الراعي للمسؤولين: ثورة الشعب كالمطر الجارف لا تهملوه لخيركم وسلامة لبنان

الراعي للمسؤولين: ثورة الشعب كالمطر الجارف لا تهملوه لخيركم وسلامة لبنان
الراعي للمسؤولين: ثورة الشعب كالمطر الجارف لا تهملوه لخيركم وسلامة لبنان

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان بولس الصياح وانطوان عوكر وأمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور النائب نعمة افرام وعدد من الفاعليات والمؤمنين.

 

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "إسمه يوحنا" (لو 63:1) قال فيها: "نلتجىء بصلاة المسبحة مع جميع المؤمنين كل مساء، في لبنان وخارجه، عبر وسائل التواصل. والآن في هذه الذبيحة الإلهية، وعند المساء بصلاة المسبحة، نصلي ملتمسين نجاح الاستشارات النيابية المحددة غدا الاثنين. فتؤديها الكتل النيابية بروح المسؤولية الوطنية والدستور، مدركين المخاطر التي تتهدد وطننا، وواضعين خير الدولة بكيانها وشعبها ومؤسساتها الدستورية فوق كل اعتبار. ونلتمس من الله نجاح تكليف رئيس للحكومة الجديدة، وتشكيلها بأسرع ما يمكن وفقا لانتظارات الشعب اللبناني التي يعبر عنها في الحراك المدني منذ اثنين وخمسين يوما، وفي الصحف وسائر وسائل الاتصال الاجتماعي."

 

وأضاف الراعي: "نردد أيضا وأيضا للمسؤولين السياسيين: "لا تزدروا بالحراك المدني وثورة الشباب التي تريد بناء لبنان الحضاري الجديد لا هدمه. لا يوجد قوة أقوى من الشعب! فلا تهملوه ولا تخيبوا آماله، لئلا يعود إلى قطع الطرق، فتكونون أنتم لا هو المسؤولين عن خراب لبنان أمام المجتمع الدولي. ثورة الشعب كالمطر الجارف الذي شهدناه في الأسبوع المنصرم. فلا تقفوا في وجهه من أجل خيركم وسلامة لبنان. الحراك المدني يطلب حكومة نظيفة لم يتلوث وزراؤها بالفساد وسرقة مال الدولة. حكومة قادرة على تحقيق النهوض الاقتصادي والمالي والمعيشي. حكومة تعيد إلى خزينة الدولة مالها المنهوب الذي هو مال الشعب الذي يؤدي الضرائب والرسوم. حكومة توقف التدخل السياسي في الإدارة والقضاء".

 

 

وتابع: "الرحمة هي حاجة عصرنا بوجه عقلية تسعى إلى القضاء على فكرة الرحمة. فمن واجب الكنيسة المناداة بالرحمة الإلهية، المعلنة في المسيح المصلوب والقائم من الموت، من أجل انتصار المحبة على كل شر، والرحمة على كل ظلم، والحقيقة على الكذب، والمغفرة على الإساءة. إن الكنيسة، بمؤسساتها، مدعوة اليوم، كما في الأمس بل أكثر، لتشهد للرحمة تجاه المحتاجين الذين فيهم تتواصل آلام المسيح ماديا وروحيا ومعنويا. أما الحاجة الأساسية التي تعنى بها مؤسسات الكنيسة التربوية والاستشفائية والاجتماعية، فهي تنمية الشخص البشري روحيا وعلميا وصحيا، ليتمكن من تحقيق ذاته ومقدراته، ولكي يكون مؤهلا لتلبية نداء الله له ولدعوته الخاصة في المجتمع والكنيسة. فالله يحقق تاريخ الخلاص بالتعاون مع كل إنسان. وأكثر ما تعنى به الكنيسة كأم، حماية القاصرين من التحرش الجنسي والاتجار بهم. إن ما سمعناه بالأمس ولأول مرة من تحرش وتعنيف في جمعية "رسالة حياة" صاحبة الوصاية على الأحداث واللقط، لم نكن شخصيا على علم به. لذا أنشأنا على الفور لجنة تحقيق في حقيقة هذه الأمور، كما توجب القوانين الكنسية. لكننا نطالب بالاحترام المتبادل لصلاحيات كل من القضاء العدلي والقضاء الكنسي".

 

وأضاف: "هذا ما نفهمه من قول الشعب عن يوحنا: "ما عسى هذا الطفل أن يكون؟" ومن إضافة لوقا الإنجيلي: "وكانت يد الرب معه". تبلورت رسالة يوحنا المعمدان وقام بها خير قيام. فهو أول من أعلن اقتراب الملكوت بشخص المسيح، ودعا لدخوله بالتوبة ". إن يد الرب مع كل إنسان لصنع الخير والبناء والترقي. فهو لا يريد أن تجعل الحال الاقتصادية والمعيشية من شعب لبنان جماعة فقراء في أكثر من ثلثهم، وأربعين في المئة عاطلين عن العمل، بالإضافة إلى 160.000 موظف صرفوا من عملهم بسبب الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة".

 

وختم الراعي: "نصلي لكي يتاح لكل إنسان أن تكون يد الرب معه، فتتحقق مقاصد الله، ويجد الإنسان كرامته، ويتمجد الله الواحد والثالوث".

 

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟