جورج شهوان: بزنس إز بزنس.. ولو في البرلمان

جورج شهوان: بزنس إز بزنس.. ولو في البرلمان
جورج شهوان: بزنس إز بزنس.. ولو في البرلمان

يبدو المرشّح في دائرة بيروت الأولى، جورج شهوان، معتداً وواثقاً بنفسه في خوض الانتخابات النيابية عن المقعد الماروني الوحيد في العاصمة وعلّ مواجهته الأبرز ستكون في منافسة النائب المستقيل نديم الجميّل ابن حزب الكتائب ونجل مؤسس القوات اللبنانية والنائب عن هذه الدائرة منذ 2009، إضافة إلى وجود مرشّحين آخرين يمكن ان يشكّلوا بدائل موفّقة لأهالي بيروت الأولى والناخبين فيها. لكن ما الذي قد يدفع المقترعين إلى التصويت لصلاح جورج شهوان، ولماذا قد يصوّتون لصالح القوات اللبنانية أساساً وهي التي تتحمّل جزءاً كبيراً من مسؤولية إيصال البلد إلى الانهيار الشامل الذي يعيشه اللبنانيون؟

قد يكون جورج شهوان رجل أعمال ناجح، خصوصاً أنه بات يرأس مجلس الأعمال اللبناني القبرصي بعد وثّق حضوره التجاري والاستثماري في الجزيرة المتوسطية وبنى إمبراطورية عقارية. رجل الأعمال الناجح، يحاول إقناع الناس بانتخابه نائباً في البرلمان في بيروت بينما يحاول أيضاً إقناعهم في شراء الشقق والمساكن في قبرص. فهو يملك ويرأس ويدير شركة بلاس بروبرتيز للعقارات في لبنان، وفي قبرص، إضافةً إلى بلاس بروكرز في بيروت وفرعها في دبي، وشركة غروب بلاس للإعلانات في لبنان وسوريا والبحرين والإمارات، وشركة برينتينغ بلاس في لبنان والإمارات للطباعة، وشركة بلاس للإدارة والتطوير في لبنان وقبرص والإمارات، وبلاس إنفست للاستثمارات في لبنان وقبرص. 

بنى جورج شهوان إمبراطورية بعد أن بدأ مسيرة المهينة عام 1986 موظفاً في شركة الشويري في مجال الإعلانات. لا يعني مطلقاً أنه خير ممثل للبنانيين في البرلمان، على اعتبار أنّ المهمّة النيابية تستوجب الدخول في التشريع وسنّ القوانين والاطلاع عليها وتحصيل وتحصيل حقوق الناس والدولة، في حين أنّ أغلب الزمرة الحاكمة في لبنان هم من رجال الأعمال والإقطاعيين والبيوت السياسية الذين بنوا إمبراطورياتهم على ظهر الدولة واللبنانيين والخزينة العامة.

يُحكى أنّ علاقة تجارية جمعت جورج شهوان برجل الأعمال السوري، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، رامي مخلوف الذائع الصيت سياسياً وتجارياً، والذي سحبت منه الدولة القبرصية الجنسية قبل سنوات نتيجة عقوبات الاتحاد الأوروبي على النظام السوري وقمع الثورة السورية. مع العلم أيضاً أن مخلوف مدرج على لوائح العقوبات الأميركية منذ عام 2008 للضلوع في الفساد وبصفته "المثل الأعلى للفاسدين" في سورية. 

يدلّ كل ما سبق على أنه بالنسبة لجورج شهوان لا خلاف بين التشارك مع فاسدين وممثلي أنظمة مجرمة والعمل في السياسة وتكريس قاعدة "بزنس إز بزنس". ليس هذا كل ما يدور في مسيرة جورج شهوان لدخول مجلس النواب، إذ أنه سبق أن تفاوض مع التيار الوطني الحرّ من أجل الترشّح على لوائحه في دائرة بيروت الأولى، لكنه سرعان ما تخلّى عن هذه المفاوضات للانضمام إلى لائحة القوات اللبنانية. وهو ما يؤشّر إلى أنّ الهدف هو الوصول إلى البرلمان بغض النظر عن الطريقة أو التحالف أو الأسلوب.

وتعلم القوات اللبنانية تمام المعرفة من هو جورج شهوان وهدفه الحثيث للدخول إلى مجلس النواب، لذا شاعت في أوساط القواتيين قبل أيام ما يشبه التعاميم للمحازبين في الأشرفية بعدم صبّ الأصوات التفضيلية في الدائرة لصالح شهوان. وقد تكون هذه المعركة خاسرة بكل المقاييس.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى