خبر

قوات النظام تواصل تقدمها على وقع موجة نزوح غير مسبوقة في شمال شرق سوريا

واصلت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في شمال غرب البلاد، تزامناً مع موجة نزوح ضخمة تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة بعد فرار قرابة 900 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة. 

وأكدت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشيل باشليه، أنه "لم يعد هناك وجود لملاذ آمن"، مشيرةً إلى أنه "مع تواصل هجوم (القوات) الحكومية والزجّ بالناس باتّجاه جيوب أصغر وأصغر، أخشى من أن مزيداً من الناس سيقتلوا".

بدوره، لفت المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ديفيد سوانسون، لوكالة "فرانس برس" إلى أن "حوالى 43 ألف شخص فروا خلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط من غرب حلب".

وبدأت قوات النظام، في كانون الأول، بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً. وتركزت العمليات بداية على ريف إدلب الجنوبي ثم على ريف حلب الغربي المجاور.

وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، حيث لم يجد كثر خيم تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، فاضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء وفي مدارس وحتى جوامع.

وفي هذا الإطار، أشار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، الإثنين، إلى "انهم مصدومون ومجبرون على النوم في العراء وسط الصقيع لأن مخيمات (اللاجئين) تضيق بهم.الأمهات يشعلن البلاستيك لتدفئة أولادهن ويموت رضع وأطفال من شدة البرد".

وأشار إلى أن العنف في شمال غرب سوريا لا يفرق "بين منشأت صحية أو سكنية أو مدراس وجوامع وأسوق"، لافتاً إلى ضرورة الإتفاق على وقف إطلاق النار وابتعاد أصحاب النفوذ عن المصالح الشخصية.

وتُعد موجة النزوح هذه الأكبر منذ بدء النزاع في سوريا في أذار عام 2011، كما إنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

وتوفي سبعة أطفال، بينهم طفل رضيع لم يتجاوز عمره السبعة أشهر، جراء درجات الحرارة المتدنية والأوضاع الإنسانية "المروعة" في المخيمات، وفق ما أفادت منظمة "سايف ذي شيلدرن".

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن التصعيد أسفر عن "تشرّد ما يزيد عن 500 ألف طفل".

وأسفر الهجوم منذ كانون الأول، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أكثر من 380 مدنياً  .