خبر

'السيد هادي' كما لم تعرفوه: 'قلب المنزل'.. وهذا ما فعله نصرالله بعد تلقي نبأ استشهاده (صور)

أجرى موقع "العهد" مقابلة مع السيد جواد نصرالله لمناسبة الذكرى الثانية والعشرين على استشهاد السيد هادي، وهي أول مقابلة له منذ 2007. وتحدّث السيد جواد عن علاقته بشقيقه وعن شخصيته واللحظات الأخيرة معه...

 

 

 

يستذكر جواد نباهة وذكاء الشهيد هادي منذ الصغر، "فهو الذي كان يُحرّك الجميع بعينيه من سكون وهدوء. هادئ في طبعه، وفي أوقات اللعب أيضاً، لكنّه صاحب المخططات التي يُنفّذها رفاقه. فعندما يطرح فكرة لعب معيّنة يتحرّك الجميع لتنفيذها بلا سؤال. كل ذلك نظراً للشخصية القيادية التي كان يمتلكها الشهيد الذي كان يوصف بـ"الدماغ المحرّك"، رغم صغر سنّه.

ووفق جواد، يصح أن نطلق على هادي لقب "قلب المنزل"، فهو الذي كان يُعطيه الحيوية والحركة. تعلّق بوالدته كثيراً وتعلّقت به. كان يحمل في قلبه لهفةً لا توصف على والدته والعكس صحيح. امتلك همّة عالية جداً، فلطالما كان يستيقظ باكراً لمساعدها وإعانتها في شؤون المنزل سعياً وراء راحتها".

ويضيف: "وما يُميّز هادي أيضاً إطاعته لوالديه، فمثلاً في إحدى المرات فكّر بشراء سيارة، قال له والده السيد حسن في حينها " أفضّل عدم شراء سيارة، ولو من أموالك، علينا أن نشعر مع الناس، ونتساوى مع شباب المقاومة و أبناء الحي، وأن لا نتميّز عنهم بأمورنا المادية". حينها لم يأخذ السيد وقتاً لإقناع هادي الذي سرعان ما نزل عند رغبة أبيه، واستبدل فكرة السيارة بدراجة نارية يتنقّل بها".

 

 

 

 

 

اللقاء الأخير
يقول جواد إنّ اللقاء لم يكن على عادته، "فهذه المرة الوحيدة التي يُسلّم عليه الشهيد بهذه الحرارة ويُقبّله ويقول له "أنا ماشي على الشغل"، "فلحقته على الدرج -يقول جواد- لأساله متى سترجع؟" قال له "المفروض 4- 5 أيام، بس انشالله بنال الشهادة وما برجع". في هذه اللحظات، كان وجه هادي مضيئاً فوق العادة، لم يكن مهتماً قط للأمور الدنيوية، ترك كل شيء وذهب الى رحلة الجهاد".

 

 

 

 

نبأ الاستشهاد

يرجع جواد 22 عاماً الى الوراء، تاريخ استشهاد أخيه. وقتذاك كان متوجّهاً الى المنزل، فلحقت به سيدة متقدّمة في العمر، لتسأله عن اسمه. تتكلم هذه السيدة بحرقة ونبرة عالية. ما اسمك؟، قال لها جواد. فبدأت تضرب كفاً بكف وتقول "لا حول ولا قوة إلا بالله".

 

 

 

 

حينها فهمت -يقول جواد- أنّ شيئاً ما حدث مع هادي. أكملتُ طريقي الى المنزل، طرقت على الباب فتحت لي أختي زينب والدموع في عينيها، تيقّنت حينها أن شيئاً ما حدث. دخلت، ففوجئت بوجود الحاج عماد مغنية، السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، المرحوم الشيخ علي خاتون. أبي كان في غرفة مكتبه بمفرده. يمتلك هدوءاً وسكوناً رهيباً. قبّلته وجلست بجانبه على الأرض. ما هي الا دقيقة حتى ينادي علينا الحاج عماد مغنية لرؤية الفيديو الذي صوره "الاسرائيليون" في مرجعيون. مباشرةً تعرّفت على هادي، وعلى جثّة الشهيد علي كوثراني. فبدأ الحاج "رضوان" يعطينا المعنويات.
وبعد استشهاد هادي، يقول جواد، رأيته في المنام، دخل علينا في المنزل. كنت أجلس والى جانبي أخي الأصغر سناً "محمد علي"، قلت لهادي "اشرح لي ما الذي حصل لك مع الصهاينة" فأشار بيده الى أن متراً كان يفصل بين الشهيد والعدو. سألته بماذا شعرت، فقال "لا شيء مطلقاً".
لقراءة المقابلة كاملةً إضغط هنا.