أخبار عاجلة
مازدا تكشف عن سيارتها الكهربائية EZ-6 -

اردوغان بين سندان التوغل العسكري في سوريا ومطرقة الواقع الميداني والدور الروسي

اردوغان بين سندان التوغل العسكري في سوريا ومطرقة الواقع الميداني والدور الروسي
اردوغان بين سندان التوغل العسكري في سوريا ومطرقة الواقع الميداني والدور الروسي
رمى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كل اوراقه على الطاولة دفعة واحدة من خلال توغله العسكري في العمق السوري. اراد من خلال عملية "ينابيع السلام" فرض نفوذ بلاده في الشمال السوري والدخول مع الاطراف المعنية بالازمة السورية في تقاسم الحسابات والمصالح.

وفق الاوساط الديبلوماسية المتابعة للازمة السورية، فقد تسلح اردوغان بطرفين اساسيين هما روسيا وإيران خلال الاعداد لقراره البدء بالعملية العسكرية، سانده التوجس الايراني من تحفيز أكراد إيران للمطالبة بالحكم الذاتي على غرار أكراد سوريا والعراق، كما رغبة روسيا بلعب الدور المحوري في إرساء العملية السياسية بعد تشكيل اللجنة الدستورية والشروع في إعداد دستور سوريا الجديد، مع العلم أن تركيا و إيران وروسيا هي الدول الضامنة لمؤتمر استانة لمفاوضات المجموعات المسلحة.

كما لمس اردوغان خلال محادثاته مع الجانب الاميركي خلال  إجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة  بأن الفرصة قد حانت نحو الاندفاع لتأمين عمق تركي إستراتيجي وسد الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الاميركي في شمال وشرق سوريا وفق نفس السيناريو الذي جرى في العراق، حيث إستفادت إيران للقبض على القرار في بلاد الرافدين وتحقيق أحلامها التوسعية. فالقرار بالانسحاب الاميركي وتفكيك المنشآت العسكرية الذي نزل كالصاعقة على أكراد سوريا ما كان ليتم لولا إبرام واشنطن صفقات جانبية مع تركيا لحسابات تتخطى الوضع السوري.

على رغم إنسيابية التوغل العسكري والذي أعطته تركيا "نفحات إيمانية"عبر الصلوات في المساجد والدعوات بالنصر على غرار الحملات العثمانية القديمة، غير أنها إصطدمت بحسابات متشابكة في الميدان السوري، لعل السيطرة على مدينة منبج ومدينة عين العرب " كوباني"  تشكل نموذجا بأن مهمات الارتال العسكرية، وإن كانت ستفضي الى إبعاد مقاتلي وحدات الشعب الكردي وفصائلها الحليفة، غير أنها إصطدمت بالطلب الروسي بسط سيطرة جيش النظام على شبكات النقل ما بين مدن دير الزور والحسكة  وعودة سيطرة النظام على المنافذ الحدودية  في ريف حلب.

 في هذا الاطار، أشار مسؤول رفيع في قوات "سوريا الديمقراطية" لـ"لبنان 24" بأن روسيا أخذت زمام المبادرة من خلال رعايتها لمفاوضات بين "قسد" والنظام السوري لكبح جماح القوات التركية  بالسيطرة الشاملة على شمال وشرق سوريا كما اجزاء من غرب الفرات، بما في ذلك إستئناف الاحزاب الكردية المفاوضات مع النظام برعاية روسية بعد فشل المحاولة الاولى منذ نحو سنتين وأسفرت عن وعد مبدئي بمنح الاكراد أشكالا من الحكم الذاتي عبر الادارة المحلية.

 كما شكك مسؤول "قسد" بالتمركز التركي  في مناطق التوغل العسكري الحالية والسعي نحو إستنساخ  تجربة ضم لواء الاسكندرون اثناء مرحلة الانتداب الفرنسي ضمن الاحلام التوسعية  لاردوغان إنطلاقا من إختلاف الوقائع والظروف، خصوصا في ظل الرغبة الروسية بإنتشارها في الشرق الاوسط إنطلاقا من نفوذها في سوريا، وهي لن تقبل بشركاء لها، والدليل الساطع هو الصراع الخفي بين روسيا وإيران حول مستقبل سوريا، وهو ما ينسحب حكما على تركيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن