميركي الكبير، صدر القرار.
تكشف المصادر أن عودة العميل الفاخوري الى لبنان بهذا التوقيت بجواز سفر اميركي ورعاية أميركية ليس وليد صدفة، فالهدف تفجير ملف جديد بوجه حزب الله وفريق 8 آذار، علما أن التحضير لهذا الملف عمره أشهر وقرار طرحه صدر من عوكر، خصوصا أن الأميركي يحاول اللعب على وتر الخلاف القائم حول هذا الملف منذ العام 2000 بين الحلفاء وتحديدا بين حزب الله والتيار الوطني الحر، مشيرة الى أن هذا الواقع المعلوم من قبل الحزب جعل تعاطيه مع الملف حذرا، ولكن متشددا ولا يمكن أن يكون غير ذلك.