إحذروا منافقي الثورة!

إحذروا منافقي الثورة!
إحذروا منافقي الثورة!
تحت عنوان إحذروا منافقي الثورة!، كتب "سفير الشمال": غالبا ما تكشف الثورات معدن المشاركين فيها، من الصادقين والمتحمسين والغاضبين، والفقراء الساعين الى تحسين أوضاعهم، الى الانتهازيين الذين يحاولون ركوب أي حراك شعبي للوصول الى مراكز متقدمة لم ينفع تمسّحهم بأعتاب السياسيين لسنوات في إيصالهم إليها.

يبدو أنه مكتوب على طرابلس في كل تحرك شعبي أن تواجه مندسين مكلفين بالعمل على تشويه صورتها أو إستدراجها الى مكان لا يريده أهلها، لكن الأسوأ من كل هؤلاء هم المنافقون الذين أُنهيت خدماتهم في مكاتب التيارات السياسية وطردوا منها لسلوك شائن، أو لاكتشاف سرقات وإختلاسات مالية، ثم ملأوا قلوبهم كراهية وتقدموا الصفوف محاضرين بالعفة وساعين الى إستغلال الثورة لتصفية حساباتهم وتنفيث أحقادهم وتحقيق ما يصبون إليه من إنتقام.

اللافت أن هذه الطفيليات التي نمت على فتات السياسة الطرابلسية، تسعى اليوم الى تسلق أكتاف الثوار وإعتماد الخداع والكذب والدجل والنفاق لاخفاء تاريخها المخزي، وإيهام الناس بأنها تنظّر في الثورات وتمتلك القدرة على القيادة، وذلك بهدف التنطح للحصول على مركز هنا ومكسب هناك.

لا شك في أن هؤلاء يشكلون قلة قليلة جدا في بحر واسع من الثوار الصادقين في القول والعمل والمنتفضين على الواقع المزري الذي يرخي بثقله على الوطن ككل، والذين حملوا مدينتهم الى مصاف "عروس الثورة"، لكن هذه القلة القليلة التي تعرف نفسها ويعرفها كل من حولها، هي كالعفن الذي يضرب ويشوه ما حوله.

لا يتوانى منافقو الثورة عن الافتراءات والاتهامات والتعرض لكرامات الناس كما تقضي أخلاقهم، بهدف "ذر الرماد في العيون" وتبرئة ساحتهم الغارقة بالخزي والعار، وقد تناسى هؤلاء أن المدينة صغيرة، والكل فيها يعرف الكل، وأن إبتسامات البعض في وجوههم على إستحياء ما هي إلا إدانات على تاريخ حافل بالارتكابات.

في كل الأحوال قد يحتاج المجتمع الطرابلسي الثائر الى التذكير في تحذير صادق من هؤلاء الذين يتلطون ببعض الشهادات والألقاب وبالتعاطي مع المسائل بروح رياضية، لكن نفوسهم الممتلئة بالضغينة تسبقهم، وتكشفهم وتعريهم، لترمي بهم في مزبلة التاريخ.

منافقو الثورة، فقدوا الأمل في ركوب الموجات السياسية بعدما إنكشف أمرهم، وهم يسعون اليوم بالمكر والخديعة الى ركوب موجات الحراك الذي سيكشفهم أو بات كاشفهم، فهؤلاء سيبقيهم حقدهم في مستنقع الشر، وسيحرمهم الغضب من التقدم ليستمروا في المراوحة القاتلة مكانهم، كونه يصح فيهم قول الشاعر: "لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ، ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ"..

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟