كشفت التحقيقات الجارية في أستراليا أن منفّذي الهجوم الدموي الذي وقع على شاطئ بوندي في سيدني خضعا، قبل تنفيذ العملية، لما وُصف بـ”تدريبات ذات طابع عسكري” خارج البلاد، في وقت واصل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الإشادة بالمهاجر السوري أحمد الأحمد، الذي خاطر بحياته ونجح في تحييد أحد المهاجمين، واصفًا إياه بـ”البطل الأسترالي”.
وبحسب ما نقلته شبكة ABC News عن مصادر أمنية، فإن ساجد أكرم، الذي قُتل في موقع الهجوم، وابنه نابيد أكرم (24 عامًا)، الذي أُصيب بجروح خطرة ولا يزال يتلقى العلاج، سافرا الشهر الماضي إلى الفلبين، حيث يُشتبه في مشاركتهما في تدريبات على نمط عسكري. وأشارت المصادر إلى أن المحققين يدرسون ما إذا كانت لهذه الرحلة صلات محتملة بشبكات متشددة خارجية.
وكان الهجوم قد أسفر عن استشهاد 15 شخصًا وإصابة العشرات، فيما تفيد المعطيات الأولية بأن المنفذين تأثروا بأفكار تنظيم داعش. وعثرت الشرطة داخل سيارة المهاجمين على علمين للتنظيم صُنعا يدويًا، إضافة إلى عبوات بدائية. وتركّز التحقيقات حاليًا على طبيعة العلاقة بين المهاجمين والتنظيم، مع تأكيد السلطات الأسترالية حتى الآن أن الهجوم نُفّذ بشكل فردي وليس ضمن خلية منظّمة.
وفي موازاة التحقيقات، زار رئيس الوزراء الأسترالي، ليلًا، أحمد الأحمد في المستشفى، بعدما أُصيب بخمس رصاصات أثناء محاولته تحييد أحد المهاجمين وانتزاع سلاحه، في خطوة ساهمت في إنقاذ حياة عدد كبير من الموجودين. وخلال الزيارة، وصف ألبانيزي الأحمد بأنه “بطل أسترالي حقيقي”، وقال: “كان على الشاطئ مع أصدقائه ويريد شراء فنجان قهوة، وعندما بدأ إطلاق النار اختار أن يتحرّك. شجاعته مصدر إلهام لكل الأستراليين”.
وأضاف ألبانيزي أنه التقى بوالدي الأحمد القادمين من سوريا، واصفًا إياهما بـ”الوالدين الفخورين”، ومؤكدًا أن ما قام به نجلهما يجسّد القيم التي تقوم عليها أستراليا. وأفادت تقارير لاحقة بجمع أكثر من 1.5 مليون دولار أسترالي تبرعات لدعم الأحمد، الذي سيخضع لمرحلة علاج وتأهيل طويلة، وسط مخاوف من فقدانه إحدى يديه.
في المقابل، امتنعت الشرطة الأسترالية عن تأكيد تفاصيل رحلة المهاجمين إلى الفلبين، لكنها شددت على أن المؤشرات المتراكمة تعزّز فرضية التأثر بأيديولوجيا داعش. وأكد ألبانيزي في تصريحات سابقة أن نابيد أكرم لم يكن مدرجًا على لوائح المراقبة لدى جهاز الأمن الداخلي الأسترالي (ASIO)، رغم أن والده خضع لاستجواب أمني عام 2019 من دون تسجيل مؤشرات على تطرف وشيك آنذاك.
ولا تزال 24 إصابة ترقد في المستشفيات، بينها حالات وُصفت بالخطرة والحرجة، من ضمنها أطفال. وأوضحت سلطات ولاية نيو ساوث ويلز أنها تنتظر استقرار الوضع الصحي لنابيد أكرم قبل توجيه لائحة اتهام رسمية بحقه.
وعلى صعيد إحياء ذكرى الضحايا، توافد الآلاف إلى شاطئ بوندي لوضع الزهور والشموع، ورفعوا أعلام أستراليا وإسرائيل، فيما رُصدت مجموعات من اليهود وغير اليهود وهم ينشدون “يصنع السلام” في موقع الهجوم. كما انتشرت قوات أمنية إضافية في الأحياء ذات الكثافة اليهودية ضمن إجراءات وقائية مشددة.
وحتى الآن، نُشرت أسماء 9 من بين 15 شهيدًا، بينهم حاخامات من حركة حباد، ناجٍ من المحرقة، طفلة في العاشرة من عمرها، وشخصيات من الجالية اليهودية في أستراليا. ولا تزال التحقيقات متواصلة لكشف جميع خيوط الهجوم وخلفياته، فيما تعيش البلاد حالة حداد وترقّب أمني واسع.
أخبار متعلقة :