أخبار عاجلة

اشتراط الحريري بالتشكيل قبل التكليف... والشارع بالمرصاد

اشتراط الحريري بالتشكيل قبل التكليف... والشارع بالمرصاد
اشتراط الحريري بالتشكيل قبل التكليف... والشارع بالمرصاد

ترخي االازمة  بظلالها القاتمة على المشهد اللبناني ما بين الغضب الشعبي الضاغط و الارباك السياسي الممزوج بحالة من "الانكار" لا مثيل لها ما يزيد من المخاوف من إتجاه الوضع نحو مزيد من الازمات والتعقيدات. فإستقالة الرئيس سعد الحريري بمعزل عن شركائه في السلطة أفرزت صراعات جديدة حول شكل الحكومة الجديدة وطبيعتها والمهام الملاقاة على عاتقها في ظل المرحلة المصيرية، في وقت سقط الرهان على إمكانية تجاوز أزمة الشارع والاكتفاء بالوعود والكلام المعسول. 

يكشف هذا "الانكار" الازمة المتفاقمة والغربة الحقيقة بين المواطن والدولة. فألم الناس والصرخات التي تصدح في الشوارع  لا مكان  لها ضمن النقاشات الحاصلة في الكواليس بقدر الالتفاف على مطالب الشارع بدولة عصرية بديلة عن إدارة هرمة وسلطة عاجزة إلا عن إنتاج الازمات والمحن، ولعل تشكيل الحكومة هو المثال الساطع والبرهان الاكيد. 

وتشير الاجواء السياسية  الى انصراف الاطراف المعنية نحو  إجراء مراجعات سريعة للتطورات الاخيرة قبيل حسم الموقف  نهاية الاسبوع الحالي في ضوء غليان الشارع،  مع تبني فريق رئيس الجمهورية وتيار العهد وجهة نظر تقضي "بالتطبيع الجزئي" مع المظاهرات في الشارع طالما لا إمكانية متاحة  في إخماد نيران المظاهرات في المدى القريب. 

 في ظل الجهود المبذولة للاتفاق على "التشكيل قبل التكليف" هناك من  يخوض معركة مصيرية لرفض تلبية المطلب الاساسي المتمثل  بتشكيل حكومة مستقلة وفق مقولة "نحن في الحكم و الناس في الشارع" وبين من يحتسب أكلاف عزل الحريري داخليا وخارجيا  بعدما أسقط التسوية الرئاسية  بالضربة القاضية عبر إستقالته بقرار منفرد. 

  في هذا المجال، يضع مصدر سياسي متابع موضوع عدم تسمية الحريري والتفتيش عن بدائل في خانة التهويل للضغط على الحريري لتقديم  تنازلات تتناسب مع حجم الاضرار التي سببها بإستقالة الحكومة ليس أقلها فرض وجود جبران باسيل  في أي تركيبة حكومية محتملة بالاضافة الى ضمانات يطلبها "حزب الله" تدحض مخطط إخراجه من السلطة والتدرج  صعودا بالمطالب من الحكومة الحيادية الى الانتخابات النيابية فتشكيل سلطة في لبنان تراعي المصالح الاميركية تحديدا. 

 خارج هذا الكباش السياسي على أهميته فإن التحدي الاساسي بكيفية تشكيل حكومة تكسب ثقة الشارع وتساهم بإقناع شريحة واسعة بالانسحاب من الشارع. فالتشكيك والبحث عن دور للسفارات وجهات خارجية لا يعفي المسؤولين من وصول الوضع المعاش الى حالة مأسوية، فيما إستحضار شارع بمواجهة شارع آخر قد لا يجدي نفعا مع مطالب محقة عصية على الانقسام تحت عناوين طائفية أو مذهبية قابلة للاستثمار السياسي.

في هذا المجال تؤكد الناشطة السياسية د. بارعة الاحمر على إنجازات كثيرة حققتها الانتفاضة الاخيرة لا تتعلق بالضغط الشعبي فحسب بل بالاصرار على المحاسبة  كما إمتلاك الناس كلمة الفصل بعد عهود من التهميش المتعمد وإهمال خياراتها "باتت الساحات تصنع المعادلات خارج مصالح الطبقة السياسية و حساباتها"، و شددت  على أن زخم الشارع لم يتراجع  بل هناك إصرار على المواجهة  والصمود كما استمرار التحركات في مقابل نهج السلطة  القائم على "المكابرة" و حالة "الانكار" والانصراف نحو تركيبات لا طائل منها. 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان