أخبار عاجلة

بماذا تختلف 13 نيسان 2020 عمّا سبقها؟

بماذا تختلف 13 نيسان 2020 عمّا سبقها؟
بماذا تختلف 13 نيسان 2020 عمّا سبقها؟

كتب شارل جبور في "الجمهورية": لا يجوز أن تمر ذكرى 13 نيسان هذه السنة وفي أي عام من دون التأمّل بأبعادها وأسبابها وخلاصاتها وطريقة تجنيب لبنان تكرار هذه المأساة أو أسوأ ما عرفته البشرية منذ القدم، أي الحروب.

المسؤولية الأولى في الحرب تقع على اللبنانيين، وكل محاولة لرميها على الخارج هي بمثابة الخطيئة الوطنية، لأنّ أي معالجة لأسباب الحرب تبدأ من التشخيص الدقيق لهذه الأسباب وليس بالتعمية ولا بالتورية عنها، وما لم يُصَر إلى معالجة المشكلة الأساسية التي تسببت بهذه الحرب، فهذا يعني انّ هناك من لا يريد الاتعاظ من هذه التجربة-الجريمة، ولا يأبه حتى من إعادة تكرارها.

فكل العوامل المتصلة بإسرائيل وسوريا ومن خلفهما من دول وما بينهما من واقع فلسطيني هي عوامل ثانوية، فيما العامل الرئيسي المسبِّب للحرب يتعلق بعدم اتفاق اللبنانيين وانقسامهم، والأسوأ من ذلك سعيهم إلى استخدام الخارج من أجل تغليب وجهة نظرهم في الداخل، ما يعني بأنّ مسؤوليتهم مزدوجة: خلافاتهم العميقة من جهة، وإفساحهم في المجال أمام الخارج للتدخل في شؤون البلد من جهة أخرى.

فلو اتفق اللبنانيون على رفض اتفاق القاهرة وكل ما يمتّ إلى هذا الاتفاق بصِلة من تشريع للسلاح الفلسطيني او من خلال غَض النظر عنه وتمسّكوا بالدولة وسيادتها، لَما وقعت الحرب اللبنانية. ولو اتفق اللبنانيون على تطبيق «اتفاق الطائف»، لَما تمكّن النظام السوري من حكم لبنان لمدة 15 عاماً. ولو اتفق اللبنانيون على بسط سيادة الدولة بعد الخروج الإسرائيلي من لبنان عام 2000، والخروج السوري عام 2005، لَما استمر الانقسام ولَما بقيت الدولة ضعيفة أو بالأحرى صوَرية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى