خبر

أردوغان: على السعودية أن تنظر إلى المرآة.. ومصر لا يحق لها أن تتكلم

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في الإجتماع الموسّع لرؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية" في الولايات التركية اليوم الخميس، إنّ على المملكة العربية السعودية أن تنظر إلى المرآة، قبل أن تنتقد عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا في منطقة شرق الفرات السورية.
 
وقال أردوغان في هذا السياق: "على السعودية أن تنظر إلى المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة، ورئيس النظام في مصر على الأخص لا يحق له الكلام أبداً، فهو قاتل للديمقراطية في بلاده". وتابع قائلاً: "سأذكرهم بالأسماء، وأدعوهم لأن يكونوا صادقين، سأبدأ من المملكة العربية السعودية، وأقول عليكم أن تنظروا إلى المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة، كيف هي أوضاع اليمن الأن، ألم يمت آلاف الأشخاص في اليمن، عليكم أولا أن تقدموا حساب ذلك".
 
واستطرد قائلاً: "اليمن حاليّاً يعاني من فقر شديد، دمرتم كلّ مكان فيه، قدموا حساب ذلك أوّلاً، أنتم لا تستطيعون أن تتطاولوا علينا بشأن العملية التي أطلقناها في سوريا بهدف مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية".
 
وفي ما يخص مصر، قال أردوغان: "أمّا رئيس النظام في مصر فلا تتكلم أبداً، فأنت قاتل للديمقراطية في بلدك، وأنت السبب في وفاة مرسي الذي انتخب بنسبة 52 بالمئة من أصوات المصريين، داخل قاعة المحكمة، وربما قمت بعملية لقتله، ولم تسمح لأسرته بحضور مراسم دفنه، أنت قاتل".
 
وأضاف قائلاً: "قيل إنّ السيسي اجتمع إلى أحدهم وندد بعملية نبع السلام، إنْ ندّدت أو لم تندد فهذا لن يغير في الأمر شيئاً، فنحن لا نشك بوضوئنا كي نشك بصلاتنا، نحن بدأنا هذا الطريق بإيمان، فالشعب السوري وخاصة القاطنين قرب حدودنا، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر قدومنا، محبتنا للشعب السوري غير قابلة للنقاش".
 
وأوضح أردوغان أنّ "تركيا لا تقبل على الإطلاق انتقاد عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا لمكافحة الإرهاب، في وقت تسرح وتمرح عشرات القوى الأجنبية داخل الأراضي السورية". وأضاف أنّ بلاده لا تكافح الإخوة الأكراد في شرق الفرات، بل تقاتل التنظيم الإرهابي، وأنّ تركيا ربّما تكون القوّة الوحيدة المشروعة داخل الأراضي السورية. 
 
واستنكر أردوغان الادعاءات حول وقوف تركيا ضد الشعب الكردي. وقال في هذا الخصوص: "ما زلنا حتى اليوم نستضيف 300 ألف من إخوتنا الأكراد الذين توافدوا إلى بلادنا من مدينة عين العرب السورية، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يريان ذلك".
 
وتابع قائلاً: "يتطاولون على الخطوة التي أقدمنا عليها من أجل وحدة سوريا، ابقوا جانباً فنحن سنواصل دربنا، الهدف من هذه العملية، هو المساهمة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدتها السياسية".
 
وأكّد أردوغان أنّ بلاده ستواصل بكل شرف، كفاحها ضد داعش و"بي كا كا" و"ي ب ك" وب ي د"، مبيناً أنّه تمّ تحييد 109 إرهابيين في عملية "نبع السلام" حتى الآن.
 
كما انتقد أردوغان مواقف دول الإتحاد الأوروبي حيال عملية نبع السلام قائلاً: "إنّ حاولتم وصف عملية نبع السلام بالإحتلال، فإن عملنا سهل جدا، نفتح أبوابنا ونرسل إليكم 3.6 مليون لاجئ".
 
وأردف قائلاً: "الإتحاد الأوروبي يقول إنه لن يرسل الدفعة الثانية من المساعدات للاجئين السوريين والبالغة قيمتها 3 مليارات يورو، أنتم لم تفوا بوعودكم أبدا ونحن لم نعتمد عليكم، سنتدبّر أمورنا ولكن في الوقت نفسه نفتح الأبواب أمام اللاجئين".
 
وتابع قائلًا: "يا ترى كم سوريًّا احتضنتهم بعض البلدان العربية والأوروبية التي تنتقدنا؟ ننتظر إجابة على هذه الأسئلة". وتابع: "حياتكم كلّها كذب. هاجموا رجب طيب أردوغان كما تشاؤون، نحن نسير بخطوات واثقة في هذا الطريق".
 
وجدّد الرئيس التركي تأكيده على أنّ بلاده بذلت جهودا منذ اندلاع الأزمة السورية، وحتى قبل ذلك، من أجل حل الأزمة عبر طريق ديمقراطي يضمن حقوق كافة الأطياف في هذا البلد.
 
وأكّد أنّه نبّه بشار الأسد في هذا الخصوص مرات عديدة، مضيفاً: "مع الأسف لم يكن خيار النظام لصالح الطرق الديمقراطية وإنّما طريق القسر. بشار الأسد قتل قرابة مليون شخص في سوريا". وأشار إلى وجود زعماء في العالم يتساءلون عمّا إذا كان تنظيم "داعش" سيعود في حال رحيل الأسد، موضحاً أنّ الشعب السوري لن يسمح بعودة التنظيم.
 
ووصف أردوغان بـ"العجز والإستسلام" معارضة من لا ينبسون ببنت شفة إزاء المحتلين الحقيقيين في الأراضي السورية، للخطوات التي تقدم عليها تركيا من أجل حماية حقوقها المشروعة. وأضاف: "قد يكون هؤلاء عاجزون لكن تركيا ليست كذلك. إنها تعرف كيف تأخذ حقها بالقوّة عند الضرورة".
 
وخاطب أردوغان أعضاء حلف شمال الأطلسي قائلاً: "نحن عضو في الحلف والمادة الخامسة للحلف تنص على مناصرة أي دولة بالناتو حين تتعرض لهجمات إرهابية". وأضاف قائلاً: "أدعو الذين اعتادوا على انتقاد تركيا في وقت يغضون طرفهم عمّا يحدث في سوريا، إلى التعقل والأخلاق والوجدان، فتركيا لا تطمع في أراضي وأملاك أي دولة، وكذلك الجيش الوطني السوري الذي يتحرك معها".
 
وأوضح أردوغان أنّ تنظيم "ي ب ك" الإرهابي يلجأ إلى أساليب الكذب والخداع، لتشويه صورة عملية نبع السلام وإثارة العالم ضد تركيا. وقال في هذا السياق: "يقصفون مناطق المواطنين المسيحيين في سوريا، ليتهموا تركيا بذلك، أنتم من تقصفون تلك المناطق، لأنّنا لم نبدأ بأيّ عملية في المناطق التي قصفت من قِبلهم، ومن لا يملكون الشجاعة على مواجهة جيشنا يكشفون عن وجههم الحقيقي بالهجوم على المدنيين".
 
وذكر الرئيس التركي أنّ عملية "نبع السلام" مستمرة، وأنّه تمّ إلى الأن تحييد 109 إرهابيين في المناطق المستهدفة جواً وبرّاً. واستطرد قائلاً: "خلال فترة قريبة سننشر الأمن في المناطق الممتدة من منبج إلى الحدود العراقية، وسنزيل الغيوم السوداء التي تلاحق السوريين منذ 8 أعوام".
 
وتابع: "لا نقبل أبداً أن يتضرّر أحد في عملية نبع السلام وخاصة المدنيين، وليثق الجميع بأنّ داعش لن يظهر مجدّداً في المنطقة التي تبسط تركيا سيطرتها عليها، وأود أن أقدم هذه الضمانة للعالم بأسره". وأردف قائلاً: "من استوجب بقاؤه في السجون من عناصر داعش، سنواصل حبسه، ومن ترضى بلاده باستقباله سنعيده إليها".
 
واستطرد: "لا نريد مصيبة داعش مرة أخرى، ولا نرغب بأن تُصاب دول الاتحاد الأوروبي بهذه المصيبة، سنقوم بما يلزم حيال عناصر داعش المتواجدين في المناطق التي ستخضع لسيطرتنا".
 
وأكد أردوغان أن بلاده منعت 77 ألف شخص من 151 دولة مختلفة من دخول أراضيها في إطار مكافحة داعش، ورحّلت 7 آلاف و600 آخرين إلى الخارج. وأشار إلى أنّ أبواب تركيا مفتوحة لكل من يريد ترك صفوف "ب ي د" من عرب وأكراد وباقي الشرائح، مبيناً أن تركيا لم تلجأ إلى استخدام التنظيمات الإرهابية في سوريا أبداً، بل على العكس سحقتها جميعاً.