عملياً، لم تُستثن الرئاسة الأولى من جدول أعمال الانتفاضة وأكلت نصيبها من الوقفات الاحتجاجية التي حوّلت منطقة بعبدا إلى ثكنة عسكرية، بعدما ضُمّ الرئيس ومعه "التيار الوطني الحر" إلى حملة "كلن يعني كلن".
جديد التطورات والتي يمكن البناء عليها للولوج جدياً في مسعى حكومي تفاهمي، هو الأجواء الغربية الآتية من خارج الحدود والتي بلغت مقار المعنيين بالملف الحكومي، ومنهم الحريري و"حزب الله"، كما تقول مصادر قوى الثامن من آذار، والتي من شأنها أن تعيد إطلاق القطار الحكومي.
وفق هؤلاء، يمكن وصف هذه المناخات المستجدة بأنها نوع من التراجع عن تشدد كان سائداً خلال الفترة الماضية، وقد عبّرت عنه بعض دوائر القرار الغربية من أوروبية وأميركية، وقد بلغت المعنيين اللبنانيين بالملف الحكومي، الأمر الذي قد يساهم في تذليل بعض العقبات.
وتشير مصادر قوى الثامن من آذار إلى أنّ هذا التساهل النسبي قد يتبلور من خلال مسعى حكومي قد يرى النور خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذا ما يفسر عودة الحراك الحكومي ولو على نحو بطيء جداً، من خلال دفع الحريري إلى حسم خياراته، سواء عبر تأكيد رغبته بتأليف الحكومة أو عبر التفاهم مع الآخرين على اسم مشترك تُعهد اليه مهمة التأليف في هذه الظروف الصعبة.
ويلفتون إلى أنّ هذا الحراك يتزامن مع حراك مكتوم يصار من خلاله إلى البحث عن معالجات مالية سريعة تحول دون تفلّت الأمور وتدهور الوضع المالي أكثر بانتظار تسمية حكومة قادرة على القيام بالمهمة الانقاذية وتلقى رضى الشارع.
يؤكد هؤلاء أنّ تراجع حدّة التشدد الدولي ازاء الوضع الحكومي لا يعني أبداً أنّ الحكومة قد تولد بين ليلة وضحاها نظراً لكثرة الأفخاخ والمطبات التي تنتظرها، لكنها تساعد بنظر هؤلاء على تجاوز بعض العقبات. وهذا تقدّم يمكن البناء عليه.