55 يوماً على إنطلاق 'انتفاضة 17 تشرين'.. مجموعات تعلّق على 'مسرحية' الاستشارات وتململ الساحات

55 يوماً على إنطلاق 'انتفاضة 17 تشرين'.. مجموعات تعلّق على 'مسرحية' الاستشارات وتململ الساحات
55 يوماً على إنطلاق 'انتفاضة 17 تشرين'.. مجموعات تعلّق على 'مسرحية' الاستشارات وتململ الساحات
"لحقّي"

في هذا السياق يؤكد منسق الإعلام في حملة "لحقي" أدهم حسنية لـ"لبنان 24" أنّ "هيئة تنسيق الثورة، وعلى الرغم من الالتباس باسمها، هي عبارة عن مجموعة تمثل بعض المجموعات وليس جميعها، و"لحقي" ليست جزءاً منها. نحن رفضنا بداية الثورة الانضمام إلى أيّ مجموعة قد تتحدث باسم الثورة أو الناس، واعتبرنا أنّ كل مجموعة تعبّر عن رأيها فقط. و"لحقي" حينما تأخذ أيّ موقف أو تصدر بياناً تعبّر عن نفسها".

وعند سؤاله عن الاستشارات وتأجيلها، اعتبر حسنية أنّ "المناورة التي تحدث في رمي الأسماء والشد بين الأحزاب لتحقيق مكتسبات في الحكومة الجديدة، هي أكبر إثبات على أنّ عقلية وذهنية الأحزاب الطائفية ما زالت في إطار المحاصصة وتقسيم الدولة على قياس المصالح الخاصة وكأنّه لم يحدث تحرك أو ليس هناك انتفاضة اسمها 17 تشرين"، مشيراً إلى أنّ "الحل الوحيد للخروج من الأزمة، هو حكومة اختصاصيين مصغرة من خارج أحزاب السلطة، يكون لديها خطة إنقاذية اقتصادية سريعة، وتعمل باتجاه قانون انتخابات عادل وانتخابات مبكرة وأن يكون لديها صلاحيات استثنائية وتشريعية".

وشدد حسنية على أنّ "أيّ حكومة تشكلها هذه الطبقة السياسية وتكون جزءاً منها، هي حكومة أزمة وليست حكومة حل. وهي بحكم الفاشلة ومصيرها سيكون السقوط لكونها لن تحدث أيّ تغيير ولن تلبي تطلعات اللبنانية ولن تأخذ لا ثقة محلية ولا ثقة من الأطراف الأخرى".

"مبادرة وعي"

التلكؤ في الدعوة إلى استشارات، ومحاولة بعض الأحزاب التأليف قبل التكليف، انعكس تململاً في الشارع. ولكنّ هذا الجو ليس السبب الوحيد، فهناك عوامل عدّة توقف عندها الناشط في "مبادرة وعي" وسام الخضري، الذي أشار لـ"لبنان 24" إلى أنّ "هناك بعض التململ في الشارع، وهناك جو عام يقول أنّ بعض الساحات قد ضعفت بعض العزائم فيها. المشكلة الأساسية على صعيد رأيي الشخصي أو كجو عام في المبادرة.أنّ هناك أناساً استعجلوا القطف السريع وتوقعوا الحصول على كل شيء وتحقيق المكاسب بسرعة مهولة. وربما غاب عن ذهن البعض أنّ هذه الطبقة متمسكة في السلطة ومتجذرة فيها منذ أكثر من 40 سنة وهي لن تسلّم ببساطة وترحل، لاسيما وأننا نطالب بمحاسبتها كطبقة كاملة"، مضيفاً "على هذا الأساس، الناس تراجعت عزيمتها أو ضعفت. ويضاف على ذلك أنّ الذين نزلوا إلى الساحات هم من الطبقة الوسطى والفقيرة والفقيرة جداً، ومن عادوا إلى أعمالهم هم الذي يعيشون كل يوم بيومهم، وهم معنا قلباً وقالباً ولكن لا بد أن يلتفتوا إلى تأمين حياتهم اليومية، طبعاً هذا بالنسبة لمن ما زال يعمل ولم يتم صرفه أو يحسم من راتبه".

وبحسب الخضري فإنّ "التململ أيضاً يعود لكوننا نتواجه مع طبقة سياسية ذكية وتعرف كيف تماطل بالوقت. ومشكلتنا أنّ الدستور مطاط ببعض المواد القانونية ولا يوجد مهل ملزمة لموضوع الاستشارات والتكليف والتأليف"، معتبراً أنّ الضغط الأساسي حالياً هو في موضوع الاستشارات، فـ "بناءً عليها يبنى على الشيء مقتضاه. وإعادة الزخم مرتبط بالإسم الذي سوف يطرح على الساحة. نحن في النهاية لم ننزل تحت شعار "كلن يعني كلن" ليتم تسريب الأسماء، ونحن الآن نترقب الاستشارات المقبلة وعلى هذا الأساس سوف نحدد خطواتنا".

"ثائرون"

الناشط في مجموعة "ثائرون"، نادي قماش، أوضح بداية لـ"لبنان 24"، أنّ مجموعة "ثائرون" انطلقت في الأيام الأولى من الحراك، وقوامها شبان وشابات مع مروحة من المغتربين والمتحمسين للانتفاضة، مضيفاً: "ميزتنا هي الرؤية المبكرة لمستقبل الحراك، والتي ارتكزت على على الثوابت الوطنية التي تؤمن السقف المطلوب لمنع حرف الحراك عن مساره وتعزز وجوده وتبعد شبح النزاعات المسمومة، وهي:

1- لبنان كان وما زال وسيستمر ينتمي إلى الشرعية الدولية والمجتمع الدولي وبالتالي فهو من خلال موقعه الجغرافي ودوره التاريخي يشكل قيمة مضافة للأمن والاستقرار في العالم، وأمام تحدّي هذه الأزمة لبنان مهدد أن يفقد دوره وقد يصبح ساحة مفتوحة للصراعات ومصدراً للفوضى إذا لم يتجاوز محنته المالية التي ستتحول حتماً إلى انفجار اجتماعي يذهب بالبلد والانتظام العام إلى المجهول.

2- لبنان معني بالرد على ايّ اعتداء اسرائيلي على أراضيه وأيّ انتهاك لسيادته بكل الوسائل المتاحة.

3- لبنان بعد 17 تشرين، بات يمتلك دينامية سياسية شعبية تؤهله أن يبدأ مرحلة بناء الدولة سياسياً واقتصادياً، وأن يحارب الفساد في الإدارات ويحقق استقلالية السلطات ويسير باتجاه انتاج النظام المدني".

وأوضح قماش، أنّ "ثائرون" جزء من "هيئة تنسيق الثورة"، ويتبادلون معها الاراء.

وفي ما يتعلق بتراجع الزخم، قال قماش: " الشارع فقد زخم الأيام الأولى للانتفاضة، بسبب غياب مشروع واضح يجمع اللبنانيين، ما أدّى إلى قلق الناس على الوضع الاقتصادي وشعورهم أنّ الأزمة خطيرة جداً وستهدد أمنهم الغذائي والاجتماعي وحتى الشخصي، يضاف إلى ذلك تغير المزاج الشعبي من الطريقة التي تدار فيها الحراك كاللجوء إلى قطع الطرقات، فلبنان كشعب مرّ بحرب أهلية ترتفع حساسيته أمام أيّ مشهد يمثل العنف أو يذكره بما حدث في الماضي، والمسيرات التي نفذتها الأمهات كانت رائعة ولكنّها لم تكن كافية لإقناع اللبنانيين أنّ المناعة الوطنية كافية لحمايتنا من المفاجآت الطائفية القابلة للظهور في أيّ لحظة، خاصة أنّ لبنان يعيش على خط من الزلازل والبراكين الإقليمية".

ورأى قماش أنّ التركيز اليوم هو على إنتاج حكومة تقوم بمعالجات طارئة بالملف النقدي والقضائي خاصة، معلناً عن سلسلة اقتراحات، وهي:

- على الحراك أن يقول أنّ طريقه الوحيد للإنقاذ هو الأطر الدستورية والتخلّي عن الكلام القائل بإسقاط النظام.

- أن يرفض الحراك استغلاله من الأحزاب السياسية.

- الا ينزلق التحرك ليتحوّل إلى تمرد على النظام.

وأشار قماش إلى أنّ "الحراك مطالبة بوقف مظاهر الاستعراض والتوجّه إلى صياغة مشروع سياسي - اقتصادي يفاوض به الأطراف السياسية محدداً أولوياته بإنقاذ الوضع النقدي والمالي، وأن ينتج ممثلين عنه ليفاوض باسمه شرط ألا يتولى أيّ أحد منهم أيّ مهام سياسية أو حكومية لاحقاً".

وختم قماش قائلاً: "نحن مع إعطاء فرصة للسلطة السياسية كي تبدأ بتأليف الحكومة، ودورنا كشعب الضغط على الحكومة كإنتاجية لا كشكل، وإجبار أيّ حكومة قادمة على البدء برحلة بناء الدولة ومنع الفساد".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟