لبنان "على كفّ" مواجهةِ "مَن يصرخ أولاً" في "حرب الرئاستين"

لبنان "على كفّ" مواجهةِ "مَن يصرخ أولاً" في "حرب الرئاستين"
لبنان "على كفّ" مواجهةِ "مَن يصرخ أولاً" في "حرب الرئاستين"

بدا، حسب أوساط سياسية مطلعة، أن "الحريق" السياسي الذي اشتعل أعمق من ان يُحلّ باعتذار من هنا أو "مسامحة" من هناك، لافتة الى ان ما جرى شكّل "النقطة التي أطفحت كأس" تباينات وخلافات بين رئيسيْ الجمهورية والبرلمان تبدأ من مرحلة انتخاب عون وما قبلها ولا تنتهي بالمنازلة حول مرسوم منْح سنة أقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش، ومشيرة الى انه يَصعب تَصوّر إمكان توفير حلّ من خارج «سلّةٍ» يريد لها بري أن تتضمّن تفاهماتٍ تنطلق من هواجسه حول "ثنائية" مسيحية - سنية على حساب المكوّن الشيعي وتفضي الى توافق حول ترسيمات الصلاحيات وإدارة السلطة وتوازناتها.

ورغم اعتبار هذه الأوساط أن ما يحصل حالياً في لبنان هو أشبه بـ "حرب أجنحة" ضمن المعسكر الواحد (8 آذار) نظراً لكون عون وبري حليفيْن لـ "حزب الله" ويلتقيان على حمايته استراتيجياً ويتصارعان على السلطة في الداخل، إلا أنها تُعْرب عن الخشية من أن يفضي عدم إخماد هذا "الحريق" سريعاً إلى توترات نقّالة والى قلاقل في الشارع قد تَخرج عن السيطرة ولا سيما ان قرب موعد الانتخابات النيابية في 6 مايو المقبل يفتح شهية الجميع على عمليات تجييش متبادلة تجعل من الصعب القيام بخطوات تَراجُعية قد ترتّب أثماناً في صناديق الاقتراع.

وفي السياق نفسه، وفيما لا تشاطر الأوساط عيْنها ما يشاع عن ان هذه المواجهة تشكّل نهاية للتسوية السياسية التي تحكم الواقع اللبناني منذ انتخاب عون مذكِّرةً بأن "سيبة" هذه التسوية تقوم على تفاهُم ضمني بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري، فهي لا تُخفي قلقها من أن يؤدي "فلتان" الصراع بين عون وبري الى تعطيل الحكومة التي لوّح قريبون من رئيس البرلمان بإمكان الانسحاب منها بحال لم يستجب باسيل لـ "دفتر شروط" الاعتذار علماً ان "التدافع الخشن" على هذه الجبهة أدّى في الساعات الماضية الى الإطاحة باجتماعٍ لمجلس الدفاع الأعلى وآخر للجان البرلمانية المشتركة، فيما يشكّل سفر الحريري الى تركيا فرصة مؤاتية لتفادي عقد اجتماع للحكومة التي لم يَسْلَم رئيسها من رسائل رئيس مجلس النواب في السياسة والشارع على خلفية تحميل الحريري مسؤولية تغطية ما يعتبره بري جنوحاً من عون في الحكم.

ودعتْ الأوساط إلى التمعّن في مغازي موقف "حزب الله" الذي رفض في شكل قاطع الإساءة الى بري، في أول "احتكاك" مع "التيار الحرّ" منذ توقيع التفاهم بينهما في فبراير 2006، لافتة الى ان ذلك يعكس قراراً حاسماً من الحزب بحماية رئيس البرلمان حفظاً لوحدة البيت الشيعي وقواعده الشعبية عشية الانتخابات التي يتمسك بإجرائها الثنائي الشيعي في مواعيدها كما لتأكيد موقع بري في المعادلة، أمس واليوم وغداً، كإحدى ركائز وتعبيرات التوازنات في النظام السياسي.

(الراي الكويتية)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟