خبر

تبادل أسرى بين ايران والولايات المتحدة... هذه كواليس اطلاق السجين الأميركي

كتب بيار غانم في "العربية": وصل المعتقل الأميركي شيوو وانغ إلى ألمانيا، بعدما أطلقت السلطات الإيرانية سراحه من معتقل إيفين السيئ الصيت، واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد التأكد من خروج وانغ من إيران، أن إدارته تولي أهمية قصوى لإطلاق سراح المعتقلين، وأنها ستعمل على متابعة جهودها في هذه القضية.

معلومات أولى
بدأت أخبار إطلاق سراح "شيوو وانغ تتسرّب" يوم الخميس، وكشف عنها المعتقل السابق اللبناني، نزار زكا. ففي اتصال مع العربية، قال زكا إنه اتصل بمعتقلين في السجن، وهم كانوا زملاءه السابقين في المعتقل الإيراني، وقالوا له إن "شيوو وانغ" ليس موجوداً في السجن بل إنه حزم أغراضه منذ الصباح وغادر.

وفي اتصال ثانٍ مع العربية أكد نزار زكا أن السفير السويسري في طهران جاء بالفعل إلى السجن، ونقل المعتقل الأميركي إلى مبنى السفارة.
عملياً أصبح وانغ حرّاً في حينه، حيث أصبح على أراضي دولة أجنبية، أي السفارة السويسرية في طهران، وهي في الوقت ذاته الدولة راعية مصالح الولايات المتحدة الأميركية، منذ إقفال السفارة بعد ثورة الخميني وخطف الرهائن من العاملين في السفارة الأميركية أيام الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

الصمت الأميركي
يوم الخميس، وعندما حاولت "العربية" التأكد من حقيقة إطلاق سراح شيوو وانغ، لم يصلنا جواب، وامتنع البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن أي تعليق ولم يجب المسؤولون عن الأسئلة التي تمّ توجيهها بالإيميل.

وكان من دواعي الصدف أن الكلام عن إطلاق سراح شيوو وانغ تزامن مع مؤتمر صحافي للمندوب الخاص لشؤون إيران براين هوك، أعلن فيه أن الحرس الثوري الإيراني قتل المتظاهرين في إيران، ودعا دول العالم إلى معاقبة إيران على قمعها المتظاهرين السلميين، كما كشف براين هوك في المؤتمر الصحافي أن الأسطول الأميركي في منطقة بحر العرب وضع يده على شحنة جديدة من الصواريخ، كانت ترسلها إيران إلى اليمن، واتهم طهران بالإصرار على التعدّي على سلامة المملكة العربية السعودية، في حين وافق الحوثيون على وقف هجماتهم على السعودية.

التبادل
أجاب براين هوك على كثير من أسئلة الصحافيين يوم الخميس، لكن قضية شيوو وانغ لم تكن واحدة من هذه القضايا، أما وزارة الخارجية فأرسلته على متن طائرة خاصة في اليوم التالي للقاء الأميركي المحرّر شيوو وانغ في سويسرا.

في انعطافة أخرى، بدأ الحديث الآن عن أن الولايات المتحدة قامت بعملية تبادل وتقوم على أن تطلق إيران سراح "شيوو وانغ" مقابل إطلاق الولايات المتحدة سراح "مسعود سليماني".

سليماني، باحث في علوم الأحياء أوقفته الولايات المتحدة بتهمة خرق أنظمة الحظر على إيران وتسريب معلومات علمية. وزير خارجية إيران جواد ظريف كان قال في نيويورك منذ أسابيع أن طهران تقبل بمبادلة وانغ بسليماني، لكن الأميركيين لم يعلّقوا إيجاباً على الموضوع.

يتبيّن الآن أن المدّعين الاتحاديين، وهم يمثّلون الدولة الأميركية، أسقطوا التهم الموجّهة لمسعود سليماني بعدما نقل السفير السويسري شيوو وانغ من السجن.

أكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية خلال حديث مع الصحافيين يوم السبت صباحاً، أن سليماني سيكون في المحكمة للنظر في قضيته يوم 12 كانون الأول أي بعد أيام، لكن المسؤول لم يؤكد أن ما يحدث هو تبادل، أو أن إسقاط التهم جاء بطلب من المفاوضين، لكنه اعتبر أن سياسة إيران بخطف الرهائن، كما حدث مع وانغ وقبله نزار زكا وغيرهم من الأميركيين، هي سياسة فاشلة و"يجب أن توقفها إيران".

لكن الحقيقة أن براين هوك، الممثل الأميركي الخاص عن إيران غادر الولايات المتحدة ومعه مسعود سليماني وتبادله مع شيوو وانغ في سويسرا، ومن هناك غادر هوك ووانغ إلى ألمانيا فيما تسلّم جواد ظروف السجين الإيراني وعاد به إلى طهران.

سياسة الضغط
تصرّ الإدارة الأميركية أيضاً على القول أن سياسة الضغط القصوى على إيران مستمرة وأنها تؤتي ثمارها، وقال المسؤول الأميركي لدى التحدّث إلى الصحافيين إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد التحدّث إلى إيران بدون شروط مسبقة، ويريد مناقشة كل القضايا المعلقة، أي البرنامج النووي والمعتقلين والتدخل في شؤون الدول الجارة وبرنامج الصواريخ.