أخبار عاجلة
تايلاند تطلق سراح 18 جنديًّا كمبوديًّا -
بالفيديو: لاعب عربي إلى السجن! -
حرب موسعة بحسب “الإيقاع الإسرائيلي”؟ -
التفاهم المصري ـ اللبناني حول الغاز مسار طويل النفس -
تجمّع سكني لـ”الحزب” في الهرمل يطرح تساؤلات -
استياء رسمي لبناني من “حماس” -
جيسي عبدو تثير تفاعلًا برسالة غامضة (صورة) -
“الحزب”… “وين كان ووين صار” -

الـ2026: انتظارات تحت الخطر

الـ2026: انتظارات تحت الخطر
الـ2026: انتظارات تحت الخطر

كتب نجم الهاشم في “نداء الوطن”:

في نهاية عام 2025 ثلاث كلمات تختصر مسيرة العهد الجديد في لبنان: كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون في بكركي في 28 كانون الأوّل 2025، وكلمة أمين عام «حزب اللّه» الشيخ نعيم قاسم في اليوم نفسه، وكلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 كانون الأوّل بعد انتهاء اجتماعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. الحكم على الحكم يجد له البعض أسبابًا تخفيفية. البعض يعتبر أن لا حكم عليه. البعض يدينه مع وقف التنفيذ. الخلاصة كلمة واحدة قالها ترامب: سنرى.

قال الرئيس جوزاف عون في بكركي «إن السنة المقبلة تشهد ولادة لبنان الجديد، لبنان دولة المؤسسات، لا دولة الأحزاب ولا دولة الطوائف ولا دولة المذاهب. دولة المحاسبة. أكيد هذا العيد هناك جرح في الجنوب ينزف، أهلنا لم يعودوا بعد. أسرانا لا يزالون في السجون الإسرائيلية… إن شاء اللّه بولادة لبنان الجديد ننتهي من الحروب ونعيش بسلام… الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها ونحن نؤمِّن سلامتها وشفافيّتها… بأي قانون؟ يصطفلوا مجلس النواب… حصرية السلاح إذا بدّنا نقيسها مقارنة بالسنوات الماضية، نحن راضون أكيد. ولكن مش هيدا هدفنا. هدفنا أبعد من هيك. ولكن حطّينا الأمور على السكة الصحيحة… حصرية السلاح مكفاية. القرار اتخذ ونحن مكفايين. التطبيق وفقًا للظروف. اتصالاتنا الدبلوماسية لم تتوقف لكي نبعد شبح الحرب. أستطيع أن أقول لكم إن شبح الحرب بعّد. بطبيعة الحال بالتفاوض كل واحد بدّو يعلّي السقف. ولكن أنا متفائل الأمور رايحة انشالله إلى خواتيم إيجابية».

الشيخ نعيم وركوب الخيل
الردّ على الرئيس عون جاء في اليوم نفسه من الشيخ نعيم الذي اعتبر «أن نزع السلاح مشروع إسرائيلي – أميركي. والمطالبة بحصرية السلاح في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل اعتداءاتها على لبنان، تعني أن أصحاب هذا الطرح يخدمون مصلحة إسرائيل». وقال: «لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن، لأنه ليس مطلوبًا من لبنان أن يكون شرطيًا لدى إسرائيل… اركبوا أقصى خيلكم، واستخدموا وحشيّتكم وإجرامكم، فلن نتراجع ولن نستسلم». وهدّد المطالبين بحصرية السلاح: «لبنان مركب واحد. من يظن أنه يستطيع رمي الآخرين في البحر ليحصل وحده على الغنيمة، نقول له: انتبه أين تضع قدميك. أمّا السباحون فلا يغرقون مهما كان البحر عميقًا، وإذا لم ينجُ السباحون من العاصفة، فلن ينجو أحد، ولن يبقى شيء».

ترامب على خط بعبدا
تقييم مسار العهد خلال العام الماضي وموقفه من استعادة سيادة الدولة وحصرية السلاح عبّر عنهما بوضوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد لقائه نتنياهو مساء الإثنين 29 كانون الأوّل، وهو اللقاء الذي انتظره العالم لاستكشاف الاتجاه الذي سيحكم التطوّرات في المنطقة وما إذا كان عسكريًا أم دبلوماسيًا. اختصر ترامب توصيف الوضع في لبنان بما يلي: «حزب اللّه يتصرّف بشكل سيّئ، الولايات المتحدة تراقب عن كثب جهود الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب. الحكومة اللبنانية لا تنفذ بنود اتفاق السلام ووضع الحكومة متراجع، وسنرى ما سيحدث».

بين كلام عون وكلام ترامب مسافة واسعة. عندما انتُخب عون رئيسًا للجمهورية في 9 كانون الثاني 2025 كان ذلك نتيجة اختلال التوازنات في لبنان والمنطقة لمصلحة إسرائيل ونتيجة الضربات التي تلقاها «حزب اللّه» وإيران وحركة «حماس»، وسقوط نظام الأسد في سوريا. كان يجب أن يكون مسار العهد الجديد في لبنان مكمّلًا لهذا المسار الذي بدأ في المنطقة. في خطاب القسم الذي ألقاه عون بعد انتخابه أكّد قرار حصرية السلاح الذي يُعتبر الأساس في استعادة السيادة اللبنانية وتحرير قرار الدولة من وصاية «حزب اللّه» وسيطرته خصوصًا أن «الحزب» كان معارضًا لانتخاب عون وما كان من الممكن أن يتمّ الانتخاب لولا اضطراره إلى الموافقة على اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني 2024 الذي ينصّ صراحة على نزع سلاحه.

الزخم المفقود
بزخم هزيمة «الحزب» وانتصار خيار استعادة سيادة الدولة وتحرير القرار، كانت الخطوة التالية في 13 كانون الثاني بتسمية نوّاف سلام رئيسًا للحكومة التي شكّل تشكيلُها في 8 شباط خسارة كبيرة لـ «الحزب» الذي فقد الثلث المعطل وحق الفيتو في تسمية رئيس الحكومة والوزراء وتوزيع الحقائب. وقد أكدت في بيانها الوزاري ما ورد في خطاب القسم حول حصرية السلاح.

ولكن الحكومة لم تذهب سريعًا إلى تنفيذ هذا القرار. ظلّت تؤجّل الحسم حتى اتخذت القرار الواجب تنفيذه في جلستي 5 و 7 آب. خلال هذا الوقت كان «الحزب» قد عمل على تأكيد إعادة بناء هيكليته وقواعده العسكرية، وأعلن الشيخ نعيم قاسم رفض تسليم السلاح مهدّدًا بحرب كربلائية جعلت الحكومة في جلسة 5 أيلول تتراجع عن تنفيذ قرار حصرية السلاح، وهو ما أشار إليه الرئيس عون في بكركي من خلال حديثه عن تطبيق هذا القرار بحسب الظروف.

أي إنجاز خارج نزع السلاح؟
ما قاله الرئيس عون عن إنجازات وعن إصدار نحو ألفي مرسوم صحيح. ولكن الرهان الأبرز يبقى على موضوع السلاح. إذا لم يُطبَّق هذا القرار لا يمكن الحديث عن إنجازات. ما شهده الصيف من مهرجانات وما تحقق من حضور في مرحلة الأعياد، ليس إلّا تعبيرًا عن انتظارات اللبنانيين لتنفيذ قرار حصرية السلاح. وهذا ما يفسِّر الانتقادات التي توالت حول تردّد السلطة الجديدة الذي سمح لـ «حزب اللّه» بأن يتمرجل عليها ويهدّدها بينما كان يجب أن تبادر لتسحب سلاحه وتؤكّد تنفيذ هذا القرار في جنوب الليطاني وفي شماله وفي كلّ لبنان. هذا هو الرهان على نجاح العهد. ثمّة فرصة لا يجب أن تضيع. الاتصالات الدبلوماسية مفيدة والحديث عن السلام بداية مسار بعد تكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد المفاوض في موضوع تطبيق اتفاق وقف النار. ولكن الأساس يبقى أن هذا الاتفاق يبدأ من التزام الحكم بتطبيق قرار حصرية السلاح لأنه المقياس الذي يقاس به نجاحه أو فشله.

ممنوع اللعب مع ترامب
هذا القرار ليس منفصلًا عمّا يحصل في المنطقة. عندما اعتلى الرئيس ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني الماضي بعد حفل التنصيب العظيم، كان يريد أن يقول إنه يستعيد قوة أميركا وحضورها. إنجازات ترامب خلال عام واحد لا يمكن أن تقاس بإنجازات العهد في لبنان. ولا يمكن أن يكون لبنان خارج سياق استراتيجية ترامب الذي أكّدها بعد لقاء نتنياهو عندما أطلق سلسلة تهديدات تطول «حماس» وإيران و «حزب اللّه»: «حماس» ستدفع ثمنًا باهظًا إذا لم تتخلَّ سريعًا عن سلاحها… إسرائيل التزمت بخطة الهدنة في غزة. لست قلقًا من أي شيء تفعله. أنا قلق مما يفعله الآخرون أو ربّما لا يفعلونه… سمعت أن إيران تحاول التعافي، وإذا حدث ذلك، فسيتعيّن علينا ضربها. إذا استمرّت في برنامجها الصاروخي، فأنا أؤيّد الهجوم، وإذا استمرّت في برنامجها النووي، فيجب أن يكون الهجوم فوريًا».

كلام واضح وصريح. فترة السماح المعطاة للبنان ليست طويلة. لا يمكن ربط تنفيذ قرار حصرية السلاح بالظروف ولا يمكن النزول تحت سقف تهديد قاسم. الوقت ليس في صالح الحكم والحكومة، وليس في صالح «حزب اللّه» وإيران أيضًا. وكلام ترامب لا يحتمل التفسير: «حزب اللّه يتصرّف بشكل سيئ. وضع الحكومة متراجع. سنرى ما سيحدث». على الحكم والحكومة التصرّف بشكل جيّد فهم يعرفون ما يجب عليهم أن يفعلوا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حركة الموفدين لم تهدأ عام 2025 والمطلوب واحد
التالى رسالة إلى الحَبر الأعظم بلغة الحِبر الأعظم!