خبر

من مصر.. البشير يحذّر من استنساخ الربيع العربي في السودان

اعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه أطلع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، على تطورات الأوضاع في السودان، مشيرا إلى أن جهات، لم يسمها، تحاول "استنساخ الربيع العربي" في بلاده.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي، أكد البشير، الذي وصل القاهرة في إطار زيارة تستمر يوما واحدا، رضاه عن مستوى العلاقات في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية.


وأشار إلى "تطابق وجهات النظر إزاء القضايا المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة"، مشددا على "أهمية التعاون الثنائي الأمني" بين القاهرة والخرطوم.

وقال البشير، الذي تشهد بلاده منذ أكثر من شهر احتجاجات وصدامات بين الأمن ومتظاهرين أسفرت عن سقوط ضحايا، إن "هناك منظمات سالبة تعمل حاليا على زعزعة الأمن في المنطقة".

وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 كانون الاول، عقب قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف، وقد سقط خلالها 30 قتيلا بحسب آخر حصيلة رسمية.

وكشف الرئيس السوداني أنه أطلع نظيره المصري "على تطورات الأوضاع في السودان بعيدا عما يثار في الإعلام"، مضيفا: "هناك مشكلة ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام...".

وتابع: "هناك محاولة لاستنساخ الربيع العربي في السودان بنفس المواقف والشعارات، لكن الشعب السوداني واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار..".

وأعرب عن تقديره لإرسال مصر "وفد رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة حرصا منها على استقرار السودان"، مضيفا أن "البلدين مستمران في التواصل لدفع العلاقات في المجالات المختلفة..".

وذكر البشير أن دفع العلاقات يأتي من "خلال الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين في العديد من القطاعات حيث أن اللجنة العليا المشتركة تتابع تنفيذ هذه الاتفاقيات".

وفي سياق منفصل، قال البشير إن سد النهضة يعد قضية حيوية لمصر والسودان، مشيرا إلى أن للقاهرة "مصلحة كبيرة في مياه النيل، والنيل الأزرق يمثل 85 بالمئة من مياه النيل".

وأضاف أن "ما يدور الآن من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر، وعلينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها".

أما السيسي، فقد قال إن مباحثاته مع البشير تناولت سبل تعزيز التعاون التجاري والتقدم في المشروعات المشتركة والخاصة بالربط الكهربائية ودراسات ربط السكك الحديدية وتدريب الكوادر في العديد من القطاعات.

وأوضح الرئيس المصري أن الجانبين تناولا أيضا تطورات المفاوضات حول سد النهضة، وأهمية التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب وقت في هذا الشأن.

وأضاف أن المباحثات تطرقت أيضا إلى سبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، وجهود السودان لحل الأزمة في أفريقيا الوسطى.

وأشار  إلى أن هذه الزيارة وما جرى خلالها من مباحثات يأتي تتويجها لجهود تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تحقيقا لمصالح الشعبين، وتأسيسا على المصالح المترابطة التي تجمع البلدين.

وأضاف  أن الجهود المشتركة التي جرت على مدى العام الماضي تكللت بانعقاد اللجنة العليا المشتركة في اكتوبر الماضي بالخرطوم وشهدت التوقيع على 12 اتفاقية مشتركة وشهدت تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات.