خبر

أطباء مسلمون رحلوا بمواجهة كورونا في بريطانيا.. تعرّفوا إلى أبطال من 'الجيش الأبيض'

نشر موقع "عربي 21" تقريراً عن عادل الطيار، حبيب زايدي، أمجد الحوراني، ألفا سعدو، سامي شوشا، وهم خمسة أطباء لقوا حتفهم نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا في بريطانيا.
وأوضح الموقع أنّ عادل الطيار (63 عاما)، وهو خريج جامعة الخرطوم عام 1982، انتقل إلى بريطانيا عام 1996 لإكمال دراسته في جامعة غرب لندن. وبعد تخرجه تخصص في زراعة الأعضاء، وقضى أيامه الأخيرة في العمل في قسم الحوادث والطوارئ، مضيفاً: "عرف الرجل بنشاطه بين الأقلية المسلمة في بريطانيا، ووفقا لما يروى عنه، فقد كان سباقا للمساعدة دون تردد، فضلا عن خبرته الطبية في مجال معقد كزراعة الأعضاء".

وتابع: "أراد الطيار أن يتواجد في المكان الأكثر فائدة في أزمة كورونا التي تواجه بريطانيا، كحال جميع دول العالم تقريبا، لكن الفيروس لم يمهله سوى 12 يوما فتوفي في نفس المكان الذي كان يقف فيه بكل عنفوان وقوة لمساعدة الآخرين على الصمود. الطيار متزوج ولديه أربعة أبناء، اثنان منهم يعملان أيضا أطباء في وزارة الصحة البريطانية".
في ما يتعلق بالطبيب حبيب زايدي (76 عاما) ذو الأصول العراقية، فهو طبيب عام في مستشفى "ليه أون سي" لأكثر من 47 عاما، هو الآخر ضحى بحياته، وهو يكافح فيروس كورونا. وتوفي زايدي في العناية المركزة بعد 24 ساعة من اكتشاف إصابته بالمرض.

وقبل سنتين حصل زايدي على جائزة التميز من المستشفى الذي يعمل فيه، ووصفته إدارة المستشفى بأنه "أسطورة" في مجال عمله.

أما بالنسبة إلى أمجد الحوراني (55 عاما)، ذو الأصول السودانية، فهو استشاري متخصص في قسم الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى "ديربي وبورتون"، توفي بعد أن جاءت نتيجة فحصه لمرض Covid-19 إيجابية. والحوراني كان معروفا بتفانيه والتزامه تجاه مرضاه، كما جمع الأموال للمستشفيات، بما في ذلك تسلق جبال الهيمالايا مع مجموعة من الأصدقاء منذ بضع سنوات، كما كان يتولى التنسيق بين مستشفيات المنطقة، وكان يقدم الدعم الضروري لفريقين طبيين للعمل سويا في مواجهة كورونا.

ورابع الأطباء الذين انضموا إلى القائمة هو الطبيب ألفا سعدو وهو مدير بمستشفى "الأميرة ألكسندرا" رحل بعد كفاح ضد فيروس كورونا، يقول نجله: "لقد كان يحارب الفيروس لمدة أسبوعين، لكنه لم يتمكن من مواصلة القتال، بعد أن فعل كل ما بوسعه".

سعدو من أصول نيجيرية عمل سابقا في أفريقيا قبل أن ينتقل إلى بريطانيا حيث عمل لنحو 40 عاما، وبقي يعمل بدوام جزئي في أيامه الأخيرة لإنقاذ حياة الناس الذين أصابهم المرض القاتل.

آخرهم البروفيسور سامي شوشا، وهو طبيب بارز من أصل مصري، وكان يعمل في مستشفى "شارينغ كورس" منذ عام 1978 كمتخصص في سرطان الثدي، إضافة إلى عمله في جامعة "إمبريال كوليج" في أبحاث سرطان الثدي. وكان البروفيسور شوشا قد ظهرت عليه أعراض المرض في 23 آذار الماضي قبل وفاته الخميس الماضي.

خمسة أطباء كانوا صخرة عائلتهم، جمعهم الطب و"كوفيد19" وأيضا كانوا من مسلمي بريطانيا الذين ينظر إليهم بعض المتطرفين والشعبويين والمحافظين البريطانيين نظرة سلبية تقطر بالشكوك والمخاوف والتهديد.

الخمسة كانوا بعضا من مئات الأطباء والممرضين المسلمين الذين يقفون في الخطوط الأمامية في مواجهة فيروس مستجد وماكر لا يعرف عنه الكثير، وكل ما يرشح عنه من معلومات لا تشكل صورة كاملة عن هذا القاتل الذي دفع أكثر من نصف البشرية إلى الجلوس في بيوتهم مرغمين.

المصدر: عربي 21