أخبار عاجلة
حرب أوكرانيا: 5 سنوات إضافية؟ -
روسيا تحقق في القوقاز ما عجز عنه الغرب -

ركبّوا عدّادات في جل الديب... لإحصاء الشتائم!!!

ركبّوا عدّادات في جل الديب... لإحصاء الشتائم!!!
ركبّوا عدّادات في جل الديب... لإحصاء الشتائم!!!

كان يُفترض بمتعهد أشغال جسر جل الديب أن يرّكب عدّادًا قبل المباشرة بهذا المشروع، وذلك لإحصاء شتائم المواطنين الذين يسلكون الأوتوستراد، غربًا وشرقًا. فلو فعلوا لكانوا وفرّوا على أنفسهم ما يسمعونه من إنتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي، وفي كل مرّة يحاول "التويتريون" الموترّون و"الفايسبوكيون" المصّفرّة وجوههم التعبير عن معاناتهم كلما أضطّروا لسلوك "أوتوستراد حرق الأعصاب"، وكأنه لم يكن ينقصهم ما يزيدهم نقمة على نقمة.

صحيح أن اللبناني لا يعجبه العجب حتى الصيام في رجب، وصحيح أنه يريد الحلول جاهزة على طبق من فضة من دون أن تبتلّ أطراف إصابعه، وصحيح أيضًا وأيضًا أن لا شيء يرضيه، ولكن الصحيح أو الأصحّ أن ما يُسمى دولة، وهي تسمية لتجهيل المسؤول، لم تقدّم لهذا المواطن "القرفان" أي شيء من شأنه التخفيف عمّا يعانيه من مشاكل تبدأ بزحمة السير التي لا حلّ منظورًا لها في القريب العاجل أو المؤجل، ولا تنتهي بما هو مجبر على دفعه من فواتير كهرباء أصبح توفيرها 24 على 24 ساعة منتهى الأمنيات ووعودًا تخطّت العرقوبية بأشواط.

فلو كان لدولتنا العليّة الحدّ الأدنى من الشعور بالمسؤولية، ولو كانت مهتمّة بمشاكل الناس وتؤّمن لهم أبسط الحقوق قبل أن تطالبهم بأقصى الواجبات لما كان أحدٌ يسمح لنفسه بالتذمر و"النق" عَ الطالع والنازل.

فإعادة تأهيل طريق من الطرقات أمر يحصل في كل دول العالم ولا من يشتكي ولا من يشتم، وذلك لأن حكومات هذه الدول تهتمّ وتجعل أمور الناس من أولوياتها، وأهمهما مجانية التعليم والطبابة والنقل العام وكهرباء لا تنقطع ومياه غير شحيحة وبيئة نظيفة وسكن مغطّى بقروض ميسّرة وضمان شيخوخة، وأهمّ أهمها إحترام حقوق الناس وإقامة شبكة أمان إجتماعي.

أما في كوكبنا الخارج عن مساره الطبيعي فالمقاييس فيه مختلفة، إذ يكفي أن تُقام مشاريع لتحسين وضع الطرقات وسدّ بعض المنافذ لتسهيل العمل لكي تقوم القيامة ولا تقعد، وذلك لأن عامل الثقة بين المواطن ودولته مفقود، ولأن لا شيء مضمونًا بأن حفر الطرقات سيتم مرّة واحدة ونهائية وعلى أكمل وجه، ولأن السماسرة كثرٌ وكل منهم يحاول الإستفادة من مشروع واحد مرّة وأثنتين وثلاث مرّات فلا أحد مستعد لأن يلدغ من الجحر مرتين.

فلا مشروع جل الديب ولا غيره من المشاريع الإنمائية، وهي ضرورية، ستقنع المواطن الذي يذوق الأمرّين في كل مرّة يسلك هذا الأوتوستراد بأن ما تفعله الدولة هو للصالح العام.

يكفي أن ترّكب العدّادات المرئية والمسموعة حتى تكتشف أركان الدولة مدى إنعدام عامل الثقة بينها وبين ناسها، الذين سينتخبون هذه المرّة إنطلاقًا من قناعاتهم وليس لأي إعتبار آخر كان يعيد في السابق الوجوه نفسها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى