تستمر تداعيات الحادث الذي تعرضت له قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، في ظل التصريحات والتصريحات المضادة والتي اخذ بعضها طابعا حاداً في مواجهة حزب الله وتحميله مسؤولية ما حصل، في مقابل محاولات مستمرة من قبل الحزب لنفي التهمة عنه وتأكيد عدم علاقته بما حصل.
لكن اللافت ايضا هو سعي اليونيفيل للتهدئة وعدم اتخاذها مسارا تصعيديا ضد الحزب، اذ ان القوات الدولية تتعامل يشكل هادئ مع الحدث وتكاد تضعه في خانة الحدث العابر غير المقصود او غير المدبر، وهذا ما طرح اسئلة عن السبب الذي يقف خلف هذا الاداء؟
وبحسب مصادر مطلعة فإن آخر المستفيدين من تعليقات خصوم حزب الله وتضامنهم مع اليونيفيل، هي القوات الدولية نفسها، اذ ان التصريحات العالية السقف تعيد شحن الاجواء وتظهر اليونيفيل، عن غير حق، طرفاً في الكباش السياسي الداخلي ما قد يساهم في توتير الأجواء الشعبية بدل طيّ صفحة الحادث.
وترى المصادر ان المصلحة الخالصة للدول التي تتشكل منها القوات الدولية هي عدم الدخول في اي اشكال او توتر مع حزب الله في الجنوب وذلك لعدة اسباب اهمها، ان الاستقرار بات حالياً حاجة تفوق ما كان عليه في السنوات الماضية بسبب ترسيم الحدود ودخول شركات فرنسية على خط التنقيب عن الغاز في لبنان.
كما ان باريس وغيرها من الدول تعتبر ان وجود قوات دولية ساهم في منع حصول اشتباك غير مقصود بين الحزب واسرائيل وتدحرجه، لذلك فإن احتواء ما حصل سيكون الاولوية الاساسية في المرحلة المقبلة،خصوصا ان هناك قناعة جدية لدى قيادة اليونيفيل ان الحزب لا يقف بشكل منظم وراء اطلاق النار.
كذلك فإن الحزب لديه مصلحة في التهدئة وهذا ما كان واضحاً من خلال مسارعته لنفي ما حصل وتقديم واجب العزاء، اذ ان حارة حريك ليست في وارد العودة الى الخلف في علاقاتها مع الدول الاوروبية كما انها لا ترغب في فتح اشتباك قد يعرقل مسار التنقيب عن الغاز في لبنان في ظل استمرار الازمة الاقتصادية والمالية...
وتعتقد المصادر ان حزب الله ليس لديه رغبة في التصعيد، بل على العكس سيعمل على زيادة التنسيق مع اليونيفيل وهذا ما يحصل بعيدا عن الاعلام منذ لحظة الحادث اذ جرت عدة لقاءات واتصالات بين الطرفين لوضع الحادثة في اطارها الصحيح...