السيناريو الضائع

السيناريو الضائع
السيناريو الضائع
إعتذر مصطفى اديب. الرجل الذي حاول لعدة اسابيع تشكيل حكومة تشبهه، فشل وقرر العودة سفيرا في برلين. كان القرار هو إنجاح المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة فاعلة ناجحة تتمكن المساهمة في انقاذ لبنان، لكن عراقيل عدة حالت دون ذلك.

رفض الثنائي الشيعي أن يسمي احد عنه وزراءه، اعتبر ان اي اتجاه للتنازل عن هذا الحق هو تنازل في السياسة، وهو تقديم مكاسب للطرف الاخر قبل المفاوضات.

اصر "حزب الله" وحركة "امل" على ان تكون المالية من حصتهم، وبعد ان وافق اديب على مبادرة الرئيس سعد الحريري بأن تكون الحقيبة من حصة الشيعة شرط ان يسمي رئيس الحكومة الوزير رفض الثنائي واصروا على التسمية.

من جهة اخرى كان رئيس الجمهورية يعد العدة لتعطيل مقابل، اراد ان يكون شريكا كاملاً في التأليف، ان يشارك في اختيار الاسماء والموافقة عليها، وتحديدا الاسماء المسيحية، وهذا ما ألمح به مرارا امام اديب.


اذن العراقيل كانت متعددة، لكن ماذا لو لم تذهب هذه الاطراف الى العرقلة، ما هو السيناريو المتوقع؟ وفق مصادر ديبلوماسية فإن احدا لم يكن يريد حكومة مواجهة او حكومة اشكالات سياسية.

وتضيف المصادر انه كان من المتوقع ان يسمي اديب وزيراً شيعيا يتولى وزارة المالية يرضي حركة امل، بل اكثر من ذلك ربما كان سيكون من المقربين من الرئيس نبيه بري.

وترى المصادر ان الوزراء المسيحيين كانوا سيكونون حتماً غير مستفزين لرئيس الجمهورية، وبعضهم على علاقة ومعرفة مباشرة به، كل ما في الأمر ان اديب، وتماشيا مع الظروف السياسية، كان يريد اختيار الوزراء بنفسه، محاولا عدم تكرار تجارب غيره، اي ان يكون لديه فريق منسجم.

اضاعت القوى السياسية فرصة جدية ضمن المبادرة الفرنسية لانقاذ لبنان قد يكون ثمنها مرتفع جداً على الاقتصاد وعلى البلد في ظل الاصرار الاميركي على الاستمرار بالضغوط في الاسابيع المقبلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان