خبر

'سيناريو الـ 67 يتكرّر'.. هذه أهداف تل أبيب من الهجمات على سوريا!

تابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام التوتّر الأمني والعسكري الحاصل على الجبهة السورية، وذلك تزامناً مع ارتفاع مستوى الهجمات الإسرائيلية في الداخل السوري واستهداف مواقع إيرانية هناك، كما الرّد الإيراني عليها.

ونقل موقع "عربي 21" عن الجنرال الإسرائيلي غرشون هاكوهين قوله في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" إنّ "الهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا تحتّم على دوائر صنع القرار في تل أبيب اعتبارها معركة حاسمة، لا سيما أنّها ارتفعت في الأسبوع الأخير خطوة إضافية في ضوء الطلب الروسي العلني من إسرائيل الحد من هجماتها داخل الأراضي السورية، ما يوصل العملية الإسرائيلية المستمرة في سوريا إلى مفترق طرق". 


وأشار هكوهين، وهو باحث بمركز "بيغن - السادات للدراسات الإستراتيجية"، إلى أنّ "هذا المفترق تنظر إليه إسرائيل على أنّه استمرار لهذه الهجمات بدون توقف، في ظلّ أن هناك 3 أهداف تضعها إسرائيل من هجماتها داخل سوريا، وهي: منع إقامة جبهة عسكرية جديدة على حدود الجولان، والحيلولة دون التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وحرمان "حزب الله" والقوات الإيرانية في سوريا من حيازة أسلحة هجومية بعيدة المدى". 

وأوضح هكوهين، الرئيس السابق للكليات العسكرية وقيادة التجنيد، أنّه "خشية من التصعيد، ودخول المواجهة في سوريا مرحلة غير مسيطر عليها، أو وجود شكوك بعدم تحقيق هذه الهجمات لأهدافها، فإنّ الدعوات تتزايد في إسرائيل بالاستمرار في العمليات الهجومية داخل سوريا، استمراراً لإستراتيجية "المعركة بين الحروب" التي صممها الجنرال غادي آيزنكوت قائد الجيش المنصرف قبل 4 سنوات".

ولفت إلى أنّ "أهداف الهجمات الإسرائيلية تتقاطع مع تطلعات "المعركة بين الحروب"، ويمكن إدراجها في إضعاف العناصر المعادية، وتحقيق الردع، وإبعاد شبح الحرب القادمة"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ "التساؤلات بدأت تطرح في الأروقة العسكرية الإسرائيلية عن مدى إنجاز الهجمات الأخيرة على سوريا لهذه الأهداف، لا سيما الهدف المتعلّق بإرجاء موعد المواجهة المستقبلية".

ورأى أنّ "الضربات الإسرائيلية على سوريا في السنوات الأخيرة بين 2015 و2019، تذكّرنا بذات الضربات التي سبقت اندلاع حرب العام 1967، فقد بدأت تل أبيب هجمات مركزة على دمشق منذ عام 1964، وهدفت إلى: إحباط خطة تحويل مصادر نهر الأردن، فرض السيادة الإسرائيلية على المناطق المنزوعة السلاح على الحدود مع سوريا، والعمليات ضد المنظمات الفلسطينية، خاصة إقامة حركة فتح لقواعد عسكرية داخل معسكراتها التنظيمية في سوريا"، كاشفاً أنّ "رئيس هيئة الأركان آنذاك إسحاق رابين أبدى قناعته أن حسم الحرب مع سوريا كفيلٌ بالتخلّص من تهديد فتح حينها، ما يفسح المجال لأن يعيد التاريخ نفسه بعد مرور أكثر من 50 عاماً على اندلاع حرب الأيام الستة". 

من جهته، قال الجنرال إيلي بن مائير، في مقاله في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنّ "ما تتحدّث عنه وسائل الإعلام بشأن الإنذار الروسي لإسرائيل غير دقيق، لأنّ حرية الحركة لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية ما زالت قائمة، ما يتطلب منه الاستمرار في استهداف أيّ تواجد عسكري إيراني في سوريا، وفي الوقت ذاته المحافظة على سياسة التعتيم والسرية وقتما لزم الأمر".

وأضاف بن مائير، وهو رئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، في تحليل عسكري، أنّ "الأسبوع الأخير شهد تصعيداً ملحوظاً على الجبهة السورية، خاصة بعد أن أطلقت إيران صاروخ أرض - أرض على جبل الشيخ في ساعات النهار".

 وأشار بن مائير، الذي يعمل اليوم مديراً في شركة "سايبر" الأمنية، إلى أنّ "السياسة العسكرية الإسرائيلية طرأ عليها تغيير جوهري بالتخلي عن سياسة التعتيم، وإعلان المسؤولية عن هجماتها داخل سوريا، مقابل توسيع رقعة هجماتها المرتدة باتجاه أهداف سورية وإيرانية داخل الأراضي السورية، رغم ما صدر عن القيادات الإيرانية من تهديدات قوية ضد إسرائيل، ما يجعل الصورة أكثر تعقيداً في الساحة السورية".