أخبار عاجلة
اختبار جديد يكشف عن السرطان خلال دقائق -
أول كلب آلي يحمل قاذفًا للهب في العالم -

ما قبل 6 شباط 2006 وما بعده.. هل الحالة العونيّة أيديولوجية؟

ما قبل 6 شباط 2006 وما بعده.. هل الحالة العونيّة أيديولوجية؟
ما قبل 6 شباط 2006 وما بعده.. هل الحالة العونيّة أيديولوجية؟
كتب شارل جبور في صحيفة "الجمهورية": هناك مَن يعتبر أنّ "التيار الوطني الحر" أسّس لخطٍّ سياسي جديد داخل البيئة المسيحية يبدأ من التحالف مع "حزب الله" ولا ينتهي بتشجيع تحالف الأقليات، وأنّ ممارسته شكّلت انقلاباً على الدور المسيحي التاريخي.

يخطئ هذا البعض في توصيفه الحالة العونيّة بأنها حالة أيديولوجية وتتميّز عن الحالة نفسها التي تتبنّى الخط نفسه تاريخياً بكونها حالة شعبية فريدة من نوعها داخل البيئة المسيحية، إذ إنّ الخط الأيديولوجي الذي لا يتبنّى اللبننة بمفهومها الفلسفي والحضاري والنهائي شكل تاريخياً حالة أقلوية إلى أن وقّع "التيار الحر" وثيقة التفاهم مع "حزب الله" في العام 2006 مشكّلاً رافعة شعبية إستثنائية لهذا الخط.


ولكنّ تفاهم 6 شباط 2006 لا يختصر تاريخ "التيار الوطني الحر"، إذ إنّ هناك ما قبل هذا التفاهم وما بعده، ولا يجوز توصيف حالة سياسية تأسيساً على محطة واحدة ضمن تاريخها السياسي، إلّا أنّ الخطأ في التوصيف مردّه موضوعياً إلى جمود أصحابه عند حدود تحالف "مار مخايل"، فيما الحالة العونيّة لم تظهر على حقيقتها الفعلية سوى بعد التسوية الرئاسية، وبالتالي الخطأ التوصيفي قبل هذه التسوية كان مبرَّراً لأنه يمكن لأيِّ فريق سياسي أن يناقض الأهداف التي تأسّس عليها، وهذا ما يفسِّر التحوّل الجذري من الخطاب اللبناني السيادي التاريخي ما بين عامي 1988 و2006، إلى الخطاب الذي ينسف كل مبدأ الحياد ومركزيّة الدولة بقرارها الاستراتيجي.

فتغيير الإقتناعات هو حق لكل فرد أو جماعة، ومن هذا المنطلق كان يصعب إعطاء توصيف دقيق للحالة العونية قبل انتقالها إلى الصيغة أو المرحلة الثالثة في مسارها التاريخي: المرحلة الأولى تبدأ مع ترؤس العماد ميشال عون الحكومة الإنتقالية في العام 1988 وتنتهي مع توقيعه وثيقة التفاهم في شباط 2006، والمرحلة الثانية تبدأ من 6 شباط 2006 وتنتهي موضوعياً مع التسوية الرئاسية وانتخاب عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016، والمرحلة الثالثة بدأت مع انتخاب عون وما زالت مستمرة.

ففي المرحلتين الأولى والثانية كان التيار الوطني الحر في موقعين متناقضين تماماً، وتوصيفه بأنه شكّل في المرحلة الثانية رأس حربة للخط المناهض للشرعية المسيحية التاريخية المؤسسة للكيان اللبناني كان في محله، ولكن لا يمكن مواصلة التوصيف نفسه بعد انتقال الحالة العونيّة إلى المرحلة الثالثة في مسارها التاريخي، لأنّ ما كان يصحّ في المرحلة الثانية لم يعد يصحّ في المرحلة الثالثة.

وقد ظهرت الحالة العونيّة في تطورها الأخير على حقيقتها بأنها ليست حركة تغييرية داخل البيئة المسيحية، تموضعها السياسي ليس مرتبطاً بإقتناعات فكرية ومبدئية وأيديولوجية، إنما يتصل بأولويتها السلطوية التي تشكل القاعدة الأساسية التي على أساسها تُحاك التحالفات وتتبدل التموضعات، وإلّا لا يوجد ما يفسّر التحوّلَ الجذري بين المرحلة الأولى والثانية، والإنتقال الى خط وسطي أو مصلحي في المرحلة الثالثة.

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟