'السيّد مش بالعا'... اخراج عامر الفاخوري يحرج السلطة والثمن باهظ لحزب الله

'السيّد مش بالعا'... اخراج عامر الفاخوري يحرج السلطة والثمن باهظ لحزب الله
'السيّد مش بالعا'... اخراج عامر الفاخوري يحرج السلطة والثمن باهظ لحزب الله
شكّل الاعلان عن كلمة سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الـ8:30 من مساء اليوم، مفاجأة لا سيما في توقيتها، بعد خروج العميل عامر الفاخوري من لبنان، إثر وقف التعقبات القضائية بحقه، عبر طوافة نقلته من السفارة الأميركية في بيروت باتجاه قبرص ومنها الى الولايات المتحدة الأميركية.

وقد اتخذ هذا الموضوع اتخذ ديبلوماسيا وسياسيا لافتا حين بادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى تناوله مباشرة معلنا بعد مداخلته الصحافية اليومية عن ازمة كورونا شكره للحكومة اللبنانية في هذا الموضوع. وقال ترامب ان فاخوري هو في طريقه الى اميركا بعدما كان في السجن في لبنان منذ أيلول 2019 وانه يحارب المرحلة الأخيرة من السرطان ولم يكن في إمكانه الحصول على افضل علاج. وشكر ترامب"الحكومة اللبنانية للتعاون معنا في الافراج عن عامر فاخوري"، منوها انه ليس لدى الولايات المتحدة اهم من حياة المواطن الأميركي. كما ان وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بيانا عن عودة الفاخوري الى الولايات المتحدة "حيث سيتم لم شمله مع عائلته وسيتلقى العلاج الطبي العاجل". وقالت ان عودته تأتي كمصدر ارتياح لمن تابعوا القضية بقلق بالغ ونشعر بارتياح لتمكننا من استقباله في بلده مجددا".  

باسيل تدخل شخصياً
مصادر متابعة لردود الفعل المختلفة لهذه القضية، خاصة في أوساط سياسية وحزبية معنية، اعتبرت عبر "اللواء" ان القضية ستشهد تفاعلات أكثر سخونة، واشد تعقيداً، خاصة على صعيد العلاقات بين الحليفين اللدودين: حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث لعب الأخير عبر رئيسه الوزير جبران باسيل، دوراً رئيسياً في تسريع خطوات القضاء والافراج، بناءً على "تفاهمات" مع الجانب الأميركي لم تعرف كل تفاصيلها بعد، وإن كان من المرجح ان الاستحقاق الرئاسي المقبل هو أهم بنودها.

وكشفت هذه المصادر ان هذه العملية اججت الخلافات بين الحزب والتيار والتي كانت قد ظهرت في موقفيهما من برنامج عمل الحكومة، خاصة العلاقة مع صندوق النقد الدولي، وبرنامج الكهرباء. وتُحمّل قيادات في حزب الله الوزير باسيل مسؤولية ما آلت إليه قضية الفاخوري، وما تسببت به من احراج كبير للحزب، وما اثارته من غضب في بيئته، وأهالي الأسرى السابقين في معتقل الخيام، وعائلات الشهداء.

واستبعدت هذه المصادر ان تكون الدولة هي الطرف المعني مباشرة بهذه الصفقة، وبالتالي فليس من المتوقع حصول تغيير في الموقف الأميركي من مسألة الأزمة المالية الراهنة، على ان تكون إطلالة أمين عام حزب السيّد حسن نصر الله المقبلة مناسبة لتوضيح موقف الحزب من هذه العملية، وما يتردد في أوساط التيار الوطني الحر بأن قيادات في حزب الله كانت على معرفة مسبقة بهذه الخطوة.

ردّ حزب الله
أمام كل هذا المشهد، طفح كيل "حزب الله" وساد جوّ من الغليان على أرضيته الحزبية والشعبية والإعلامية إلى مستوى اضطر معه الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله إلى طلب جدولة إطلالة متلفزة له اليوم للتطرق إلى قضية الفاخوري، إذ وبحسب مطلعين على أجواء قيادة الحزب فإنّ "السيّد مش بالعها"، وأكدوا لـ"نداء الوطن" أنه سيعمد خلال إطلالته إلى "وضع النقاط على الحروف" بعد اتهام "حزب الله" بالتواطؤ في القرار القضائي الذي أفضى إلى إطلاق الفاخوري وتسليمه إلى الأميركيين.

وفي الغضون، بدأت الرسائل المشفّرة تتطاير خلال الساعات الأخيرة برسم صندوق بريد "العهد والتيار الوطني" وفحواها أنّ المطلوب "أضحية عونية" على مذبح "الصفقة" التي أخرجت الفاخوري وأحرجت "حزب الله" أمام جمهوره، وهذه الأضحية أتت معالمها بين سقفين، أعلاهما على شاكلة ما جاء في الرسالة التي نقلها رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود وطالب فيها رئيس الجمهورية ميشال عون بالتضحية بباسيل "وطرده من الدائرة المقربة منه"، وأدناهما ما طالبت به كتلة "الوفاء للمقاومة" أمس بتقديم "كبش فداء" قضائي في قضية الحكم بإطلاق سراح الفاخوري... وما بين السقفين سيترك لعون تحديد خياراته.

كيف خرج الفاخوري من لبنان
أما كيف غادر الفاخوري لبنان، فأشارت المعلومات لـ"الشرق الأوسط" أن كانت مروحية أميركية ضخمة هبطت في مبنى السفارة الأميركية في العاشرة و35 دقيقة من صباح أمس، قبل أن تقلع بعد خمس دقائق، وتعود فوق البحر سالكة المسار نحو الغرب، بحسب ما قالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، مرجحة أن تكون المروحية حضرت في "مهمة خاصة"، بالنظر إلى ضيق الوقت الذي استغرقه هبوطها وإقلاعها.

وفيما تحدثت وسائل إعلام عن أن حجم الطائرة يشير إلى أنها تستخدم للنقل ومن ضمنها نقل المرضى والجرحى، قالت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إن الطائرة أقلعت من قطعة بحرية أميركية في المتوسط وحطت في مهبط المروحيات في السفارة الأميركية في بيروت، ثم أقلعت، وهو ما يعني أنها كانت "في مهمة خاصة".

والاتفاقية بين السلطات اللبنانية والأميركية لإتاحة المجال الجوي اللبناني أمام الطائرات الأميركية، لا تلغي ضرورة الحصول على إذن وتقديم علم لغرفة العمليات الجوية في الجيش، قبل دخولها المجال الجوي اللبناني. ويقول رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات" العميد الركن المتقاعد هشام جابر إنه "في الثمانينات عندما دخلت القوات المتعددة الجنسيات بينها قوات المارينز إلى بيرزت، عقدت الاتفاقية لأن مطار بيروت كان معطلاً بسبب الاجتياح الإسرائيلي".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى