أخبار عاجلة

بخطوتين فقط تنقذ ضحايا السكتة القلبية من الموت... وفي المجلس قانون يحميك من العقاب

بخطوتين فقط تنقذ ضحايا السكتة القلبية من الموت... وفي المجلس قانون يحميك من العقاب
بخطوتين فقط تنقذ ضحايا السكتة القلبية من الموت... وفي المجلس قانون يحميك من العقاب

كثيرة هي المحطات التي يشكّل فيها عامل الوقت القيمة الأعظم في حياتنا، ولعل الدقائق الأولى التي تلي تعرض الإنسان لتوقّف مفاجىء في القلب أبرز مؤشر لقيمة الوقت، بحيث يمكن لدقائق معدودة أن تنقذ مصابًا بسكتة قلبية أو دماغية من الموت، والأمر متوقّف على كيفية التعامل مع المصاب في الدقائق الستّة الأولى. في لبنان تغيب التوعية حول كيفية تقديم الإسعافات الأولية للمصاب في الوقت الفاصل عن وصوله إلى المستشفى أو وصول سيارة الإسعاف. كما أنّ القانون اللبناني يعاقب من يتدخل بقصد إنقاذ المريض في هذه الحالات، ويخضعه للتحقيق والمساءلة.

 ولأجل تصويب الناحية القانونية قدّمت النائبة عناية عز الدين والنائب عاصم عراجي اقتراح قانون يسمح بالتدخل السريع لإنقاذ مريض يتعرّض لتوقف في قلبه، دون أن تترتب أيّ مسؤولية جزائية على من يساعد هذا المريض. الإقتراح أُقرّ في لجنة الصحة النيابية وسيدرس في لجنة الإدارة والعدل ليصل بعدها إلى الهيئة العامة، وهو يرمي إلى اضافة فقرة الى المادة 567 من قانون العقوبات (المرسوم الاشتراعي 340 تاريخ 1/3/1943).

النائبة عزالدين أوضحت في حديث لـ "لبنان 24" أنّ القانون الحالي لا يحمي من يتدخل لإنقاذ مريض في حالة التوقف في القلب، خصوصًا إذا تطور وضع المريض بشكل سلبي وحصل ضرر، بحيث يُعاقب الشخص الذي تدخّل سواء عمل على إيصال المريض إلى الطوارىء أو حاول إنقاذه، بصرف النظر عن أنّ الضرر في مثل هذه الحالات سيحصل مع ومن دون تدخّل، في حين أنّه في حالة التدخل هناك امكانية لنجاة المصاب. 

إقرار قانون حماية الفرد من تبعات مساعدة المريض لا يكفي وحده، في ظل غياب التوعية التثقيفية حيال الإجراءات الواجب اتباعها من قبل المحيطين بالمريض. من هنا لفتت عز الدين إلى وجوب استكمال القانون بسياسة عامة، تتطلب من وزارتي الصحة والتربية إيجاد منظومة متكاملة، تقترن فيها النظم التشريعية بسياسات التوعية حيال كيفية إنقاذ المرضى في مثل هذ الحالات، وذلك من خلال إدخال ثقافة إسعاف المرضى في البرامج التربوية، التي تبدأ من عمر ثماني سنوات في العديد من الدول، بينما لا وجود لها في المنهج التربوي في لبنان. 

كيف يمكن للمواطن العادي إذا توفرت الحماية القانونية أن ينقذ حياة مريض من الموت؟ 

الدكتور سامي الريشوني أخصائي في أمراض القلب والشرايين وأمراض داخلية ورئيس جمعية "خريجي الجامعات الأميركية في بيروت" لفت في اتصال مع "لبنان 24" إلى أنّ السكتة القلبية هي عبارة عن تقلّص في العضلة تمنع الدم من أن يصل إلى الدماغ، بحيث يفقد المريض وعيه خلال ثوانٍ معدودة ويُتلف دماغه ثم يموت. ويلفت الريشوني إلى ارتفاع نسبة نجاة المريض في حال تمّ إنقاذه في اللحظات الأولى "الأمر متوقف على تلقيه مساعدة سريعة، فمعظم المرضى يموتون في طريقهم إلى المستشفى . استخدام جهاز الصدمات الكهربائية أو ما يُعرف بـ Defibrillation مفيد جدًّا في هذه الحالات، ولكنّه غير متوفر سوى بالمستشفيات، من هنا أنصح أيّ مواطن يصادف وجوده في نفس المكان مع شخص يتعرض لسكتة قلبية، أن يتصل بالأسعاف ويعمد فورًا إلى تقديم الإسعافات الأولية من خلال الضغط على صدر المريض وإعطائه تنفّسًا بعد كل 30 ضغطة، ومن خلال هذه الإسعافات يصل احتمال إنقاذه من الموت إلى 70 % ، كما أنّني أنصح دائمًا المرضى الذين أعاينهم في حال ظهرت لديهم عوارض تنميل وتعرّق بارد أو عندما يشعر الشخص وكأنّ هناك بلاطة على صدره، أن يتمّ إعطاؤه دواءً مسيلًا على الفور وقبل الإتصال بالطبيب، عبارة عن  8 حبات Plavix  و4 حبات أسبرين، ومن ثمّ يُنقل إلى أقرب مستشفى. ولقد أنقذنا حياة العديد من المرضى من خلال هذا العلاج الأولي لحين وصول المريض إلى المستشفى، بحيث يتم تفادي ضرب شرايين القلب من خلال المسيل . وفي حال حصل تشخيص خاطىء ولم يكن المريض يعاني ذبحة قلبية، فلا ضرر من هذه الحبات المسيلة التي لا تقتل بل تؤدي إلى سيلان لفترة بسيطة، في حين أنّ تناولها ينقذ حياة المريض بنسبة كبيرة ".

الريشوني ناشد السلطة التشريعية الإسراع في تصويب المنظومة القانونية التي تعاقب كل من ينقل مريضًا مصابًا إلى المستشفى، واقترح عبر "لبنان 24" أن تعمد نقابة الأطباء إلى إخضاع كلّ الأطباء لا سيّما المعتمدين في المؤسسات الصناعية والتجارية والتعليمية وغيرها إلى دورات تثقيفية وتدريبية على كيفية إنقاذ مرضى السكتة القلبية، على أن تكون الدورات  إلزامية يؤخذ بنتائجها في تجديد الرخص للأطباء، ليقوم هؤلاء الأطباء بدورهم في تدريب العاملين في المؤسسات على الإسعافات الأولية في حالات توقف القلب. 

اقتراح عز الدين – عراجي يسمح للمواطن بأن يستخدم في عملية الإنقاذ جهاز الصدمات الكهربائية من دون أن يترتّب على ذلك أيّ مساءلة قانونية. وهو جهاز طبي يستخدم في معالجة اضطرابات دقات القلب الخطرة وذلك بإعطاء صدمة كهربائية تنعش القلب وتعيد انتظام عمله. وعن كيفية معرفة المواطن لحالة المريض وما إذا كان يتعرض فعلًا لتوقف في القلب أم لا، أوضحت عز الدين أنّ الجهاز لا يعمل في حال استُخدم لمعالجة مريض لا يخضع لسكتة قلبية وبالتالي ليس هناك من ضرر في استخدامه في حالة التشخيص الخاطىء. وأضافت عز الدين " الجهاز يجب أن يتوافر في كلّ الأماكن العامة خارج المستشفيات، في سيارات الإسعاف ومراكز التسوق والنوادي الرياضية وغيرها من الأماكن التي تستقطب الناس. وكذلك من الضروري أن يتواجد الجهاز في البلدات والأماكن النائية التي تبعد عن المستشفيات، بحيث أنّ إيصال المريض إلى أقرب مستشفى يستلزم وقتًا طويلًا تتضاءل لا بل تنعدم معه احتمالات إنقاذه ".

قليل من المعرفة كفيل بإنقاذ حياة إنسان قد يكون فردًا من أسرتنا، كما أنّ قصور القوانين والبرامج التثقيفية من قبل الدولة، لا يعفينا من واجب امتلاك المعرفة.  

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى