أخبار عاجلة
مازدا تكشف عن سيارتها الكهربائية EZ-6 -
ميني تكشف عن سيارتها الكهربائية Aceman -

'قلوب مليانة' وتعيينات فجّرا الاجواء... الحريري وجنبلاط الى مزيد من التباعد

'قلوب مليانة' وتعيينات فجّرا الاجواء... الحريري وجنبلاط الى مزيد من التباعد
'قلوب مليانة' وتعيينات فجّرا الاجواء... الحريري وجنبلاط الى مزيد من التباعد

ما كان ينقص الأوضاع المتشنجة في البلاد الاّ السجال الذي اشتعل ما بين رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه من جهة، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من جهة ثانية، على خلفة عبارة وردت في مقابلة الوزير وائل ابو فاعور.

النيران التي اشتعلت على أكثر من جبهة "تويترية" كانت نتيجة "قلوب مليانة" بين الطرفين نتيجة العديد من المشاكل، وليس آخرها موضوع التعيينات الادارية، وكانت بحاجة الى اطفائي من وزن رئيس مجلس النواب نبيه بري، لمعالجتها، فهو دخل، وبحسب "النهار" على الخط الساخن، وفتح بين الوزير وائل أبوفاعور والوزير السابق غطاس خوري، ونجحت الجهود في عقد اجتماع مساء جمع الرجلين تم الاتفاق فيه على وقف السجال، بحسب "الشرق الأوسط"، والى ضبط جزئي للردود والردود المقابلة، وعمل كل جانب على ضبط صفوفه بعد تبادل التهم والكلمات التي تجاوزت الحدود المتعارف عليها، وكانت تغريدة جنبلاط الأخيرة والتي قال فيها "أتوجه الى جميع الرفاق والمناصرين مطالبا بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع تيار المستقبل"، خير دليل على نهاية السجال.


الخلاف ليس وليد ساعته
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" فان خلاف أمس لم يكن وليد ساعته، بل هو نتاج احتقان حاول أبوفاعور احتواءه الاسبوع ما قبل الماضي بلقاء مع الحريري لم يحصل بسبب تغريدات جنبلاطية استبقت الموعد. وقد احتدم الخلاف قبيل التعيينات الادارية المتوقع ان تبدأ بشائرها هذا الاسبوع، او ربما تأخرت بعد التوترات المتنقلة، خصوصا بعد اعلان الوزير السابق وئام وهاب ان ثلث المواقع التي تخص الطائفة الدرزية ستذهب اليه وحلفائه في قوى 8 اذار، وان زمن الاحادية والاحتكار ولى الى غير رجعة، في رسالة ضمنية الى جنبلاط.

كيف بدأ السجال وتطور؟
بدأ السجال بين الطرفين حين توجه رئيس الحكومة سعد الحريري في تغريدة له على "تويتر" إلى من وصفهم بـ"إخواننا في الحزب الاشتراكي" قائلاً: "مشكلتكم أنكم لا تعرفون ماذا تريدون. وعندما تعرفون أخبروني"، لتأتي بعد ذلك ردود "الاشتراكي" مصوّبة على صلاحيات وموقع رئاسة الحكومة، ومتّهمة الحريري بالتفريط فيها، ليعود الأخير ويرد واصفاً حديث "الاشتراكي" عن الوفاء بـ"النكتة".

وأتى موقف الحريري بعد ساعات على كلام لوزير الصناعة وائل أبو فاعور، الذي قال فيه إن "علاقة الاشتراكي مع المستقبل ليست على ما يرام". وتوالت الردود على الحريري من النائبين في "اللقاء الديمقراطي" بلال عبد الله، وهادي أبو الحسن، ومفوض الإعلام في "الاشتراكي" رامي الريس. وقال عبد الله: "مشكلتنا معك دولة الرئيس، أننا نعرف ونعلم ماذا تريد وفي ماذا تفرط، خصوصاً بشيء ليس ملكك، وكيف تجاهد كل يوم لإضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر"، كما ردّ الريس قائلاً: "نريد رئيس حكومة".

وأضاف عبد الله متوجهاً للحريري: "ليتك ترد بهذه الطريقة على من يقضم صلاحيات موقعك كل يوم، إلا إذا كانت إحدى شروط صفقة الكهرباء التي وضعتم بصماتها الأسبوع المنصرم في اليونان، تتطلب انسحابكم من تاريخكم وإرثكم وحلفائكم".

وتوالت بعد ذلك الردود والردود المضادة من الطرفين، فكتب الحريري مجدداً على "تويتر" قائلاً: "واضح أنكم تعرفون، ساعة هدنة إعلامية، وبعد نص ليل هجوم تسحبون التويت وتعتذرون. على كل حال فليكن الحكم للناس، أو أن هذا أيضاً ممنوع عندكم، وللعلم من يحاول أن يرمي الزيت على النار معي فهذا لا يمشي".
وختم الحريري في تغريدة ثالثة قائلاً: "الاشتراكي  يحكي بالوفاء... نكتة اليوم".

ورداً على عبد الله والريّس، غرّد النائب في "المستقبل" محمد الحجار قائلاً: "إن الرئيس الحريري لا يفرّط في حقوق أحد، كما أنه لا يبدل مواقفه أو يبيع حلفاءه"، ومعتبراً أن مشكلة رئيس الحكومة مع "الاشتراكي" أنه عزّز بيئته "وما عدتم قادرين أن تبيعوا على ظهرها وتتاجرون وتبتزون باسم العلاقة معه ومعها". ورد على الريّس بالتأكيد على أن الحريري يملأ مركزه، إنما لم يعد قادراً على تعبئة الجيوب التي اعتادت على ذلك.

كذلك كان موقف الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، مؤكدا، ان السنّة، هم حراس الشراكة الوطنية "وأكبر من زاروبين وحي"، ليأتيه الرد من أمين السر العام في "الاشتراكي" ظافر نصار، مباركا له حلفاءه الجدد، قائلا "لنا الشرف في أن حفظنا دم رفيق الحريري".

التهدئة برعاية بري
وفي المعلومات لصحيفة "اللواء"، ان السجال بين الطرفين والذي وصل إلى حدّ مشاركة الرئيس الحريري شخصياً فيه، واستخدمت فيه عبارات غير مألوفة، واتهامات متبادلة بقلة الوفاء والتمنين والتفريط بصلاحيات رئاسة الحكومة، حرك الحكماء لدى الطرفين، لا سيما عندما زار النائب مروان حمادة الرئيس برّي في عين التينة، حيث بدأت أولى مؤشرات التهدئة، واتفق في هذا اللقاء على عقد اجتماع في كليمنصو بين الوزير أبو فاعور ومستشار الرئيس الحريري الوزير السابق غطاس خوري، حيث اتفق على وقف الحملات الإعلامية كلياً بين الطرفين.

الاشتراكي: ماذا حصل؟
مصادر "الاشتراكي" استغربت عبر "اللواء" ردّ الحريري وهجمة نوابه، وقالت إن "العلاقة مع المستقبل لم يحصل فيها تطور إيجابي، لكن في الوقت نفسه لم يحصل أي شيء يستدعي كل هذه الحملة"، معتبرة أن "ما قاله أبو فاعور كان ودياً وينطلق من الحرص على التاريخ الذي جمع جنبلاط بالحريري". فيما رجحت أن يكون السبب "ذيول ما حصل في شحيم، ولا سيما أن البلدية حصل فيها انتخابات بعد الخلاف على المداورة، وربما النتيجة لم تأت على خاطر الحريري". 
و"الحصار على جنبلاط" في رأي مؤيديه عبر "النهار"، انطلق منذ مدة غير قصيرة، وترى أوساط تحالف قوى 14 اذار السابق ان تدميراً ممنهجاً يصيب اطرافه من الاشتراكي الى "القوات" والكتائب، وان العملية تتم بعزلها عن "تيار المستقبل" بعدما "أخذ" الى مكان اخر بعيد. وهذا الامر ساهم في اضعاف تلك القوى واستفرادها. وقد ظهر هذا الخطاب في تغريدات المؤيدين أمس، فذكر كثيرون بدور وليد جنبلاط في "انتفاضة الاستقلال" عام 2005، فيما رد مستقبليون بانه لا ضرورة للتذكير الدائم، خصوصاً ان التيار الازرق "لم يقصر" مع زعيم الاشتراكي.

مصادر مقربة من جنبلاط قالت لـ"الديار" انه "قد بات واضحا ان التيار الوطني الحر يقدم دعما مطلقا للنائب طلال ارسلان ورئيس تيار التوحيد على حساب الزعامة الجنبلاطية دون ان يستطيع الحريري ان يحرك ساكنا اي ملف، وبالتالي فان التعيينات المقبلة وما يحكى عن رغبة الثنائي الدرزي بالحصول على ثلث التعيينات سبب ازعاجا للمختارة التي تريد الاحتفاظ بمواقع ادارية لها في التعيينات المقبلة، واذ يشعر جنبلاط ان هناك من يريد ان يخطف التعيينات من امامه فيما ممنوع الاقتراب من الحصتين السنية والمسيحية".

تؤكد اوساط في اللقاء الديمقراطي ان جنبلاط حريص على العلاقة مع رئيس الحكومة انما هناك خطوط حمراء يضعها جنبلاط حول المختارة وسيادتها والمس بمواطنيها لا يمكن القبول بتجاوزها.

الريّس: المطلوب التركيز في التوازنات
ومع تأكيده على أن "الاشتراكي" لم يسعَ يوماً إلى السجال مع الحريري، أكد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن الاتصالات بين الطرفين دائماً قائمة، ولا آفاق مقفلة في السياسة؛ خصوصاً في ظل العلاقة التاريخية والنضالية مع "تيار المستقبل". ورأى أن الهدف هو إعادة التذكير بالتوازنات، وموازين القوى التي يفترض أن تراعى، ولخطورة تجاوز اتفاق الطائف الذي يتم تجاوزه اليوم، ومدى انعكاسه على الداخل اللبناني.

المستقبل: الحق على جنبلاط
في المقابل، يحمّل تيار المستقبل النائب السابق جنبلاط مسؤولية ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" عن "تدهور العلاقة بين جنبلاط والحريري"، وقد اتهم مستقبليون جنبلاط بأنه مصدر الخبر. ومن الواضح أن تيار المستقبل لا يزال يقف عند رسالة الواتساب النصية التي توجه بها جنبلاط الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قبل نحو أسبوع، وضمّنها إساءة إلى الحريري، ثم عاد واعتذر عنها.

وأفادت أوساط "المستقبل" انه "اذا كان هدف جنبلاط اعادة الحريري الى تموضعه مع حلفائه الاسبقين في 14 اذار، مع ما يستتبع ذلك من تخليه عن تحالفه مع الرئيس ميشال عون، فانه اعتمد الطريق الخطأ، ويرفض الاعتراف انه خسر الرهان، لان الرئيس الحريري عقد اتفاقاً مع رئيس الجمهورية لا عودة عنه، وهو لم يتنازل عن الاساسيات بعكس ما يحاول البعض تصويره".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟