خبر

محمد علاوي رئيساً مكلفاً للحكومة العراقية بمباركة مقتدى الصدر... والشارع يرفضه

بعد شهرين على الاطاحة بحكومة عادل عبد المهدي، نتيجة الاحتجاجات الشعبية، كلّف الرئيس العراقي برهم صالح محمد توفيق علاوي برئاسة الوزراء، بعدما فشلت الأحزاب السياسية المتصارعة في تسمية مرشح منذ بدء احتجاجات شعبية.

وقد تنهي هذه الخطوة الشلل الذي تعانيه الطبقة السياسية في العراق، التي تسعى للاستجابة لمطالب المتظاهرين المناهضين للحكومة في بغداد، والجنوب ذي الأغلبية الشيعية منذ تشرين الأول الماضي.


ووفقا للدستور، أمام علاوي الآن شهر واحد لتشكيل حكومته، يعقب ذلك تصويت على الثقة في البرلمان.

وفي العراق، يُشكل مجلس الوزراء عادة بتوافق بين المتنافسين السياسيين بعد مفاوضات شاقة على المناصب المؤثرة.
وإلى جانب ملفات الفساد والاقتصاد المتداعي، فإن أهم تحدي أمام علاوي هو نيل ثقة العراقيين، حيث يواجه المكلف الجديد معارضة شعبية في الشارع كونه جاء عبر توافق بين الأحزاب التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والطائفية.

علاوي يتوجه الى الشارع أولاً
وفور اعلان تكليفه برئاسة وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، خرج علاوي في مقطع فيديو على حسابه عبر تويتر، مخاطبا المتظاهرين.
وقال: "بعدما كلفني رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، قررت أول شيء أحكي معكم".

وأضاف "لولا تضحياتكم ما كان سيطرأ أي تغيير في البلد.. أنا مؤمن بكم ولهذا سأطلب منكم الاستمرار في المظاهرات".
وتابع "أريدكم أن تكونوا معي لنواصل التغيير.. أنا موظف عندكم وعلي أمانة كبيرة.. لا توقفوا التظاهرات إذا لم تحصلوا على ما تريدون".

وتعهد علاوي بحماية المتظاهرين، قائلا "لازم نحميكم بدل ما نقمعكم"، داعيا المتظاهرين إلى مواصلة التظاهر إلى أن "نحاسب القتلة ونعوض أسر الضحايا ونعالج الجرحى ونحدد موعد الانتخابات وقانون الاتنخابات ونرجع هيبة القوات الأمنية ونصلح الاقتصاد ونحارب الفساد".

وختم حديثه بالقول "إذا لم أحقق مطالبكم فأنا لا أستحق هذا المنصب".

 

من هو محمد علاوي؟
علاوي من مواليد العاصمة العراقية بغداد، عام 1954، وحاصل على بكالريوس في هندسة العمارة من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1980.

بدأ تاريخه مع المناصب السياسية عام 2006، عندما فاز بعضوية مجلس النواب العراقي، ثم عُين وزيرا للاتصالات في العام نفسه.

وفي عام 2008، عاد لمجلس النواب عوضا عن النائبة المتوفية عايدة عسيران. وفاز مجددا بعضوية مجلس النواب عام 2010.

وفي العام نفسه، عين علاوي وزيرا للاتصالات، قبل أن يقدم استقالته من الوزارة عام 2012.

وفيما يتعلق بنشاطه المهني، فقد شارك علاوي في تأسيس معمل "توفيق علاوي" لإنتاج الأسلاك والكابلات الكهربائية في أبوغريب في العراق (pvc)، فضلا عن صناعات الموزايك والبلاستيك في العراق، قبل أن تتم مصادرة جميع أمواله وأموال عائلته من قبل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

كما أسس علاوي شركة لصناعة "أقراص first call المدمجة" في بريطانيا، وعمل في مجال التصميم المعماري والمقاولات والتجارة في بريطانيا ولبنان.

مقتدى الصدر أول المرحبين
وفي أول ردّ له على التكليف أبدى رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر تأييده لاختيار محمد علاوي رئيسا للوزراء.

وقال في بيان إن "الشعب هو من اختاره" وإن هذه "خطوة جيدة" للعراق.
وأكد مصدر عراقي، لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، "تفاهمات جرت بين زعيمي تحالف الفتح هادي العامري وتحالف سائرون مقتدى الصدر لترشيح محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة المقبلة" وسط معارضة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي عن اتفاقه مع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي للعمل معا بما يناسب متطلبات مرحلة التكليف.

الشارع يرد
رسالة علاوي لم تلق صدى ايجابياً في الشارع العراقي،الذي لم يتأخر في الرد على تكليفه وأعلن رفضه لتوليه هذا المنصب.
وخرجت تظاهرات بعدد من المحافظات العراقية للتنديد بالاختيار، مهددة بالتصعيد في حال إصرار الكتل السياسية المضي في تكليف علاوي.