خبر

الشارع لنا...

لا يمكن وصف المشهد، إلا بالانخراط به، مجموعات غير متجانسة إلا بالوجع، أصدقاء، أفرقاء من الفيسبوك، جماعات من الواتسأب، من المقاهي، من المدارس والجامعات..  جميعهم في الساحات، لم يتفقوا لا موعد بينهم..  الساعة التي جمعتهم هي ساعة الثورة، على الكل تحت شعار "كلن يعني كلن".

"طرابلس بتكبر القلب"

حينما نُسأل عن طرابلس نجيب "بتكبر القلب" ساحتها، التي ارتفع صوتها بالغناء والرقص والمفرقعات، قدمت صورة حضارية عن مدينة لطالما شوّهت. 

طرابلس لم يلجمها رصاص مرافقي نائب سابق، لم تنجر إلى الشغب، الجميع هنا اتفق دون سابق تنسيق ان يتخطى الطائفية والتبعية لأجل الوطن. 
في مشهد اليوم حضرت الضاحية وصور بالهتافات، فالمشترك هو ما انتهاك الطبقة السياسية لهذا الشعب، والمختلف هو ما يريده السياسيون لا المواطنون، وبالتالي لا مختلف. 

في ساحة النور، سقطت الموروثات، محجبات وغير محجبات، رجال دين وشبان على زنودهم الوشوم، متدينون وملحدون، جميعم معاً في صورة واحدة.

بيروت "الست"
هي ست الدنيا، وأم التظاهرات، بوسطها إن برياض الصلح أو بساحة الشهداء. 
المواطنون لم يصمتهم القمع، بعد كل ضربة كف من السلطة كانت الأعداد تتزايد. 
الصوت وصل إلى الدول العربية والغربية، ما دفع الجاليات والإرساليات إلى التضامن، حتى الجيش الذي دفعته السلطة لكم الأفواه عبّر عن مشاركته الوجع في صور تداولها ناشطون لجنود حملوا اوراق كتب عليها "نحن معكم".
الجيش عاد اليوم لبوصلته بشكل علني في بيان انسجم فيه مع  وجع المتظاهرين، فيما بقيت الساحة لأهلها غير مبالية بالـ72 ساعة التي تخطت نصفها. 

الجنوب وجوهرته "صور"
انتفض الجنوب في مشهد استثنائي، فيما كان عرس التظاهرات في مدينة صور، التي بقي صوتها مرتفعاً على الرغم من السلاح الذي رفع بوجههم ومن الاعتداء الذي تعرض له المتظاهرون. الجنوب الذي قدّم تضحيات وشهداء،  ثار اليوم على الرموز التي أفقرته منضماً بذلك لإخوته في الوطن. 

مناطق لبنان صوت واحد
جمال ثورة 17 تشرين، اللامركزية، الشوارع جميعها تغلي بالمتظاهرين، من الشمال إلى الجنوب، مروراً بجونية وبيروت ووصولا إلى صيدا وصور والبقاع. المشهد واحد، الهتافات واحد..  فالوطن هو الذي يتظاهر لأجل الوطن.

تظاهرات لبنان .. مشاهد لا تتكرر
سجلت تظاهرات لبنان مشاهد لافتة، أعراس، زفة، غناء لطفل، رقص، وابداع في الهتافات.  شعب لبنان أثبت أنه يحب الحياة..  في تحرّك خرج عن سياق التظاهرات المعهودة. هو تحرك يشبه لبنان ولن تراه إلا في لبنان.