أكّد رئيس جهاز التنشئة السياسية في القوات اللبنانية شربل عيد وقوف “القوات” اليوم في وجه الفساد بكل ما له من قوة، لأن الفساد والصفقات والسمسرات هي اليوم الخصم الأول الذي يهدد الكيان والدولة اللبنانية. واعتبر عيد أنه إن لم تتم محاربة الفساد، فنحن في خطر تهجير حقيقي.
ولفت عيد، خلال ندوة الثلاثاء في معهد التنشئة السياسية في طبرجا، إلى أن المطلوب الإسراع بإقرار الموازنة لتخفيض العجز من 11% إلى 8%، وأضاف عيد: “لقد وجّه وزراء القوات الأربعة كتابًا إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، طالبين منهما تحملّ المسؤوليات في هذا الظرف الصعب الذي وصل إليه لبنان”.
وأشار عيد إلى أن 40% من العجز ناجم عن قطاع الكهرباء، الذي يحتل المرتبة الرابعة ما قبل الأخيرة في العالم، لافتًا الى أن “القوات” يعمل جاهدًا على تنفيذ خطة الإنقاذ الاقتصاديّ، فنحن لم نقترب من الانهيار، انما نحن في صلبه وننتظر الخروج منه بأعجوبة.
واعتبر عيد أن “القوات” مُصرّ على وقف الهدر التقني وهدر الفوترة، كما ربط الحلّ الدائم بالحلّ الموقّت، وتشكيل هيئة ناظمة لإدارة القطاع ومجلس إدارة جديد.
وتابع عيد، ان “القوات” قام بخطوات عملية لمكافحة الفساد، أهمها الإخبار الذي تقدم به النائبان جورج عقيص وماجد إدي أبي اللمع فيما يخصّ التهريب الجمركيّ، بالإضافة الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد المقدَّمة من الوزيرة مي شدياق، والتي لم يتم تبنيها في مجلس الوزراء.
وعن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، اعتبر عيد أنه يوجد عدة عقبات لم يزيلها رئيس النظام السوري بشار الأسد حتى الآن، أهمها ما ذُكر في البيان الروسي عن عدم توفّر المقومات النفسية للعودة، والتي تتطلّب إجراءات لم يقدم عليها النظام السوري، ومنها الغاء القانون رقم 10 الذي يشرّع للنظام سلب أراضي المهجّرين، كما الغاء التجنيد الاجباريّ.
وأشار عيد الى أن الأسد لا يريد عودة النازحين، فالعودة التقنية لا تتأمن الا بإعادة اعمار سوريا، المشروطة بتفاهم دولي، لافتًا إلى أن “القوات” يعمل على تفعيل مسار العودة اليوم قبل الغد، بمعزل عن أي حلّ سياسي، ومطالبًا بإقامة مناطق آمنة في سوريا لتأمين عودة النازحين الذين لا يرغبون بالعودة الى المناطق الخاضعة لنظام الأسد.
وختم عيد كلامه بطرح عدة تساؤلات جاء فيها: “لماذا لم يذهب وزير المهجرين صالح الغريب مع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو لمناقشة مسألة النازحين؟ لماذا لم يحضر السفير اللبنانيّ في موسكو اللقاء بين الرئيسين عون وبوتين؟” واستطرد عيد قائلاً: “الا إذا كان اللقاء بالأصل غير مخصص للبحث في موضوع النازحين كما أشيع، انما فقط لدواعي التسويق السياسي”.