بالونات غزة وردّ 'حزب الله'!

بالونات غزة وردّ 'حزب الله'!
بالونات غزة وردّ 'حزب الله'!

بتأثير متبادل يعمل كل من "حزب الله" الذي يهدد اسرائيل برد في جنوب لبنان والمقاومة الفلسطينية التي تصعد يومياً ضد المستوطنات في غلاف غزة عبر البالونات الحارقة. الطرفان يخدمان بعضهما البعض ويخدمان هدفا استراتيجيا آخر.


تقول المصادر إن التوتر عند الجبهة الشمالية يمنع اسرائيل من التصعيد او الرد القاسي في غزة، فهي تترك كل تركيزها لمنع رد "حزب الله" وعرقلته، وهذا يعني ان تل ابيب لا تزال حتى اللحظة معتقدة بأن الحزب سيرد، لذلك فإن المقاومة الفلسطينية تأخذ راحتها في التصعيد ضد الاسرائيليين لتحقيق هدفين.

الهدف الاول وفق المصادر ذاتها، هو كسر قواعد الاشتباك عند حدود قطاع غزة، ما يمكنها من تكرار عملياتها واستهدافاتها من دون اي رد اسرائيلي، وهذا ما نجحت فيه نسبيا في المرحلة السابقة. اما الهدف الثاني فهو الوصول الى تسوية تساهم في فك الحصار ولو نسبيا عن غزة.


وتشير المصادر إلى أنه لولا الاستنفار على الحدود الشمالية والاولوية القصوى التي يعطيها الجيش الاسرائيلي للحزب فإن التصعيد ضد غزة كان سيكون محسوماً ولن يتمكن الفلسطينيون من فرض معادلاتهم من دون خسائر او حرب.

في المقابل، يبدو ان التصعيد في غزة ساهم في عقلنة التهور الاسرائيلي ضد لبنان، اذ بالتوازي مع التصعيد الفلسطيني انخفضت لهجة التهديد الاسرائيلية ضد "حزب الله" في حال حصول عملية الرد، لان تل ابيب ادركت ان جبهة غزة جاهزة للذهاب بعيدا في التصعيد بالتوازي مع اي معركة تحصل في لبنان، لاستغلال اولاً انشغال الجيش الاسرائيلي، ولدعم الجبهة اللبنانية ثانياً.

هكذا اصبح الحزب اكثر راحة في التخطيط وتنفيذ رده المفترض ضد اسرائيل، لكن هذه التوترات في غزة وعند الحدود مع لبنان تحقق هدفا استراتيجيا طالما سعى اليه "حزب الله" والمقاومة الفلسطينية.

تقول المصادر ان احد اهم الاهداف هو الهاء وإشغال الجيش الاسرائيلي، الذي يسعى بشكل كبير الى التحضير والتدريب والقيام بالمناورات ليكون جاهزا للحرب المقبلة، في حين ان القيادة العسكرية الاسرائيلية مقتنعة بأن احد اسباب الفشل في حرب تموز ٢٠٠٦ كان الانشغال في الانتفاضة الفلسطينية.

من هنا، تعتبر المصادر ان انشغال الجيش الاسرائيلي على حدود غزة وعلى حدود لبنان يعرقل مسار التدريب والمناورات لمرحلة معينة، وهذه المرحلة قد تطول كما حصل مع مسيرات العودة في غزة التي استمرت لاشهر..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى