جوزف ابو خليل رجل المهمات الصعبة

جوزف ابو خليل رجل المهمات الصعبة
جوزف ابو خليل رجل المهمات الصعبة
يرحل جوزف أبو خليل، النائب الأول لرئيس حزب الكتائب اللبنانية، بعد عمر طويل قضى معظمه في أروقة البيت المركزي في الصيفي، ورافق الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل ردحًا من الزمن وكان اليد اليمنى للرئيس الشهيد بشير الجميل في المهمات الصعبة وفي الزمن الذي كان يقول عنه بأنه زمن جميل، على رغم ما كان فيه من صعوبات ومآسٍ.

أذكر ليلة إستشهاد البشير كيف بكى وكيف أنتفض في وجه القدر وقرر أن تصدر جريدة "العمل"، وكان رئيس تحريرها وكاتب "حصاد الأيام"، بعنوان "شهيد الـ 10452 كلم مربع". كفكف الدمع، مع أن الخسارة لا تعوض، خسارة من رأى فيه حلمًا لإعادة لبنان أقوى مما كان، لبنان الدولة القوية على كامل تراب الوطن، لبنان الكرامة والعزة والعنفوان، لبنان العيش المشترك، ولبنان الصيغة الفريدة، لبنان المنتصر على أزماته.

وبعد إنتخاب الرئيس أمين الجميل رئيسًا للجمهورية وقف إلى جانبه في "مغامرة الإنقاذ"، وكانت له مساهمات فاعلة في إسقاط "إتفاق 17 أيار"، بعدما أقتنع بأن لبنان يجب أن يكون حرّ القرار غير خاضع لأي وصاية، قريبة أو بعيدة، فكان مرشد هذه المغامرة. وشهد على كثير من الإنتفاضات داخل البيت الكتائبي وعانى الأمرّين يوم أجبر على ملازمة منزله في إقامة جبرية، وبقي يعمل بصمت طوال فترة النزاع الداخلي، على رغم جرأته في مواجهة محاولات مصادرة الحزب.

عندما عاد الوزير الشهيد بيار الجميل إلى الوطن أخذ بيده وسارا معًا في معركة إستعادة الحزب وإعادة تموضعه على الساحة المسيحية، ونجحا معًا إلى حدّ كبير، وهيّآ معًا الأرضية الملائمة لعودة الكتائب إلى ذاتها.

وللمرة الثانية رأيته يبكي دمًا ودمعًا عندما أغتالت يد الغدر"الفتى الكتائبي"، وكأنه كان مكتوبًا على جوزف أبو خليل أن يشهد من خارج عائلة الجميل على سقوط "الأبطال"، الذي لم يقتصر على بشير وبيار، بل طاول هذا السقوط كثرًا من رفاق دربه.

وبعد كل هذه المعاناة وضع يده بيد الكتائبي الشاب، سامي الجميل، الذي رأى فيه مميزات تجمع بين صلابة بشير وعناد والده الشيخ أمين وكفاح شقيقه بيار، وسارا معًا في درب الجلجلة الطويل، وكانت له بعض من لمسات حماسة الشباب وحكمة الشيوخ في مهمة رئيس الكتائب الشاب.

وعلى رغم كبر سنه لم يكن ليغيب عن البيت المركزي يومًا واحدًا، حاضرًا دائمًا ومستعدّا للمشورة والإرشاد وتصويب البوصلة.

جوزف أبو خليل كتاب يُقرأ سطرًا سطرًا وكلمة كلمة، لما كان له من خبرات وحكمة في الملمات والأوقات الصعبة.

جوزف ابو خليل الذي بكى على الكبار سيبكيه اليوم الكبار والصغار.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟