تنسيق فرنسي-أميركي على خط 'حزب الله'.. فتشوا عن فوشيه

تنسيق فرنسي-أميركي على خط 'حزب الله'.. فتشوا عن فوشيه
تنسيق فرنسي-أميركي على خط 'حزب الله'.. فتشوا عن فوشيه
على الرغم من الاختلاف بين السياستيْن الفرنسية والأميركية في الشرق الأوسط، أظهرت التجربة أنّه لا مفر من التنسيق بينهما، ولا سيما في لبنان. الأدوار مقسمة بين حامل للعصا وآخر للجزرة، فرنسا، من جهتها، تحرص على الحفاظ على خطوط التواصل مع "حزب الله"، وترفض سياسة العقوبات الأميركية عموماً. أمّا الأميركيون فيصرون على سياسة الضغوط الكبرى، وأمس توسعت دائرة المستهدفين بالعقوبات لتطال حركة "أمل" و"المردة".  

في مقالة لها، تقول المحللة راغدة درغام: "لطالما اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أنّ الديبلوماسية الفرنسية تنجز أكثر مما تؤثر"، مضيفةً "ولكن، قد يتغيّر ذلك كما أظهرت الأيام الأخيرة"، نظراً إلى الدعم الأميركي لفرنسا في لبنان. وتذهب درغام إلى حدّ الحديث عن علامات تشير إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعم نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبذل ما بوسعه من جهود لمساعدة لبنان، على ألا تتخطى جهوده الخطوط الحمراء في ما يتعلق بـ"حزب الله". وتقول درغام إنّ الأميركيين لن يقفوا عائقاً أمام الفرنسيين على الرغم من أنّهم غير مقتنعين تماماً بجدوى التكتكيات الفرنسية الرامية إلى إجراء إصلاحات، مستبعدةً أن تتجاوز المساعدات التي سيحصل عليها لبنان الـ3 مليار دولار. 

وفي حين يعتبر محللون أنّ حزمة العقوبات الأميركية الأخيرة جاءت لتكمّل مبادرة ماكرون، ينتقد مصدر سياسي أوروبي خطوة الرئيس الفرنسي، متحدثاً عن غياب التنسيق بين سيد الإليزيه والقوى الأوروبية أو الولايات المتحدة. ويقول: "يتحدّث الفرنسيون دائماً ولكنهم ليسوا من سيضع المال على الطاولة"، مستدركاً بالقول: "تستدعي مساعدة صندوق النقد للبنان موافقة الولايات المتحدة".  

في تقرير عن التباين الأميركي-الفرنسي في التعاطي مع "حزب الله"، تقول وكالة الصحافة الفرنسية إنّ باريس تنطلق في مقاربتها لأزمة لبنان من فكرة أنّ الحزب يشكل لاعباً أساسياً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية، في حين تستنفر واشنطن جهودها للحدّ من نفوذه ومحاولة عزله، وهو الذي يُعدّ قوة عسكرية.  

وفي هذا الإطار، تنقل الوكالة عن أستاذ العلاقات الدولية في بيروت وباريس كريم بيطارقوله: "يميل نهج فرنسا إلى أن يكون أكثر واقعية، إذ ترى لبنان كما هو، فيما تنحو إدارة ترامب لرؤيته كما يحلو لها". ويضيف "تعترف فرنسا بتوازن القوى، أي أن حزب الله لاعب سياسي رئيسي وله حاضنة شعبية واسعة شيعياً، وهو موجود ليبقى". أما الولايات المتحدة فترى لبنان "كبلد يتمتع فيه حزب الله بنفوذ مفرط يجب احتواؤه في أسرع وقت يمكن". 

وتنطلق باريس من أن "الحفاظ على قناة الحوار مع حزب الله ضرورة لمنع زعزعة استقرار لبنان" وفق بيطار. ويقول "نهج باريس وإن بدا محفوفاً بالمخاطر، ومفرطاً في التفاؤل" لكنه "النهج الذي يمكن أن يساعد لبنان في مرحلة انتقالية صعبة".  

هنا، لفتت الوكالة إلى أنّ مراقبين يربطون تواصل فرنسا المباشر مع "حزب الله" بدور محوري لعبه سفيرها في بيروت برونو فوشيه، بالنظر الى علاقته مع طهران حيث كان سفيراً لسنوات. وتنقل الوكالة عن مصدر دبلوماسي عربي في بيروت قوله "خطوط التواصل المباشرة بين باريس وحزب الله لطالما كانت مفتوحة". ويشرح المصدر أن واشنطن، المنشغلة باستحقاق الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، تترك لفرنسا هامش تحرك في لبنان، مضيفاً: "صحيح أن الأميركيين يشترطون عدم إشراك حزب الله في الحكومة، لكنهم في الوقت ذاته قد يغضون النظر عن بقائه في حال تم التوصل إلى تسوية وإصلاحات".  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟