تتعرّض لحملة لاظهارها بلا حلفاء.. خريطة طريق خماسية لـ'القوات'

تتعرّض لحملة لاظهارها بلا حلفاء.. خريطة طريق خماسية لـ'القوات'
تتعرّض لحملة لاظهارها بلا حلفاء.. خريطة طريق خماسية لـ'القوات'
كتب شارل جبور في صحيفة "الجمهورية": تتعرّض "القوات اللبنانية" لحملة سياسية-إعلامية ترمي إلى إظهارها أنها بلا حلفاء ولا تمتهن أو تحترف الممارسة السياسية على غرار القوى الأخرى. علّقت التسوية الرئاسية-السياسية الانقسام العمودي بين 8 و14 آذار رسمياً، على رغم أنه كان عُلِّق عملياً إبان حكومة الرئيس تمام سلام آخر حكومات عهد الرئيس ميشال سليمان، وتعليق الانقسام أدّى إلى فتح الحياة السياسية التي كانت مقفلة والتقاطعات محصورة ضمن الفريق الواحد.

وتعليق الانقسام لا يعني أنه عولج وتبدّد، لأنّ جوهر الخلاف ما زال هو نفسه، إنما يعني أنّ إمكانية الحسم لدى أيٍّ من الفريقين غيرُ متوافرة، وأنّ انعكاسات مواصلة الصراع ستكون وخيمة على البلد، وأنّ الحلّ لن يكون من باب الحوار الداخلي ولا المواجهة الداخلية، بل من خلال ما ستُفضي إليه المواجهة الأميركية-الإيرانية.

وأدّى تعليق الانقسام إلى فتح العلاقات السياسية تحت سقف المؤسسات الدستورية وضمن احتفاظ كل فريق بثوابته الوطنية ومسلماته المبدئية، وسبق التسوية "اتفاق معراب" الذي ساهم مساهمة أساسية في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وانتقل الحديث مع التسوية وفي الحكومة الأولى من العهد تحديداً إلى الحديث عن العلاقة بين "القوات" و"حزب الله" باعتبار أنّ العلاقة مع القوى الأخرى إما تحالفية أو طبيعية.

وبقيت العلاقة بين القوات و"الحزب" تحت سقف المؤسسات بقناعة الطرفين ربطاً بالهوّة الاستراتيجية التي تفصل بينهما حيال النظرة إلى لبنان ودوره، فيما علاقة "القوات" بالقوى الأخرى كانت تقترب وتبتعد تبعاً للملفات المطروحة والمثارة، والتي صنّفتها ضمن 3 مستويات أساسية: التحالف مع القوى السيادية حفاظاً على التوازن السيادي الذي نشأ مع انتفاضة الاستقلال وصولاً إلى الدولة السيدة على كامل أرضها، التقاطع مع التيار الوطني الحر حفاظاً على التوازن الميثاقي، الأمر الذي تحقق من خلال قانون الانتخاب الحالي، ولولا هذا التقاطع لكان الخلل الميثاقي الذي نشأ مع الوصاية السورية وبسببها ما زال على حاله، والتقاطع مع كل فريق يسعى إلى بناء دولة فعلية وحقيقية.

وما يجدر ذكره أنّ "الحماسة" للحرب في مطلع الأحداث كانت مرتفعة إلى أن بدأت تتراجع وتتلاشى، والأمر نفسه ينطبق على الانقسام بين 8 و14 آذار الذي وصل إلى أوجّه إلى أن بدأ بالتراجع التدريجي في اتجاه الأولويات الحياتية، خصوصاً أنّ أفق هذا الصراع مفتوحة، والناس "بدّا تعيش"، وبالتالي ساهم المواطن بفرض إيقاعه وقلب الأولويات الداخلية، وهذا ما يفسِّر ظهور حالة "الحراك الشعبي"، وهذا الوضع انسحب أيضاً على بيئة حزب الله التي عبّرت عن امتعاضها وتأفّفها من الأوضاع المعيشية، وأنه إذا كان تأييدها لخيار المقاومة مسألة محسومة، إلّا أنّ للمقاومة مقومات ومتطلبات حياتية لم تعد متوافرة، وكلام السيد حسن نصرالله المطوَّل عن الإزدهار في الجنوب لم يكن من باب الكلام للكلام، إنما من أجل تطمين الجنوبيين المتخوّفين من أيّ حرب تعيدهم إلى عام 2006 من أنّ الحزب حريص أكثر منهم على هذه الحالة.

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟