أخبار عاجلة

الأفق الحكومي مظلم.. والتكليف لا يعني التأليف!

الأفق الحكومي مظلم.. والتكليف لا يعني التأليف!
الأفق الحكومي مظلم.. والتكليف لا يعني التأليف!
تحت عنوان الأفق الحكومي مظلم.. والتكليف لا يعني التأليف!، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": بغض النظر عن الاستشارات النيابية الملزمة التي حُددت يوم الإثنين المقبل، وإمكانية تأجيلها أو إجرائها، وتكليف الرئيس سعد الحريري أو تأخير ذلك، فإن الأفق الحكومي ما يزال مظلما، ولا يوجد أي بصيص أمل لتأليف سريع في ظل ما يُفرض من شروط وشروط مضادة.

لا شك في أن كل طرف سياسي يسعى الى تشكيل الحكومة التي يرضى عنها وترضي حلفائه وراعيه الاقليمي أو الدولي، ما يجعل الوصول الى قواسم مشتركة أمر مستحيل في حال لم يتم التنازل من كل الأطراف وتدوير الزوايا لتحقيق تفاهمات من شأنها أن تنتج حكومة إنقاذية ترضي الشارع بالدرجة الأولى ليسمح لها بالعمل والانتاج، ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟.

الرئيس سعد الحريري وصل الى مبتغاه كمرشح وحيد لرئاسة الحكومة، بعدما قامت محرقته بوظيفتها بحرق محمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب، وإستفاد من الحرم الذي أنزله دار الفتوى على كل الطامحين، وتحصن بالالتفاف السني حوله، ما يجعله قادرا على فرض شروطه في تشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصيين من دون جبران باسيل ووجوه سياسية إستفزازية، خصوصا أن الحريري يتطلع الى أن يكون الآمر الناهي في حكومته وأن لا يكون معه أي شريك مضارب على غرار باسيل أو غيره ممن كانوا يشاركونه في الحكم.

الوزير جبران باسيل في مأزق حقيقي، وهو بات مقتنعا بعدم توزيره أولا بسبب الرفض المطلق من الشارع الذي قد ينتفض وبشراسة في حال شعر بإمكانية عودته، وثانيا لعدم التوافق بينه وبين الحريري بعدما غابت الكيمياء بينهما، ما يجعله أمام خيارين، فإما أن يشارك التيار الوطني الحر عبر إختصاصيين يسميهم وربما يكون من بينهم أحد السياسيين وهو أمر يحدده التوافق النهائي على شكل الحكومة، أو أن يخرج من الحكومة شخصيا وسياسيا على صعيد تياره لتحميل الحريري وحده مسؤولية الحكم، في وقت تُسرب فيه مصادر باسيل إمكانية توجه التيار الوطني الى المعارضة وهو أمر يعتبر هرطقة سياسية، فكيف لتيار رئيس الجمهورية الذي سيترأس جلسات الحكومة أن يعارض حكومة العهد الثالثة؟، لذلك فإن ما يُحكى ضمن هذا الاطار بعيد عن المنطق، وهو إن حصل فسيدخل ضمن الانفصام السياسي.

الثنائي الشيعي في وضع لا يحسد عليه، فهو لا يقبل بحكومة من دون الحريري أو من يمثل الحريري أو من يرضى عنه الحريري ويدعمه، في حين أن الحريري لا يرضى بأحد غيره، وهو أمر لا يرفضه الثنائي الشيعي، لكنه في الوقت نفسه، لا يقبل بحكومة من دون التيار الوطني الحر ودعم باسيل، وذلك حفاظا على التوازن ورفضا لالحاق هزيمة سياسية نكراء بحليفه الأساسي.

كذلك فإن الثنائي الشيعي لا يريد حكومة تكنوقراط كما يصر الحريري، ويتطلع الى حكومة تكنوسياسية تكون متوازنة وقادرة على الانقاذ، في حين يرفض هذا الثنائي حكومة مواجهة من لون واحد خشية أن يكون لها تداعيات سلبية جدا، محليا على صعيد تسخين الأرضية السنية ـ الشيعية، وإقليميا ودوليا من خلال تشديد الحصار المالي والاقتصادي، ما يؤدي الى فشلها والى إعطاء مزيد من الزخم للثورة في الشارع.

أمام هذا الواقع، يبدو أن الوصول الى تفاهمات سياسية ما يزال صعب المنال، ويحتاج الى مزيد من الوقت للقيام بمفاوضات لن تكون سهلة على أحد، ما يشير الى أن حكومة تصريف الأعمال مستمرة الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وعندها سيكون على لبنان ككل أن يتحمل ضغط الشارع الذي بدأ يتجه نحو العدائية، وأن يواجه الضغط الخارجي بعدما ربطت مجموعة الدعم الدولية للبنان أي مساعدة له بتشكيل حكومة والقيام بالاصلاحات وحماية المتظاهرين.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟