خبر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سرعة الرياح تبلغ ثمانين كيلومترا في الساعة، وسط جو مثلج وماطر، لكن سرعة التسابق بين الأزمة الاقتصادية والمعالجات، ستظهر قوتها بدءا من الأسبوع المقبل.

في أي حال، انفلونزا السياسة اللبنانية مستمرة، إنما التشخيصات متواصلة لاعتماد العلاجات المناسبة، بدءا من تخفيض الحرارة. وأما الحرارة في البرلمان، فالمنتظر أن تكون ملحوظة نسبيا يوم الثلاثاء المقبل، إن لجهة مناقشة الحكومة ببيانها الوزاري، لمنحها الثقة، أو لجهة الحراك المطلبي الشعبي الذي يرفض حتى الحكومة الجديدة.


على مستوى معالجة الشأن المالي، الوضع رهن المساعدات والقروض الخارجية، والبنك الدولي يربط هذا الأمر بالإصلاحات، ووزير المالية غازي وزني كان قد تبلغ من البنك الدولي وجوب قيام الحكومة بالإصلاحات. وهكذا تبدو جلسة ثقة النواب بالحكومة، مفتاح مرحلة مقبلة قد يكون في مطلعها مكافحة الفساد وإدخال تعديلات على الموازنة.

والأسبوع المقبل سيحفل أيضا بمواقف ومحطات ضمنها: إحياء الذكرى السنوية الـ15 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسيكون خطاب الرئيس سعد الحريري خطابا مفصليا، ولا سيما على صعيد "التسوية" التي انقلب عليها العهد، كما أشارت مصادر "بيت الوسط"، لافتة إلى أن خطاب 14 شباط سيكون من أهم خطابات الرئيس الحريري في الـ 15 سنة الماضية.

وسبق هذا الخطاب لقاء "التقدمي الاشتراكي" و"المستقبل"، وتأكيد أن لا ثقة بالحكومة. وكذلك ستكون إطلالة للسيد حسن نصرالله في السادس عشر من الشهر الحالي، في ذكرى شهداء المقاومة، واربعين اللواء الايراني قاسم سليماني.

وإذا كان الأسبوع المقبل سيبدأ شديدا، مع ترقب ما الذي سيحصل في حال اندفع المتظاهرون في اتجاه ساحة البرلمان، فإن إشارات التشدد الأمني بدأت تظهر تباعا، ومنذ انعقاد مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية أمس في قصر بعبدا، حيث تناول أمورا وقضايا مهمة على المستوى الأمني.

وعصر اليوم، وتحت زخات المطر، خرجت تظاهرة من محيط وزارة الداخلية إلى مصرف لبنان، وأخرى من منطقة الشفرولية نحو جمعية المصارف، تحت عنوان "لا ثقة".

البداية من الأحوال الجوية، حديث الناس، وسط موجة برد شديدة وسرعة رياح وأمطار غزيرة وعواصف رعدية. وينتظر أن تكون هناك فسحة انفراج غدا، على أن تستأنف الموجة التي تضرب لبنان، يوم الاثنين وتستمر حتى الأربعاء.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بصوت مسيحي- مسلم، رنم للوحدة وأذن للمقاومة، فأي فلسطين هي من دون القدس وأي إسلام ومسلمين من دون أقصى ومن دون معراج النبوة؟، وأي مسيحية من دون كنيسة القيامة ومهد السيد المسيح؟. ألم يفضل الله المجاهدين على القاعدين؟.

بصوت الإنسان قبل وبعد كل الأديان، وبلسان عربي، صرخ في برية العروبة أن إذا سقطت فلسطين سقطت الأمة، فهل سمعت شعوب العرب الصرخة البرية الفلسطينية؟.

هو نبيه بري مجددا، يرفض باسم الشعب اللبناني "صفقة القرن" المزعومة، ويردد ثابتتين في ظل كل المتغيرات والصفقات: الوحدة قولا واحدا والمقاومة ثلاثا، ففلسطين تحتاج إلى أن تكون السيوف معها لا عليها، لأن "صفقة القرن" مشروع حرب لا مشروع سلام.

الرئيس بري وأمام الاتحاد البرلماني العربي خلال اجتماعه الطارئ في عمان، رفض رفضا مطلقا فرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، لأن العودة حق.

بصمات الرئيس بري تركت آثارها الجلية في البيان الختامي للمؤتمر، ولا سيما في ما يتعلق بذكر المقاومة صراحة، وحق العودة للفلسطينيين بشكل لا لبس أو التباس فيه، أوليس هذا الحق يتصدر المرتبة الثانية بعد القدس؟.

قبل محطته الأردنية، كان الرئيس بري قد أكد من بيروت أن المطلوب من الحكومة بعد نيلها الثقة، الانصراف فورا لتوفير علاجات جذرية متدرجة تستهدف القطاع المالي بالدرجة الأولى.

رئيس المجلس أعرب عن خشيته من أن تسبقنا الأزمة، لكنه رأى أنه ما زالت أمامنا فرصة لنتداركها، مذكرا بقوله منذ أشهر: تفضلوا أوجدوا الحلول، لطالما حذرتهم فلم يستجيبوا، ومشيرا إلى أن ليس لدينا ترف الوقت.

ولأن لا مكان لترف الوقت، يحث المجلس النيابي الخطى لمناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة للحكومة، في الجلسة المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. الثقة المرجح منحها للحكومة، ستكون بمثابة تأشيرة دخول إلى ميدان العمل التنفيذي.

ومن الآن وحتى موعد الجلسة، يفرج المزيد من النواب والكتل تباعا عن مكنونات مواقفهم، منحا للثقة أو حجبا لها أو امتناعا. بالنسبة لرئيس "المردة" سليمان فرنجية، فإن تياره سيمنح الثقة للحكومة لا لخطة الكهرباء المقترحة.

أما الموقف الذي عبر عنه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، فرأى في البيان الوزاري ما يشكل تحديا كبيرا للحكومة، لإثبات قدرتها على النهوض بأوضاع البلاد الخطيرة.

وبعيدا من البيان الوزاري، كان البطريرك الماروني ينادي من روما بإلغاء المادة 95 من الدستور، بعد اعتماد اللامركزية الإدارية الموسعة ومجلس الشيوخ.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على نية مناقشة صفقة العار، تداعى برلمانيو العالم العربي للاجتماع في العاصمة الأردنية، خرس المصفقون والمهللون على منبر الشعوب، فحضرت الصفقة في مكانها الطبيعي، ألقى بها رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في مزبلة التاريخ.

وحتى تلقى مصيرها المحتوم، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ثابتتين: الوحدة والمقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة. الرئيس بري ضبط عبارات البيان الختامي، متسائلا لماذا استخدام كلمة اسرائيل للكيان المحتل؟، يعطون الفلسطينيين الزواريب، ونعطيهم دولة ببلاش، قال الرئيس بري.

أما سوريا التي تحدت وانتصرت على حرب الاقصاء، فأكدت على لسان رئيس مجلس الشعب، أن الأمة اليوم أمام امتحان عنوانه تحويل التحدي إلى فرصة.

الفرصة التي يتلقفها أصحاب الارض، فنبض المقاومة يرتفع داخل الأراضي المحتلة. طولكرم والضفة الغربية خرجت لتشييع الشهيد "بدر هرشة" الذي قضى برصاص الاحتلال خلال احتجاجات رافضة للصفقة. وصيحات الغضب والتكبير رافقاه إلى مرقده الأبدي، فلا شك أن قادة الاحتلال سمعوها، كما سمعوا الشاب المقدسي الذي يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية الدهس في القدس، وهو يردد شعرا "قف شامخا مثل المآذن طولا، وابعث رصاصك وابلا سجيلا".

وابل من سجيل، كفيل باسقاط "صفقة القرن"، التي وصفتها أوساط صهيونية بطائرة لن تقلع إلى أي مكان، وإذا أقلعت فستتحطم بعنف، كما أنها تحشر بعض الفلسطينيين في الزاوية، وتجعلهم يقوضون التنسيق الأمني.

في لبنان، هيئة التحقيق الخاصة بما يعرف بالأموال المهربة تواصل عملها. مصادر مطلعة قالت ل"المنار" إن هناك طرحا بعدم انتظار وصول التقارير التي طلبتها من المصارف، والمباشرة فورا بملاحقة العمليات الكبيرة لبعض هذه المصارف. وتوقفت المصادر عند حقيقة مفادها أن الأموال المحولة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، بالإضافة إلى دفعة اليوروبوند الأخيرة لخدمة الدين العام، تبلغ ستة مليارات دولار. مبلغ كفيل بحل الأزمة القائمة من أساسها، وفق المصادر.

المصادر الميدانية تؤكد استعادة الجيش السوري بلدة العيس وتلتها الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي، بعد عمليات مكثفة. والمرصد المعارض يؤكد أن الجيش سيطر على أكثر من مئة وستة وثلاثين قرية في ريفي إدلب وحلب خلال خمسة عشر يوما.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

تيار "المستقبل"، "الحزب التقدمي الاشتراكي"، "القوات اللبنانية" و"المردة" وآخرون، جميعهم وافقوا في مجلس الوزراء على خطة الكهرباء، ولاسيما في الحكومة الأخيرة. لكنهم جميعا أيضا بذلوا كل ما في وسعهم، لا لتطبيقها، بل للعرقلة، وها هم اليوم يخطون خطوة إضافية نحو ضرب القطاع والتمديد لمافيات المولدات، ضاربين عرض الحائط آراء البنك الدولي وجميع الاستشاريين والاختصاصيين الذين أثنوا على الخطة أو ساهموا في وضعها على مر السنين منذ صيغتها الأولى عام 2010، ولهذا السبب بالتحديد، وصلنا إلى عام 2020، وأزمة الكهرباء لم تنته فصولا، وفق ما تؤكده أوساط سياسية للـ OTV.

وإذا كان جديد المواقف في هذا الاطار، إعلان النائب السابق سليمان فرنجية منح الحكومة الثقة، ليس بناء على خطة الكهرباء المقترحة، بل انطلاقا مما تمثله في السياسة، فالأوساط السياسية عينها تعلق عبر الـ OTV، بالاشارة إلى أن القوى التي لا تريد أي إصلاح بدأت بإطلاق النار باكرا على الحكومة، من داخلها وخارجها، من باب التزامها خطة الكهرباء أولا، وكذلك من باب إعلانها ثانيا أن كلفة النزوح السوري عالية ما يحتم العمل على العودة الآمنة، وهذه مشكلة أساسية كانت ولا تزال قائمة مع "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات" تحديدا، إذ لم يسمح هؤلاء سابقا بانعقاد مجلس الوزراء لإقرار خطة العودة.

ومن هنا ربما هجوم النائب السابق وليد جنبلاط على وزير الخارجية ناصيف حتي قبل أيام، ومن هنا أيضا سائر الهجمات التي ستزداد.

أما على ضفة تكتل "لبنان القوي"، فتؤكد معلومات الـ OTV أن الاتجاه هو لمناقشة البيان الوزاري بروح إيجابية، على أن تكون للتكتل كلمة وصفت بالواضحة والنوعية من الشؤون المالية والنقدية، مع التحذير من تطيير النصاب أو عدم منح الثقة، لما لذلك من تداعيات يتحمل مسؤوليتها الغائبون والمحجمون، إلى جانب من قد يقطع الطرق.

واليوم، كشف الرئيس العماد ميشال عون لمجلة Valeurs Actuelles الفرنسية، اتخاذ كافة الاجراءات المالية الصارمة من أجل إعادة النهوض الاقتصادي، وقال: لأجل ذلك نحن لسنا بحاجة إلى مساعدة استثنائية، بقدر ما لنا الحق في ان نستعيد جزءا من ال25 مليار دولار التي تكبدها لبنان من جراء هذه الحرب والنزوح السوري إليه، من قبل الدول التي أشعلت الحرب في سوريا، فالسوق الاقتصادي اللبناني صغير الحجم، وهو ينهك بسرعة إلا أنه سريعا ما ينهض من كبوته.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هناك عددا من الدول قد أعربت عن رغبتها في مساعدة لبنان، وفي مقدمها فرنسا، كاشفا أنه خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينه وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عمد الرئيس الفرنسي إلى تهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة. وأكد الرئيس عون أنه سيكون لنا حديث آخر في الأيام القليلة المقبلة.

ولما سئل عما إذا كان لبنان يخشى أن يكون ضحية التجاذبات بين ايران والولايات المتحدة الأميركية بواسطة "حزب الله"، أجاب: الجميع يعتقد أن "حزب الله" سيتدخل في حرب بين الطرفين، لكنني أضمن شخصيا أن "حزب الله" سيحترم القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

وإلى جانب جلسة الثقة، الأسبوع المقبل على موعد مع الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، التي نقلها المنظمون من ال"بيال" إلى "بيت الوسط"، خشية قطع الطرق، على ما كشف النائب السابق مصطفى علوش، وهي مناسبة يؤمل أن تبقى في اطارها الوطني الجامع، لا أن يعاود البعض استثمارها لغايات التحريض السياسي، على قاعدة طائفية ومذهبية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان في عين العاصفة المناخية، وفي عين العاصفة السياسية والشعبية. وإذا كان الطقس العاصف يبدأ بالانحسار بدءا من مساء الغد، فإن العاصفة السياسية- الشعبية ستشتد مع بداية الأسبوع الطالع لتبلغ الذروة يوم الثلثاء المقبل.

تزامنا، تستكمل السلطة إجراءات العزل وسط العاصمة، إذ شهدت المنطقة تركيز المزيد من البلوكات الاسمنتية لقطع الطرقات أمام المواطنين. وحتى الآن لم يعرف ما إذا كانت هذه التدابير سببها جلسة الثقة فقط، أم أيضا قداس مار مارون غدا الذي يحضره كبار المسؤولين. في الحالين المنطق واحد: مزيد من الهوة بين أهل السلطة والناس. فهل يبنى وطن على خوف المسؤولين من الناس، وعلى قرف الناس من المسؤولين؟.

ديبلوماسيا، رئيس الحكومة ينتظر نيل الثقة، ليبرمج زيارة إلى بعض الدول العربية. علما أن الأجواء الاقليمية لا توحي الايجابية تجاه الحكومة. وهو أمر ينطبق أيضا على الأجواء الدولية. وفي هذا الاطار أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شنكر في حديث خاص لل "أم تي في" أنه، وبعكس ما كان تردد، لا مخطط لديه للمجيء إلى لبنان في المستقبل القريب. وتفسير ذلك في المفهوم الديبلوماسي أن الادارة الأميركية غير متحمسة لمقاربة الملف اللبناني مع الحكومة الحالية.

على صعيد آخر، أكد شينكر أن العقوبات قد تطال بعض حلفاء "حزب الله" في لبنان، باعتبار أنه يجوز اصدار عقوبات ضد من يدعم منظمة ارهابية، كما قال. فهل نحن على أبواب تصعيد أميركي سيتبلور تدريجا بعد نيل الحكومة الثقة؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الجميع أمام الاختبار الأسبوع المقبل. إختبار مجلس النواب، وتحديدا رئيسه، أن يؤمِّن نصاب جلسة مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة، فإذا نجح يكون ذلك نجاحه الثاني بعدما تجاوز قطوع جلسة المصادقة على موازنة 2020.

إختبار الحكومة، وتحديدا رئيسها، في الدفاع عن البيان الوزاري، وإقناع النواب في داخل القاعة والمواطنين خارجها، بأن البيان الوزاري ليس مجرد نص خشبي من باب لزوم ما يلزم للإنطلاق في عمل الحكومة.

الثورة أمام اختبار القدرة على منع انعقاد الجلسة، وهذا تحد كبير خصوصا أن كباش جلسة الموازنة جاء لمصلحة السلطة.

السلطة النقدية أمام اختبار، فهل ستنجح في حث المعنيين على توحيد معايير الإجراءات المصرفية الجديدة، أم أن الأمور ستبقى على غاربها ووفق أداء كل مصرف.

في أسبوع الاختبارات هذه، يبقى المواطن عرضة للإختبار الأكبر: في عمله، في مدخراته، في التزاماته سواء حيال المصرف أو المدرسة أو الجامعة أو المستشفى.

هذه الإختبارات ليست منذ اليوم، ولا حتى منذ 17 من تشرين الأول 2019، بل هي أصبحت واقعا يوميا منذ ذلك التاريخ. صار لسان حال الناس: قدَّيش قدرت سحبت من البنك،؟ كيف عم تعمل بسند البنك؟، بتعرف كم معمل خفف عمال وموظفين؟، شفت الأسعار كيف عم تطلع بالسوبرماركت؟.

هذه عينة من مداولات ومناقشات الناس في يومياتهم. لا أحد منهم باله بالبيان الوزاري. لا أحد يتحدث عن انتخابات نيابية مبكرة. هذه المواضيع وكأنها أصبحت موادا "لترف النقاش"، لطبقة ليس لديها كابوس تأمين "القوت اليومي" وقسط المدرسة أو الجامعة والدواء من الصيدلية.

لبنان أصبح على هذه المنصة أو في هذا الدرك، شاء من شاء وأبى من أبى، اقتنع هذا الزعيم أو ذاك أو يبقون على مكابراتهم بأن ما نمر به "غيمة صيف". ولأن الوضع على هذه الدرجة من الصعوبة، فإن المسكنات لم تعد تجدي: فإما خطة إنقاذ لا يكون المجتمع الدولي بعيدا عنها، لأن الوسائل الداخلية لم تعد متاحة، وإما الإمعان في التدحرج إلى مزيد من الهاويات، لأنه على ما يبدو: هاوية واحدة لم تعد تكفي.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

سيكون على الأمن الثلاثاء المقبل، استنفار أجهزته بكامل قطاعاتها، لتأمين عبور النواب إلى "سراقب" الواقعة في مجلس النواب، لأنه إذا حدث وتعذر وصول نائب واحد تفقد الحكومة الثقة في الطريق إلى ساحة النجمة.

ثقة محسوبة "ع القد" وبتقشف نيابي، حيث لا مجال لاستدانة أي من الأعضاء الذين تناسلوا نحو ضفة المعارضة، وأعلنوا حضورا بلا صوت ثقة.

وحجب الثقة شعار رفعته اليوم مسيرات جابت شوارع في بيروت، وانتهت في محيط مجلس النواب، متأثرة بالطقس العاصف.

ولما حملت المسيرات عناوين "لن ندفع الثمن"، وطالبت باستعادة الأموال المنهوبة، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطرح أبوابا جديدة للتمويل، وبينها أن نستعيد من دول أشعلت الحرب في سوريا، جزءا من ال25 مليار دولار التي تكبدها لبنان جراء هذه الحرب والنزوح السوري إليه.

هو طرح يسري على كل دولة من الدول الثمانين عربيا خليجيا ودوليا، والتي خاضت حربا بالمال والرجال، وصرفت ما يربو على ملياري دولار لازاحة نظام يتفاوضون اليوم لاعادة نسج العلاقات معه.

وبعد السعودية والامارات، جاء دور أميركا لترسل إشارات إيجابية للرئيس السوري بشار الأسد، متخطية العمليات العسكرية في ريفي حلب وإدلب، التي ترفضها واشنطن. وقال المبعوث الأميركي الخاص بشؤون سوريا والتحالف الدولي ضد "داعش" جيمس جيفري: لا نريد تغييرا للحكومة السورية، لا ندعو إلى خروج الروس، بل نطلب الشيء نفسه الذي دعا إليه المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمشاركين في مناقشات مجلس الأمن.

وهذا المجلس سيشهد الأسبوع المقبل على إحاطة جاريد كوشنير ل"صفقة القرن"، لكن كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة العدو الأسبق إيهود أولمرت، سيسبقانه إلى اطلاق حملة مشتركة ضد الصفقة ومن قلب نيويورك، يؤكدان فيها أنها ليست التسوية الواقعية الممكنة، وأن هناك صيغة أفضل بإمكانها التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي وشامل بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب.

والصفقة من رؤية الشعوب العربية المتمثلة ببرلماناتها، أصبحت في مزبلة التاريخ، على حد وصف هو الاكثر تعبيرا لرئيس مجلس الأمة الكويتيه مرزوق الغانم. وحركة الغانم في رمي الصفقة لدى أقرب مزبلة "عربية"، جاءت لتتوج مساره العروبي الذي يناصر فلسطين وقدسيتها أينما حل.

وإلى جانب خطوة الغانم، سجل اجتماع البرلمانيين العرب، وصية بفعل مقاوم لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مطلقا أمام العرب عبارة المقاومة مكرر معجل زائدا واحدا. وإذا كانت البرلمانات العربية هي انعكاس لشعوبها، فإن كلمة المقاومة تتسبب بحساسية جلدية لحكامها.