من الواضح أن السيد نصر الله سعى في خطابه الى الاستمرار في اقناع الرأي العام واستقطابه نحو الخيارات البديلة التي تحدّث عنها في خطاباته السابقة وتحديدا الخيار الصيني والعراقي والايراني، مؤكدا ان لهذا الخيار فوائد كبرى سترتدّ على الاقتصاد اللبناني في كافة المجالات ومن بينها مسألة المودعين.
من جهة اخرى، واصل الامين العام هجومه على السفيرة الاميركية والولايات المتحدة على اعتبار أنها تعمل على تجويع اللبنانيين وتلعب دورا استعماريا في لبنان، ويأتي هذا الهجوم في اطار الحرب الاعلامية والسياسية القائمة بين الطرفين والساعية إلى تحميل كل منهما الآخر مسؤولية الانهيار.
اما الجزء الثاني من الخطاب، والذي تحدّث فيه السيد نصر الله عن الازمة السياسية اللبنانية، فإن أهم ما أشار اليه هو ان السياسة الاميركية التي تسعى للضغط على اللبنانيين من خلال تجويعهم بهدف محاصرة المقاومة في لبنان وإضعافها ستأتي بنتائج معكوسة وتقلب السحر على الساحر، اذ ان من شأنها أن تقوّي "حزب الله" اكثر وتؤدي الى اضعاف الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها، وهنا بيت القصيد.
اراد السيد نصر الله توجيه عدّة رسائل في جملة واحدة.
اما الرسالة الثانية التي اراد السيد نصر الله ايصالها أن حلفاء الولايات المتحدة الاميركية من القوى السياسية في لبنان، ستتحلّل وتنهار بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي ومؤسسات الدولة، وهذا يشمل ايضا الحلفاء الاقتصاديين كالمصارف وبعض القطاعات الاقتصادية الحليفة لواشنطن التي ستتضرر كثيرا والى حد لا يمكن اصلاحه في المرحلة المقبلة.
الرسالة الثالثة التي وجّهها السيد نصر الله ايضا، ان "حزب الله" يستطيع إطعام بيئته وتأمين أساسياتها المعيشية من غذاء ولباس ومواد طبية ونفطية، كما ألمح إلى أن الحزب سيكون جاهزاً لتأمين حاجات كل المجتمع اللبناني عندما قال ان الشعب بأكمله لن يجد امامه سوى "حزب الله" لإطعامه بحال استمرّت واشنطن في معركة التصعيد.